شعار قسم مدونات

AC Milan.. كبير إيطاليا الذي جار عليه الزمان!

blogs milan

في زمن مضى لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت قرع الطبول في مدينتي ميلانو أو تورينو، والتي كانت تأذن بإندلاع الحرب، وتعلن عودة الصدام بين السادة، في ذلك الزمن كانت الأبصار شاخصة نحو ملعبي أسي ميلان أو يوفنتوس دون أن يهتم الكل في إيطاليا، لا بل أوروبا، لا بل العالم أجمع بأي 90 دقيقة أخرى في أي ملعب أخر عبر بقاع المعمورة، الأن تغير كل شيء وصارت المقابلة كغيرها من اللقاءات محسومة النتيجة للسيدة العجوز سلفا، سيدة عجوز بروح شابة تنقض على فريستها دون أي مقاومة، فتنهش جسدها الضعيف اللين دون رحمة.

في زمننا الحالي صار تعادل الميلان مع يوفنتوس إنجازا لأحمر مدينة ميلانو في حين تحقيق الفوز يعتبر أمرا مستحيل الحدوث غالبا ومجرد الحديث عنه هنا يعتبر غريبا، الإشكال في غياب اللقاء الكبير عن الواجهة لم يكن في أداء الفريقين معا، فاليوفي لا يزال محافظا على مستواه، ومنافسا شرسا، وسيدا مسيطرا، بل الإشكال في القطب الأخر، في ميلان أحد سادة أوروبا والعالم، والذي حمل قميصه خيرة اللاعبين عبر التاريخ من باريزي، إلى مالديني، إلى فان باستن، الى شفشينكو، فكاكا مرورا برونالدينهو وغيرهم كثير نحتاج مجلدات لتدوين أسمائهم جميعا، في حين درب الفريق أباطرة كساري الذي صنع نسخة لا يشق لها غبار في العالم سيطرت بالطول والعرض على أوروبا لسنوات، وأيضا المدرب الإيطالي كابيلو ومواطنه انشيلوتي الذين صنعا كثير الإنجازات من ذهب ولا يجب أن تكتب إلا بحروف من ذهب.

الكارثة التي تحز في قلوب جماهير الروسينيري هي غياب النادي عن الدائم عن بطولته المفضلة دوري أبطال أوروبا التي يحمل لقبها سبع مرات كاملة ويحتل الوصافة كثاني أكثر المتوجين بعد ريال مدريد

أزمة الميلان الحالية سارية المفعول منذ سنوات فالنادي لم يحقق نتائج جيدة منذ مدة طويلة في ظل تخبطه مع أزمة التسيير، والأزمة المالية الخانقة منذ عقد كامل خاصة مع إنتقال ملكيته من شركة لأخرى، حيث بيعت أسهمه المملوكة من قبل شركة فينينفيست الإستثمارية بقيمة تتجاوز 960 مليون يورو إلى روسونيري سبورت للاستثمار قبل سنتين. وهي شركة استثمارية يديرها المليادير الصيني لي يونغ هونغ الذي فشل في ضخ دماء جديدة في الفريق وتحقيق ما يجب عليه تحقيقه رغم الصفقات الكبيرة ودخوله الميركاتو الصيفي الأول بقوة إلا أن عدم القدرة على التأهل لدوري الأبطال وعلى سداد الديون جعله ينقل ملكية الفريق إلى شركة إليوت مانجمت الاستثمارية الأمريكية التي تديره حاليا.

خلفيات الأزمة الخانقة وهبت الميلان لاعبين من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة أحيانا فصار يحمل قميص الفريق لاعبين عاديين جدا لا يستطيعون المنافسة حتى على مقعد أوروبي بين النخبة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، والذي غاب عن الفريق منذ خمس سنوات كاملة، دون الحديث عن كارثة عدم التتويج بالألقاب المحلية، فما عدا كأس السوبر الذي توج به النادي عام 2016 والذي لعب نهائيه لأن جاء وصيفا لبطل الكأس فقط، فإن أخر تتويج بالبطولة كان أيام المدرب أليغري موسم 2010 و2011، وهي البطولة التي يحمل في جعبته ثمانية عشر نسخة كاملة ولم يحقق حتى وصافتها منذ ما يقارب ثماني سنوات.

بالإضافة إلى اللاعبين السيئين والذي لا يليق مستواهم بنادي عريق كميلان تداول على تدريب الروسينيري كثير المدربين، والذين لم يستطيعوا القفز بالفريق عاليا منذ عقد كامل، وبإستثناء اليغري الذي كانت له لمسة في مشواره مع الفريق تداول على تدريب ميلان في الخمس سنوات الأخيرة ثمانية مدربين فشلوا في تحقيق ما تصبوا إليه الجماهير الحمراء إنطلاقا من الهولندي كلارنس سيدورف سنة 2014، إلى الإيطالي فيليبو إنزاغي موسم 2014 2015، ثم الصربي سينيشا ميهايلوفيتش موسم 2015 2016، ثم الإيطالي كريستيان بروكي 2016، فالإيطالي فينشينسو مونتيلا 2016 2017، ثم إيطاليا جينارو غاتوزو 2017-2019، أما الموسم الحالي فشهد إقالة ماركو جامباولو الذي حقق نتائج سلبية مع بداية الموسم، ليخلفه ستيفانو بيولي الذي لا يبدو مختلفا عنه كثيرا حيث يقبع الميلان في المركز الرابع عشر ولا يبتعد كثيرا عن مراكز الهبوط بعد ثلث جولات الموسم.

الكارثة التي تحز في قلوب جماهير الروسينيري هي غياب النادي عن الدائم عن بطولته المفضلة دوري أبطال أوروبا التي يحمل لقبها سبع مرات كاملة ويحتل الوصافة كثاني أكثر المتوجين بعد ريال مدريد، ويعتبر أخر تتويج لعملاق إيطاليا بالبطولة منذ 12 سنة حين فاز وثأر من ليفربول في نهائي كبير كان حينها اللقب السابع والأخير في تاريخ النادي، وتعتبر أخر مشاركة للفريق في المسابقة سنة 2014، حيث جعلته نتائجته السيئة وأداءه السلبي للغاية يمني نفسه بمشاركة في الدوري الأوروبي فقط في أحيان كثيرة.

قال هيربرت كيلبن أحد مؤسسي النادي يوما.. سنكون فريقا من الشياطين. ألواننا هي الحمراء والسوداء، وتمثل النار والخوف التي ترهب المنافسين. وهو الوصف الغائب حاليا عن الفريق الذي أصبح ضعيفا، سهل المنال، تؤكل كتفه بسهولة، ولا تخافه الأندية كبيرها أو حتى صغيرها في إيطاليا ولا تحسب له أي حساب كما كان سابقا.. وصف يتمنى أنصار الفريق عبر العالم عودته مجسدا في كل لقاءات داخل سان سيرو أو خارجه في إيطاليا أو خارجها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان