أصبحت الأفلام والمسلسلات الأمريكية لا تخلو من مشاهد المثليين، خصوصا في 10 سنوات الأخيرة لا يوجد فيلم أمريكي درامي اجتماعي بدون تقديم مشاهد للمثليين، حتى في مسلسلات الفنتازيا العلمية الخيالية يوجد مشاهد بين أصحاب القدرات الخارقة الذين جمعهم الحب في دور معاكس لطبيعة، رجل يعشق رجل وامرأة تعشق امرأة، فهل هذا تشجيع من السينما للجنس الثالث كما عرفته بعض الصحف الأمريكية، أم أنه طاعون ويرغب صاحبه في أن ينقله إلى المجتمع الإسلامي المصاب بسرطان الحرية.
يعني برغم من أن هذا العهد بدأ سنة 1976، حينما اعتمدت الأمم المتحدة المؤسسة الدولية للمثليين والمثليات والمزدوجين والمتحولين جنسياً والانترسكس التي تعرف باختصار إيلغا، إلا أن المشروع عرف فشلا كبيرا، لكن بعد سنوات وبداية من 2001 شرعت هولندا في اعتماد زواج المثليين، بل سنت قوانين جديدة حول هذا الزواج وجعلته متوازن في الحقوق والواجبات مع الزواج العادي، بالإضافة إلى اعتماد شراكة مع المثليين بدأتها هولندا، وحركتها بلجيكا واعترفت بها معظم دول الاتحاد الأوروبي وفي 2011 وقعت أكثر من 96 دولة على زواج المثلين والرعاية الكاملة للمزدوجين والمتحولين جنسياً فيما يعرف عند العامة قرار بشأن حقوق المثليين.
سينجح مشروع المثلين في اختراق المجتمعات العربية، عن طريق ضغط أمريكي بتوسيط منظمات الدولية لحقوق الإنسان ومراقبتها للحريات الفردية في هذه البلدان |
بعد تغريدة بارك أوباما التي يبارك فيها قرار المحكمة العليا الأمريكية في اعتماد زواج المثلين على الأراضي الأمريكية، تغير الكثير بحيث أصبحت صفة المثليين بمثابة مشروع سياسي اقتصادي ثم غزو العالم واقعيا بسببه، وكانت ثاني محطات التي تساند فيه بعد المواقع التواصل الاجتماعي هي السينما التي دعمت المشروع كليا، فهل هناك شركات صهيونية عالمية ماسونية تدفع لمنتجين السينما الأمريكية من أجل تقديم هذه المشاهد، أم هو تضامن مجاني مع المشروع، إذا كانت هناك شركات عالمية ضخمة تدفع أموال طائلة من أجل هذه المشاهد، فمن المحتمل أن منتجين السينما العربية عاجلا أو أجلا سيركعون لهذه الموارد المالية، وأكيد هناك حكومات ستغير من قوانينها بداعي الحرية والعلمانية والمواطنة التي تجمع الجميع على حسب زعمهم، بسبب هذه المشاهد التي تدعم مشروع عالمي يجعل أي بلد عربي يصبح في نظر الاتحاد الأوروبي أو أمريكا ظاهريا أنه يمارس الحرية، لكن باطنيا يعلم الجميع سياسيين العرب وماذا يفعلون، لأنه ليس من المعقول أن تكون هذه المشاهد مجرد وثيرة مجانية لتدعيم المشروع بصيغة إنسانية لا تجارية، لأن المسلسلات الأمريكية أصبحت تتنافس على هذه المشاهد.
أصبح رؤية هذه المشاهد في السينما العربية مجرد قضية وقت، لأن الانبطاح السياسي الذي تعيشه الأنظمة العربية سيفرض عليها الاعتراف بزواج المثلين رغم أنه ضد الشريعة الإسلامية، يعني ليس من المستبعد أن تكون حرب دينية أخرى بين الدينين المتعاطفين مع عقيدتهم وقناعتهم وبين من يبحثون على تزويد ممتلكاتهم بموارد مالية ضخمة على حسب العادات والتقاليد الدينية، مع العلم أنه يوجد أربع دول إسلامية قوانينها لا تعاقب المثليين لكنها لم تنتقل إلى تصوير مشاهد سينمائية علانية أمام مواطنيها، وهي مالي وألبانيا وتركيا وإندونيسيا، رغم أن تركيا جاهزة لنقل التجربة الأمريكية السينمائية إلى مسلسلاتها التي تغزو جميع الدول العربية بكل امتياز، وأكيد سينجح مشروع المثلين في اختراق المجتمعات العربية، عن طريق ضغط أمريكي بتوسيط منظمات الدولية لحقوق الإنسان ومراقبتها للحريات الفردية في هذه البلدان، أو بتهديد لتوقيف الدعم المالي والعسكري لمنظمات عربية ديكتاتورية، لأنه المشروع الوحيد الذي بواسطته يستطاعون هدم تمسك المسلمين بدينهم وعقيدتهم، طالما لم ينجح القتل والذبح في القضاء على الإسلام في محيط المسلمين.
البعض يريد أن يفسر أن المثليين ظاهرة علمية مرتبطة بجينات الإنسان التي تجعله ميوله يتغير من الطبيعة العادية وهي حبه للمرأة، إلا بحثه عن الرجل من نفس جنسه، لكن هذا خطأ كبير لأنه سنة 2014 أجرى فريقٌ من الباحثين بجامعة نورث ويستيرن الأميركية دراسة علمية شملت فحص الحمض النووي لـ400 ذكر من المثليين الجنسيين، لم يتمكّن الباحثون من العثور على جين واحد مسؤول عن توجههم الجنسي، وهذا دليل على أن الموضوع ليس له بعد علمي أكثر ما له بعد سياسي، لكن جميع التوقعات تؤكد أن العالم العربي المسلم ليس بعيد عن هذا المشروع الدخيل على الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.