يحكي فيلم "محطم الثلج" عن احتباس حراري أصاب الكرة الأرضية في المستقبل، فيحاول العلماء إيجاد حل لتعديل حرارة الجو، لكن الأمر ينتهي بكارثة أدّت لاكتساح الجليد للكرة الأرضية ودمار جميع أشكال الحياة البشرية، باستثنناء بقاء قلة من الناجيين على متن قطار، كان قد صممه الملياردير (Wilford) من أجل التكيف مع هذا المناخ القاسي، بحيث يعمل وفق محرك قوي يخترق الثلوج، ويجوب الكرة الأرضية طوال السنة دون توقف.
ينقسم القطار إلى قسمين، طبقة الأغنياء الذين يتواجدون في مقدمة القطار، وطبقة الفقراء في مؤخرة القطار. يعيش الفقراء في وضع مُزرٍ من جوع وإهانة، تحت سيطرة رُكّاب المقدمة، الذين يُسخِّرون أجهزتهم الأمنية لقمع أي اعتراض أو تمرد بعقوبات رادعة، مثل إجبار من قام بالتصدي لقوات القمع بإخراج يده من فتحة خارج القطار، وانتظار 7 دقائق حتى تتجمد بفعل البرد القارس، ثم بعد ذلك تكسيرها بواسطة مطرقة أمام مرأى ومسمع الآخرين من المُضطهَدين. فالمطلوب منهم الانصياع للأوامر، والمحافظة على المكان الوحيد الآمن على الكرة الأرضية.
يظهر "كورتيس" قائدا وسط جموع المقهورين، ويُنسّق مع "غيليام" للتخطيط لثورة ضد الأغنياء المتسلطين. يستمر التمهيد لهذه الخطوة، عبر تعبئة الجميع سريا، وحثّهم على الاستعداد للحظة الفاصلة.
تأتي اللحظة التي يُقرّرون فيها الهجوم على الأجهزة القمعية، بعدما علموا بأنّ الأسلحة التي كانوا يحملونها لم تعد فيها أي ذخيرة. فانطلاق الشرارة كانت بعد معرفة نقطة ضعف الخصم، وهي نفاذ الذخيرة التي يسيطرون بها عليهم.
واصلوا التقدم للأمام، واستعانوا على تخطي البوابات بخبير أمني (نامجونغ) قاموا بتحريره بعدما كان محتجزا منذ مدة. وأثناء الانتقال من بوابة لأخرى، كانت تقع مواجهات عنيفة بينهم وبين أتباع مالك القطار، إلى أن احتجزوا نائبة "ويلفورد"، ثم استمروا في تقدمهم، مكتشفين في كل مرة لأماكن لم يكونوا يتوقعون وجودها داخل القطار (حدائق، مدارس، مرافق طبية، فضاءات للترفيه ..) يحتكرها الأثرياء. كما لوحظ تربية الأطفال على تقديس "ويلفورد" صاحب "المحرك المقدس"، الذي يعود له الفضل في استمرار البشرية. فصانع القطار هنا يُمثّل شخصية الحاكم الدكتاتوري.
لم يدم تقدمهم كثيرا، فقد واجههم أحد أتباع "ويلفورد" رفقة قواته المسلحة، ليقوم بالقضاء على أغلب الثوار، ولم ينج سوى "كورتيس" رفقة "نامجونغ" وابنته "يونا"، بعدما قضوا على رئيس تلك الفرقة، وكذا قتل النائبة من قبل "كورتيس" دون رحمة، في مشهد يُظهر الحقد الدفين تجاه هذه الطبقة الغنية المستبدة. واصلوا بعد ذلك تقدمهم إلى أن وصلوا إلى بوابة صاحب القطار. وبعد جدال طويل بين "كورتيس" الذي أراد اقتحام مقصورة صاحب القطار، والخبير الأمني "نامجونغ" الذي أراد تفجير أحد البوابات الجانبية للخروج، تخرُجُ فجأة مساعدة "ويلفورد" لتطلق النار على الخبير الأمني، وتسمح ل"كورتيس" بالدخول.
بعد حوار بينهما، يكتشف "كورتيس" عددا من المعطيات الصادمة، منها أنّ "غيليام" كان عميلا لـ"ويلفرد"، وأنه كان يتلقى رسائل سرية من قبله لحثّ مُرتادي مؤخرة القطار على القيام بثورة يذبح فيها الفقراء بعضهم البعض، ما سيعمل على تحقيق التوازن العام داخل القطار، وتجنب حدوث مجاعات. لكن بعد فشل المخطط، واستمرار "كورتيس" في المقاومة والتقدم حتى وصوله للمقدمة، يقترح عليه "ويلفورد" أن يُعيّنه مسؤولا عن القطار، ويُكمل مسيرته في قيادة آخر ما تبقى من البشرية. ويخاطبه في أحد الحوارات: "لقد رأيتَ ماذا يمكن للناس أن يفعلوا بدون قائدهم، سيأكلون بعضهم البعض"، مشيرا هنا إلى دور السلطة في تحقيق الاستقرار والأمن.
يرفض البطل العرض، ويقوم بضربه، ثم يُنقذ طفلا صغيرا تحت المقصورة (كان من بين الأطفال الذين يتم استغلالهم في تشغيل محركات القطار)، في الوقت الذي تمكّنت فيه "يونا" -التي بقيت مختبئة- من تفجير القطار، فينقلب القطار وسط انهيار ثلجي كبير.
يظهر في المشهد الأخير "يونا" رفقة الطفل الصغير، وهما الناجيان الوحيدان من الدمار الذي طال القطار. ويختتم الفيلم بخروجهما للمرة الأولى، وقد صادفا أمامهما دبا قطبيا، في مشهد يدل على إمكانية العيش خارج القطار دون تجمد. صدر الفيلم سنة 2013، من بطولة "كريس إيفانز" و"إد هاريس" و"تيلدا سوينتون"، ومن إخراج الكوري الجنوبي "جون هو بونغ". وقصة الفيلم مأخوذة من الرواية الفرنسية المصورة "Le Transperceneige".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.