شعار قسم مدونات

تخطيط الوقت.. فن يضفي جمالا لحياتك!

blogs وقت

الطبيعة التي نعيشها ناشئة من عقل وتدبير إنْ أحسن الصياغة؛ فهي نتاج النفس بعد الرؤية والتخطيط، كيف تقود تطلعاتك؟ وما هي الأولويات التي تستند عليها حائط النظريات الحقيقية؟ إذنْ، أنت المالك الحقيقي لنفسك، وما تراه مختلفا عن رؤى الآخرين؛ فالاختلاف هو نقطة التحول الرئيسية في حياة الفرد، وليس التشابه المفرط الذي يشن حروبه بالتقليد الأعمى والوصول العشوائي، فكيف ننجو من الانزلاق في حافة الشمول والعموم؟

 

إذنْ، نقطة التحول تحتاج القوة التي تدركها عقولنا قبل النظر، ما أعنيه "الإيمان الحقيقي بالنفس "؛ لتخطي تلك الحافة؛ لتفرد والاختلاف الذي ينشئ فردا مختلفا لا منقادا للمحتوى الفارغ. النقطة الأهم بداية، "عندما تعم بالتخطيط لا تسمح لفكرة الفشل من العبور في شريط أفكارك؛ فأنت حتما تخطط لفشلك، اقطع هذا الحبل فور نبوغه"

 

كيف تتجاوز دخول الفشل على أفكارك؟

السيطرة على التفكير نحو الإيجابية والنظر على الجوانب المشرقة لكل نقطة؛ فهذا كفيل للعبور بسلام نحو الإيجابية. اجعل من تجارب الآخرين الناجحة صورة معلقة أمام عيناك، ودافع ذاتي؛ لنيل اللمسات الأخيرة للصورة التي رسمتها مخيلتك. ضعْ بالحسبان بعض الإخفاقات التي قد تعترك طريقك، وجعل منها درسا للأفضل وجسر عبور للمسار الذي وضعته منذ البداية. إدراك الأخطاء البسيطة التي قد تحدث بين ثنايا التخطيط، وإلغاء عوائقها بالبديل الذي قد اعتبرته في مرحلة إغلاق الفجوات وتصحيح اعوجاجها. متابعة بناء قدراتك من خلال قراءة الكتب التي تلخص كل ما يتعلق بالإدارة الشاملة والفيديوهات التحفيزية.

 

اختيار الزمن المناسب يعطي فرصة أكبر للتحكم بكل مجريات التخطيط الناجح والنهوض به نحو الأفضل

الأهداف تنبع من الحلم؛ فالحلم هو الدافع لبناء الأهداف وصياغة محتوياتها، ورؤية هذا الحلم سبيلا للبحث عن البناء السليم وفق الأسس الصحيحة والمدروسة التي تأخذ بنا إلى لغوية التعمق بالوصول إلى الإنجاز الذي يتخطى كل ما تم وضعه بوضوح وعمق، وهذا يعتمد على التخطيط الذكي الذي يخلو من النواقص التي قد يتم تجاهلها، أو صياغتها وفق أوفق وتطلعات لا تلمس الواقع ولا غرار عليها سوى العشوائية، ويقول (فايول) "أن التخطيط في الواقع يشمل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل".

 

ما علاقة الوقت بالتخطيط؟

هناك تفسير فلسفي للدكتور نادر أبو شيخة في كتابه إدارة الوقت، "يعمل التخطيط تجسير الفجوة بين ما هو قائم فعلا، أو ما نحن عليه الآن، وبين ما نستهدف تحقيقه، إنه أسلوب يصل المستقبل بالحاضر، ومع ذلك فنحن لا نحبذه؛ لأنه نشاط معقد يتطلب تفكيرا في المستقبل بطريقة منظمة، واستشرافا له، وتوقعا للأحداث" لذا يعتبر تخطيط الوقت هو فن من الفنون التي تتطلب الدقة والجمال في رسم كل خطوة ببراعة وإتقان، والسمة التي تتطلب روح الاعتبار حين البدء بوضع الخطط والمبادئ التي تتطلبها قبل الشروع في غمار البحث والتجربة.

 

الوقت يرتبط ارتباطا وثيقا بالتخطيط، حيث عامل الزمن وحدوثه مهم في السير الصحيح وتقول لين تايلور مؤلفة كتاب كيف تنجح في عملك، "إن الناس الناجحين يدركون أهمية التحكم في ساعات الصباح الأولى، ويعرفون كيفية استغلال أوقاتهم بحكمة، موضحة أن هؤلاء الناس قادرون على التخلص من ضوضاء ساعتهم الأولى، والتركيز على الأكثر أهمية" إذن، إن اختيار الزمن المناسب يعطي فرصة أكبر للتحكم بكل مجريات التخطيط الناجح والنهوض به نحو الأفضل، ويكون عامل التركيز مسيطرا على جميع التفاصيل وملما بمجرياتها وبما تطلب من معرفة ومهارة. وتضيف، "إن كل شخص لديه أسلوبه المميز في ترتيب الأولويات"؛ فالأوليات تختلف من شخص لأخر تبعا لمستوى التركيز الذي يتميز به، وتقول أيضا تايلور’’ إن من الأهمية بمكان أن يجلس المرء ويتمعن في الإطار العريض، فالأشخاص الناجحون ينظرون إلى أهدافهم الأوسع لترتيبها بالأولوية. والشخص الناجح يكرس شيئا من وقته في بداية يوم العمل لوضع الأسس، التي ينبغي أن تعمل بموجبها وظيفته أو عمله التجاري.

 

النقطة الأهم بعد هذا الطرح كله أن تضع هذا الحلم على الورق؛ لتبدأ بقراءة أفكارك وترتيبها، فأي خطة ستكتمل إن لم تكتب وتدْرس جيدا؟ ستكون مجرد أفكار متداخلة في عقلك بعيد كل البعد عن الواقع، لن تكتمل الخطة الناجحة سوى بتوثيق المضمون والعمل على تطويره، حيث في كل يوم ستكتشف إضافات كثيرة كانت غائبة عن تفكيرك، ومع الوقت ستجد أن تلك الخطة بدأت بالسمو، وتتقدم نحو الأفضل نتيجة عملك المتواصل على تحديثها؛ فتصبح أكثر إدراكا بكل مجرياتها وملما بمحتواها وجودة بناءها؛ فبهذا تعلو نسبة النجاح على حساب استغلال الوقت والمال والطاقة نحو مؤشر السهم الصحيح.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان