شعار قسم مدونات

الديمقراطية المحرمة على المصريين

blogs ثورة

في مصر الديمقرطية وتداول السلطة شيء غير مذكور في القرآن وغير مذكور في دساتير الحكام العرب فصاحب السلطة يترك الحكم حين تتوفاه المنية أو عندما تخرج الشعوب معبرة عن غضبها إتجاه حكامها مثلما حدث في مصر تونس الجزائر والسودان.

دستور السيسي

نجحت السلطات المصرية في تمرير واحد من أغرب الدساتير التي مرت على تاريخ مصر فيمنح هذا الدستور الحق للسيسي ليظل في الحكم حتى عام 2030 ولا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث خلال هذه الفترة في ظل تنبؤات بتمرير صفقة القرن التى تسعى أمريكا والاحتلال الصهيوني بإقامتها داخل الأراضي المصرية وتحديداً في سيناء.

نظرية فرق تسد
عدم إدراك حقيقة المشهد السياسي هو عبث لا يتدراكه من يتولى زمام الأمور في هذه المرحلة الحرجة من المعركة السياسية التي تعيشها مصر في ظل وجود سلطة دكتاتورية وشعب غير راضي عن أداء الحكومة

في الحقيقة في ظل عدم وجود معارضة قوية لا تستطيع أن تمنع السيسي من تمديد صلاحياته بل لا تستطيع حتى أن تتحد على كلمة سواء فكل هذا يعطي للسيسي القوة ليستمر في تنفيذ أجندته السياسية. المعارضة المصرية الإسلامية والليبرالية والعلمانية لم تتحد منذ ثورة الـ25 من يناير كانون الثاني حتى الأن إلاّ على أمر واحد وهو سقوط حسني مبارك لتبدأ من بعدها مسيرة التخوين التى طالت الجميع ونجحت المخابرات المصرية في زرع التخوين داخل صفوف المعارضة السياسية لحسني مبارك والمجلس العسكري في ذاك التوقيت وساعدت الظروف السياسية التي مرت بها مصر على عدم إدراك الفهم السياسي للمرحلة الإنتقالية التى تصاحب أي ثورة تطيح بدكتاتور مثل حسني مبارك وغيره من الحكام ولكن السيسي يتمتع بشعبية غربية كبيرة فهو يهاجم كل ما هو إسلامي حتى أصبح سياسيين الغرب يستشهدون بكلامه في حديثهم عن مواجة الإسلام المتطرف على حد زعمهم.

الأمر لم يتوقف عن زرع التخوين بين المشاركين في ثورة الـ25 من يناير كانون الثاني بل تطور الأمر بعد الإنقلاب في نشأ فجوة كبيرة داخل جماعة الإخوان المسلمين فأنقسمت الجماعة إلى شقين الشق الأول هو من يرى عدم التعامل مع السلطات المصرية بحزم أو من خلال العمليات النوعية ويرى أن السلمية يمكن أن تطيح بالسيسي ونظامه والشق الثاني يرى أن التعامل مع الإنقلاب لابد وأن يأخذ منحنى حازم ويجب الدعم للعمليات النوعية التى تصيب السلطات المصرية وخصوصاً الجيش والشرطة.

عدم إدراك حقيقة المشهد السياسي هو عبث لا يتدراكه من يتولى زمام الأمور في هذه المرحلة الحرجة من المعركة السياسية التي تعيشها مصر في ظل وجود سلطة دكتاتورية وشعب غير راضي عن أداء الحكومة ولكن فوهة البندقية أقوى من أي صوت أخر يقول مارتن لوثر كينج "تضعف الحركات الإجتماعية في مواجهة الحكومة إذا كانت الحكومة متسامحة وذات قرارات ضعيفة" ولكن عند مقارنة هذا الكلام مع المعارضة والحركات السياسية المعارضة في مصر نتفهم الأمر أن أغلب من يمارسون السياسة في مصر غير جديرين بالخبرة الكافية لمواجهة مُكر العسكر ومع ذلك نجح السيسي في تضييق الخناق على المعارضة داخل مصر وخارجها خصوصاً في الأونة الأخيرة ومع ترحيل ماليزيا لخمس شباب من المعارضين للنظام وترحيل تركيا لمواطن مصري معارض للنظام في مصر وعليه أحكام غيابية وفي كوريا تتعنت السلطات الكورية قبول حق اللجوء للعشرات من مناهضي الانقلاب في مصر.

الملاحقة الدولية للسيسي

تنادي المعارضة خارج حدود المنظمات الدولية والحقوقية للوقوف على جرائم السيسي التي يرتكبها في حق الشعب المصري من إنهاء العصري الديمقراطي وممارسة الفاشية العسكرية صاحبة الرأي الواحد وبالرغم من وجود الحملات الإعلامية التي خرجت بها المعارضة للوقوف مع الشعب المصري داخل حدود مصر لنشر الوعي السياسي والوقوف على جرائم السلطة المصرية إلاًّ أن حملة إطمن أنت مش لوحدك نجحت في كسر حاجز الخوف لدي الشعب المصري ومع كل ذلك كانت هناك بعض الأصوات المعارضة لهذه الحملة الإعلامية وكان أبرز من وقف ضدد هذه الحملة هو عمرو عبد الهادي الناشط السياسي في الخارج مع كل ذلك تعددت الزيارات العديدة للبرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي للترويج لجرائم السيسي في مصر ولكن في الحقيقة أن كل هذا لا يسمن ولا يغني من جوع فالنظام العالمي لا يعترف بالعاطفة في العملية السياسية وهذا ما أكد عليه الضابط في المخابرات الأمريكية مايلز كوبلاند في كتابه الشهير لعبة الأمم أن كل الأمور في الشرق الأوسط تتم من الغرف المغلقة في البيت الأبيض حتى أنه قال أن برج القاهرة قد بُني بأموال أمريكا كمنحة لعبد الناصر الذي ظلت الشعوب العربية تهتف بإسمه كعدو لأمريكا وللهيمنة الغربية لذلك ترى أمريكا كل الجرائم التى يرتكبها السيسي وتتغاطى عنها مقابل مصالحها فقط ومع كل هذه الزيارات للمعارضة المصرية في الكونجرس فلن تفيد في الأمر شيئاً.

مشاكل الوعي السياسي

من أبراز المشاكل التى تواجه المعارضة المصرية هي عدم توحدها على مواجهة العسكر فيرى خالد أبو النجا أن الإخوان إستخدموا الفاشية الدينية من أجل مطامع شخصية وأنه يجب أن يتم إقصاء الإخوان من المشهد السياسي ويرى الإسلاميين أن الليبرالين هم سبب الإنقلاب لوقوفهم ضد الرئيس المعزول محمد مرسي ليدفع ثمن هذا الإختلاف الشباب في السجون ومن تكالبت عليهم الغربة وأصبحوا يحلمون في يوم يعودون فيه إلى مصر معززين ومكرمين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.