يجيب عميد مصري يدعى نصر سالم على سؤال "مذيعة" مصرية على إحدى قنوات السيسي فيما إذا كان الاخوان هم من استفزوا اليمين المتطرف في نيوزلندا للقيام بهذا الهجوم، ويؤكد العميد تساؤل المذيعة ويحمل "إخوان نيوزلندا" مسؤولية الهجوم الإرهابي، ليتضح دون أدنى شك بأن "المدرسة السيساوية" في الاستهبال العالمي باتت رائجة في مصر المحروسة، التي استكمل السيسي مسيرة عسكر سبقوه في تجريفها وتحويل القاهرة من قبلة الثقافة والعلم، إلى مادة للتندر في العالم أجمع.
هذا الجنرال الأخرق الذي ظهر أمس مطالبا بأخذ عمولة مقابل بيع عقول بلاده أو تأجيرها للخارج، يشكل دونما أدنى شك وجها آخر لتنظيم داعش الإرهابي، وسأفصل في أوجه الشبه بينهما، فذلك الجنرال ونظامه الاستبدادي يحرضان على الكراهية، ويدعوان للعنف وقتل الآخر تماما كما تفعل داعش، السيسي كذلك مارس مجازر بشعة في تصفية معارضيه بعد أن كفرهم تماما كما فعلت داعش.
الهجوم أيضا يكشف عن ظاهرة غريبة تتمثل في تماهي دول وإعلام الثورات المضادة مع أفكار هذه التيارات اليمينية المتطرفة، بقيادة دونالد ترامب المرشد العام للتطرف والكراهية |
وكذلك فإن السيسي ونظامه لم يكتفيا بإلحاق الأذى بالمسلمين في الشرق بل ذهب كداعش تماما يحرض على المسلمين ويشوه صورتهم في الغرب، وهو كداعش مسؤول رئيس عن تنامي كراهية المسلمين في الغرب، لأنه مافتىء يكرر خطاب التحريض ضدهم، وآخر ذلك ما قاله في مؤتمر العرب وأوروبا الذي عقد مؤخرا في مصر. وأخيرا يبرز وجه الشبة بين السيسي وداعش في ضحالة الثقافة ومحدودية الفهم، بل الجهل بالدين وروحه ومقاصده، فيما الطرفان "داعش والسيسي" يدعيان أنهما يحتركان الدين الحق والوحيد والأوحد.
وبالعودة للعميد المصري المذكور أعلاه، فيمكن من خلال حديثه لتلك الفضائية التدليل على تردي مستوى خريجي المدرسة العسكرية في الحقبة الماضية التي اختزلت العلوم العسكرية في تخريج لواءات الكفتة، وعمداء خطوط المعكرونة، بعد أن كانت العسكرية المصرية تخرج قيادات كالفريق سعد الدين الشاذلي وكوكبة من الوطنيين الأحرار، الذين قضى عليهم الضباط الأحرار واحدا تلو الآخر.
يخلص المراقب لهجوم نيوزلندا الإرهابي بأنه صحيح يعبر عن تصاعد تأثير التطرف العنصري اليميني ضد المسلمين وحالة السعار ضد الآخر التي تحاول تيارات يمينية متطرفة تغذيتها في أوروبا، إلا أن الهجوم أيضا يكشف عن ظاهرة غريبة تتمثل في تماهي دول وإعلام الثورات المضادة مع أفكار هذه التيارات اليمينية المتطرفة، بقيادة دونالد ترامب المرشد العام للتطرف والكراهية وعراب الأفكار اليمينية، والذي تتخذ منه دول الثورة المضادة حليفا ومرشدا وملهمها في حربه وحربها معه ضد الإسلام والمسلمين.
كما أن العجيب هو عدم اكتفاء الأنظمة العربية الاستبدادية في سحق وقهر شعوبها في بلداننا العربية والمسلمة، بل ذهبت لمطاردتهم في العالم والتحريض على الإسلام والمسلمين في أوروبا في سلوك اهوج يعبر عن عقلية استئصالية مريضة. أخيرا، وبمواجهة اليمين المتطرف في أوروبا، واليمين الاستئصالي المتطرف في بلداننا العربية التي ترعى الثورة المضادة، فمطلوب
أولا: تعريف هذا الحادث بأنه ارهابي، وممارسة ضغط على وسائل الاعلام الغربية لاعتماد هذا المصطلح.
ثانيا: توحد المؤسسات الاسلامية في الغرب لمطالبة حكومات بلادهم الغربية بتوفير حماية للمؤسسات الاسلامية، وأخذ خطوات إضافية إزاء تجريم الفكر اليميني العنصري ومحاكمة كل من يبثه في الاعلام ضد المسلمين وغيرهم من الاقليات واعتباره جريمة.
ثالثا: الكف عن اختزال مصطلح الارهاب بشكل او بآخر في المسلمين والاعتراف بأنه آفة دولية.
رابعا: ملاحقة كل القادة العرب والمسلمين الذي يحرضون على المسلمين في المحاكم الأوربية والكتابة عنهم ومطاردتهم قضائيا، فالإرهاب العنصري اليميني هو إرهاب مريض، ينطلق من الكراهية التي ترفضها كل الأديان السماوية، وينبغي على الدول العربية والاسلامية التي سعت وماتزال لتجريم الاسلام ووسم مسلمي الغرب بأنهم ارهابيون أن يتوقفوا عن هذا السعار المريض المنافي للمنطق والضمير لإنسانيي قبل الانتماء العربي الاسلامي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.