يطلق عليه القاتل الهادئ اسمه العلمي H1N1 والاسم الأكثر شيوعا له انفلونزا الخنازير مرض معدي يتفشى في الجهاز التنفسي للحيوانات والإنسان وخاصة النوع A منه سمي بهذا الاسم لأنه يشبه فايروس موجود في فصيلة الخنازير البرية كما أن الاشخاص الذين قد أصيبوا بهذا المرض سابقا كانوا على اتصال مباشر مع الخنازير لقد تغيرت هذه النظرة لهذا المرض في الأعوام الأخيرة عندما ظهرت سلالة جديدة من الفيروس تصيب الاشخاص الذين لم يسبق لهم أنهم قد تعاملوا مع الخنازير فماذا تعرف عن هذا المرض وما مدى خطورته وكيف تحمي نفسك وعائلتك من الإصابة به.. إليك التالي.
تاريخيا وفي القرن المنصرم وفي عام 1919 على وجه التحديد مثلت فاجعة الانفلونزا الاسبانية التي ظهرت وتسببت في وفاة 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تحذيرًا مشؤومًا وخطيرا للصحة العالمية وأثارت خلفها العديد من الأسئلة والشكوك حول أصول هذا المرض وخصائصه الوبائية الغير المعتادة وأسبابه أسئلة وشكوك لم يتم الاجابة عنها بشكل واضح حتى الأن ولا زالت الآثار المترتبة لهذا الوباء على الصحة العامة موضع شك.
وفي عام 2009 كان فيروس H1N1 ينتشر بشكل سريع في جميع أنحاء العالم لذلك وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه وباء وسمي بالقاتل الهادئ لأنه كان يبدأ بأعراض بسيطة تشخيصيا مثل الانفلونزا الموسمية. في حين أن مرض أنفلونزا الخنازير حاليا أصبح ليس مرضا مخيفا كما كان يبدو قبل بضع سنوات إلا أنه لا يزال من الضروري أن نتعلم كيفية حماية أنفسنا وعائلاتنا من الإصابة به. كالإنفلونزا الموسمية من الممكن أن يسبب فايروس H1N1 تهديدا صحيا خطيرا لبعض المرضى.
الأعراض والعلامات الناتجة تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا الموسمية بما في ذلك السعال والحمى والتهاب الحلق وانسداد أو سيلان الأنف وآلام الجسم والصداع والقشعريرة |
إن أفضل طريقة للوقاية هي غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو باستخدام المنظفات التي تعتمد في تركيبتها على الكحول وتجنب التلامس والاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين وتجنب فرك العينين والأنف حيث وجد بأن الفايروس قد ينتقل بهذه الطريقة كما أن التدبير الأساسي في الحماية من الفيروس هو أخذ لقاح الانفلونزا الموسمي في كل عام لأن انفلونزا الخنازير يعتبر أحد الفيروسات التي يشملها هذا اللقاح.
بنفس طريقة انتقال مرض الانفلونزا الموسمية. عندما يسعل أو يعطس الأشخاص المصابون بهذه الفيروسات تنتقل كميات من الفيروس مع الرذاذ المنتشر في الهواء من هؤلاء الاشخاص إذا كنت على اتصال مع هذا الرذاذ أو قمت بلمس سطح سقط عليه هذا الرذاذ مثل مقبض الباب أو مناشف الاشخاص المصابين أو أدواتهم الشخصية أو كنت قد لمست شيئًا قد لمسه شخص مصاب بالفايروس مؤخرًا من المحتمل أن ينتقل لك هذا المرض كما من الممكن للأشخاص المصابين أن يصبحوا معديين بهذا المرض قبل يوم واحد من ظهور أي أعراض وحتى أسبوع بعد إصابتهم بالمرض كما يمكن أن يستمر الأمر عند الأطفال المصابين لمدة تصل إلى 10 أيام. وعلى الرغم من الاسم إلا أنه لا يمكن الاصابة بمرض أنفلونزا الخنازير لمجرد تناول لحم الخنزير أو أي منتج آخر قد يحتوي على لحوم ودهون الخنازير.
في حين أن الأعراض والعلامات الناتجة تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا الموسمية بما في ذلك السعال والحمى والتهاب الحلق وانسداد أو سيلان الأنف وآلام الجسم والصداع والقشعريرة والشعور بالإعياء والبرد كالإنفلونزا العادية يمكن أن تؤدي أنفلونزا الخنازير إلى مشاكل أكثر خطورة بما في ذلك الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي السفلي الاخرى. ويمكن أن يكون الحال اسوأ في بعض المرضى مثل مرض السكري أو الربو والاطفال تحت عمر الـ 5 سنوات او الكبار فوق عمر الـ 65 والبالغون والاطفال اللذين يعانون من مشاكل القلب والكبد والدم والجهاز العصبي أو مرضى زراعة الاعضاء والذين يعانون من ضعف المناعة أو يتناولون مثبطات المناعة. فإذا كنت تعاني من أعراض مثل ضيق التنفس أو القيء الشديد أو ألم في البطن والخاصرة أو الدوار والاعياء فقم بالاتصال بالطبيب الخاص بك أو بمراجعة قسم الطوارئ في بلدتك.
مرض انفلونزا الخنازير كغيره من المشاكل الصحية التي تواجهنا. ويمكن التحكم بها ومنع انتشارها بتضافر الجهود المقدمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية |
يشمل العلاج الاولي العلاج الداعم كمضادات السخونة والالم وادوية الرشح والانفلونزا التي تباع بدون وصفة طبية وتعويض السوائل كما أن بعض الأدوية المضادة للفيروس والتي تستخدم لعلاج الأنفلونزا الموسمية وجد بأنها فعالة أيضًا ضد فايروس أنفلونزا الخنازير H1N1. على سبيل المثال يبدو أن أدوية Oseltamivir وperamivir وzanamavir تعمل بشكل أفضل في علاج هذا الفيروس على الرغم من أن بعض أنواع أنفلونزا الخنازير لا تستجيب لل Oseltamivir هذه الأدوية التي قد يصفها الطبيب لك يمكن أن تساعدك في الشفاء والشعور بتحسن بشكل أسرع. وتعمل هذه الأدوية بشكل أفضل عندما يتم اعطاؤها في غضون 48 ساعة من ظهور أول أعراض المرض ويمكن أن تساعد في حال اعطائها في فترة لاحقة.
إن تناول المضادات الحيوية ليس أمرا مفيدا، وذلك لأن الانفلونزا سببها فيروس وليست بكتيريا. كما يجب أن تتأكد بأن أدوية الرشح المعتادة والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية لا تحتوي على الأسبرين قبل إعطائها للأطفال. إن فايروس H1N1 ومرض انفلونزا الخنازير كغيره من المشاكل الصحية التي تواجهنا. ويمكن التحكم بها ومنع انتشارها بتضافر الجهود المقدمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية والمنظمات الصحية والاجتماعية التوعوية ومنظمات المجتمع المحلي وذلك بنشر الوعي بين الناس حول هذا المرض كما أننا أكاديميا بحاجة للكثير من الابحاث العلمية التي حول هذا المرض تشخيصه والحد من انتشاره وعلاجه.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.