شعار قسم مدونات

الغزو الفكري.. السلاح الأقوى بيد أعدائنا

blogs كتب إسلامية

إن المراهقين سبب لتأخر الأمة أو تقدمها، بين المراهقين في المجتمعات العربية والإسلامية بسبب دخول تيارات ثقافية غربية تعمل على هدم المجتمع وطمس الأخلاق الحميدة والإدمان على الأفلام الإباحية وتفشي ظواهر الانحراف من قبيل تعاطي المخدرات أو ممارسة أعمال مخلة بالقانون من شأنها الإطاحة بمستقبل الأمة. هل تساءلتم كيف يحدث كل هذا وما هي الأسباب؟

من الأسباب المؤدية إلى هزيمة الشباب أو المراهقين هي الفراغ حيث قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسـدة، والحل لهذه المشكلة هي الحذر وعدم الخوف أو الإحراج من قبل الإباء لطرح هذه الأفكار وأمرهم بتجنبها وأيضا من الحلول التي تساهم في تجنب أن يكون المراهق ضحية لـ الغزو الفكري (والذي سنذكره لاحقا) هي قراءة الكتب التاريخية مثل كتاب (مائة من عظماء امة الإسلام غيروا مجرى التاريخ) فعندما يجد المراهق أن هناك عظماء في هذه الأمة يعلم أن الإسلام دين البطولة والعز ولا عمر له. هذا الكتاب الرائع الذي إذا قرأه كل مراهق وشاب مسلم تكون حينها الأمة مدركة بتاريخها المصنوع من الذهب، وبالتالي يُصنع مستقبل مشع يُرفع فيه رايات الإسلام المجيدة وتكون كلمة الله هي العليا.

لماذا نحن المستهدفون؟
يلجأ الغزاة إلى التعمّق في أمة ما يستهدفونها، ودراسة تاريخهم وحاضرهم واكتشاف نقاط الضعف واستغلالها ومواطن القوة والعمل على إضعافها وزعزعتها بالاعتماد على وسائل غير مباشرة

السبب الرئيس وراء مهاجمة الغرب واستهدافهم للمراهقين هو أن العقل في هذه الفترة يتأثر في أي شيء فإذا رأى شيء يقنعه من الممكن أن يقتنع بهذه الأفكار وضمن الطرق التي يغزو بها الغرب هو السلاح الذي يهدم ويبني دول بلا سفك الدماء وهو الغزو الفكري.

الغزو الفكري

إن الغزو الفكري هو أبشع وسائل الغزو، هذا الغزو يبني ويهدم أمم و يُشير الغزو الفكري إلى أنّه تطلّع أمّة ما إلى محاولة بسط نفوذها وسيطرتها على أمّة أخرى والاستيلاء عليها للتحكم بها وتوجيهها نحو طريق معين. يُعّد الغزو الفكري أكثر خطورةً وأعمق تأثيراً من الغزو العسكري وذلك نظراً لتركيز الغزو الفكري على استهداف سلوك وعقيدة الفرد وأفكاره وأخلاقه، وبالتالي ضياع أمته بأسرها نتيجة انتقال عدوى الغزو الفكري بطريقةٍ واسعة وذلك لاعتبارها ذات تأثير قوي جداً. 

يبدأ الغزو الفكري بالتفشّي بجسم الأمة المستهدفة شيئاً فشيئاً دون الشعور بذلك، فيبدأ بتحقيق مبتغاه وأهدافه، فيقع الأفراد ضحية هذا الغزو وينقادون له ولأفكاره لتحقيق أهدافه المنشودة وبذلك تصبح الأمة مسيطر عليها فكرياً، ومن الجدير ذكره أنّ الغزو الفكري يُدمّر البنية التحتية لسلوكيات الأفراد في أمة ما، ويُشار إلى أنّ الغزو الفكري يستهدف غالباً الأمم المسلمة سعياً لتحقيق انسلاخها عن عقيدتها وطريق الحقّ ودثر الهوية الإسلامية وتشويهها.

أنواع الغزو الفكري

• الغزو الصليبي: وهو قيام الصليبيين باتباع أساليب معيّنة من خلال الدراسات والاجتماعات الخاصة التي تؤثّر بشكل مباشر على عقل الشباب المسلم والسيطرة عليهم وإفساد الأفكار الراسخة واستبدالها بأخرى زائفة.

• الغزو الصهيوني: يسعى بنو صهيون إلى القضاء على المسلمين ونشر الزعزعة في نفوسهم وإثارة الفتن بين المجتمعات المسلمة، فيُركّزون بالدرجة الأولى على الأخلاق والعقيدة.

• الغزو الشيوعي الإلحادي: تمكّن هذا النوع من الغزو الفكري من السيطرة على ذوي النفوس الضعيفة وأصحاب الإيمان الضعيف أيضاً وذلك نتيجة سوء التربية والجهل المتفشي.

يلجأ الغزاة إلى التعمّق في أمة ما يستهدفونها، ودراسة تاريخهم وحاضرهم واكتشاف نقاط الضعف واستغلالها ومواطن القوة والعمل على إضعافها وزعزعتها بالاعتماد على وسائل غير مباشرة في ذلك، بتلبية شهوات الإنسان، واستباحة كل ما هو ممنوع ومحرّم، وإقناعه بالتدريج بالتخلّي عن أخلاقه وعاداته وتقاليده تحت بند الحضارة والحرية الشخصية. تمجيد اللغات اللاتينية وإضعاف اللغة العربية، الرغبة بإرجاع الشعوب المسلمة إلى زمن الجاهلية، إجبار غير مباشر لدور التعليم على وضع كتب المستشرقين بيدي الطلبة، القضاء على تاريخ الإسلام وعظماءها، تهميش جهود العلماء المسلمين العرب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.