شعار قسم مدونات

تعرف على التاريخ الحقيقي لعصابة "بيكي بلايندرز"

blogs بيكي بلايندرز

مسلسل عصابة الـ "بيكي بلايندرز Peaky Blinders" من تأليف البريطاني ستيفن نايت، أصدر من هذا المسلسل إلى حد الآن أربع مواسم، وحقق نجاحا كبيرا سواء من طرف المشاهدين أو النقاد، قد يكون السبب في هذا النجاح الباهر الذي لقيه يعود إلى حرفية أبطاله العالية، وحبكته الدرامية، ما من مشاهد له إلا وتظل تراوده أسئلة كثيرة، بشأن حقيقة عصابة الـ بيكي بلايندرز الحقيقية؟ وهل حقا كانت توجد هذه العصابة في التاريخ؟

لكننا عندما نعود للبحث عن تاريخ هذه العصابة سنجد أنها لا تعدوا أن تكون حفنة من صبية سارقي الدراجات والمتاجر الفقيرة، ولا وجود للبطل الذي ظهر في المسلسل يحمل اسم تومي شيلبي، ورغم هذه الاحترافية العالية التي شاهدناها من قبل هذه العائلة في المسلسل، فإن التاريخ الحقيقي لهذه العصابة تختلف تفاصيله سواء ما يتعلق بالفترة الزمنية أو لأغراض أخرى.
  

التاريخ الحقيقي لعصابة الـ بيكي بلايندرز

إذا نظرنا إلى التاريخ فإننا سنجد أن تاريخ هذه العصابة من المملكة المتحدة مرتبط بمدينة برمنغهام، وبالضبط في سنة 1870م بعدما سقطت هذه المدينة في أزمة اقتصادية، حيث انتشرت العصابات في المدينة حتى أصبح من المعتاد أن يُكوّن الشباب عصابة إجرامية ويستولون على أماكن يفرضون سيطرتهم عليها، ويتميزون بلباسهم الموحد، وليس قتالهم كما هو في المسلسل، فإن قتالاتهم في كثير من الأحيان ساذجة وجالبة للعار وليس للشهرة وإقبال الناس عليهم.

المسلسل مقتبس من عائلة آل بيكي بلايندرز الحقيقية لكنه وإن كانت أبرز أحداثه حقيقية خاصة فيما يتعلق بالصراع السياسي في تلك الفترة، إلا أن هذه العصابة التي يصورها المسلسل تتميز بالتنظيم والتخطيط

وكذلك تلك المشاحنات التي تنشأ بينهم حيث تنتهي في غالب الأحيان الى القتل، وتشير بعض التقارير التاريخية إلى أنهم لم يكونوا سوى مجموعة من الشباب السكارى يترنحون في الشوارع، ويقومون بإهانة ومضايقة المارة وليس أسيادا يخدمون مدينتهم، وكانت ذروة نشاطهم في تسعنيات القرن التاسع عشر، بينما المسلسل تدور أحداثه في عشرينيات القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى.

وفي بحث قام به كارل شين أوضح من خلاله أن العصابة في المسلسل تشبه عصابة أخرى كانت بعد الحرب العالمية الأولى تدعى " أولاد برمنغهام " اكتسبت قوة وأصبحت تسيطر بشكل كبير، والبطل الذي أتى في المسلسل تومي شيلبي يشبه بشكل كبير رئيس العصابة في تلك الفترة التي كان يدعى "بيلي كيمبر" في البلاد ومن أشهر العصابات التي كانت توجد حينها عصابة "السلو غرز" وكان على رأسها القائد جون أدريان منذ العام 1870م، وعرفوا باستخدامهم أحزمة السراويل كأسلحة ليربطو بها الضحايا قبل ضربهم.

ولكن سريعا ما انشقت عن هذه العصابة عصابة الـ بيكي بلايندرز، لكن الغريب أن ما شاع عن مصدر باسم عصابة بيكي بلايندرز الحقيقية هو سلاح أفراد العصابة الشهير موس الحلاقة الذي كانوا يخبئونه في حواف القبعات المسطّحة التي يرتدونها. وكما شاهدنا في مسلسل Peaky Blinders كثيراً ما استخدم الأبطال هذه القبعات بما فيها من أمواس الحلاقة سلاحا يقطعون به آذان وأنوف الضحايا، لكن تلك الأسطورة غير حقيقية، كما جاء ذلك عن أستاذ التاريخ البريطاني "كارل شين" صرح بأن ذلك غير منطقي وأن اسم بيكي كان الاسم الشائع لهذه القبعات المسطحة التي اعتاد أفراد العصابة على ارتداءها.

بالإضافة إلى أن تلك الأمواس في تلك الحقبة الزمنية كانت سلعةً للطبقة الغنية المرفهة، وغالية بالنسبة لأفراد العصابة والمجتمع الذي يعيشون فيه، وكذلك ما يتعلق بإخفاء الموس في القبعة واستخدامه في القتل ما هي إلا إضافات من الكاتب جون دوغلاس في روايته، Walk Down Summer Lane ومنها انتقلت إلى مسلسل Peaky Blinders، وفق صحيفة Birmingham Mail البريطانية. يحكي المسلسل قصة عائلة إجرامية في مدينة برمنجهام الانجليزية، عام 1919م بعد الحرب العالمية الأولى، وزعيم هذه العصابة توماس شيلبي، الذي يريد السيطرة على المدينة.

تدور أحداث المسلسل حول البطل" كالين مورفي" في دور تومي شيلبي وعائلته الإجرامية، في مدينة برمنجهام الإنجليزية بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919م، شارك في الحرب وكان يقاتل في فرنسا ليعود أكثر عنفاً وقوة، ما يميزه أنه رجل ذكي، وقوى، يتحلى بمهارات قتالية عالية، وشخصية جذابة وهو قائد العصابة، والممثل سام نيل في دور المحقق المسؤول عن قمع وإفشال خطط هذه العصابة.

المسلسل مقتبس من عائلة آل بيكي بلايندرز الحقيقية لكنه وإن كانت أبرز أحداثه حقيقية خاصة فيما يتعلق بالصراع السياسي في تلك الفترة، إلا أن هذه العصابة التي يصورها المسلسل تتميز بالتنظيم والتخطيط، وقد عرض هذا المسلسل لأول مرة على قناة بي بي سي 2، في 13 من سبتمبر 2013 لمدة 6 حلقات، الموسم الثاني عرض في 2 أكتوبر 2014، والثالث في 5 مايو 2016.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.