شعار قسم مدونات

كيف تتوهين وأنتِ من يستدل بك؟!

BLOGS امرأة

كيف تتوهين وأنتِ من يستدل بك!، لا زلت أذكر تلك الضحكات التي تملأ الأنحاء بهجةَ وسعادة، هذه البسمة التي يراها الجميع، ربطت أصابع الأيدي على ظهر صديقة خلال حضن قوي يشع دفء المشاعر المتدفقة، نبرات الصوت التي تعزف سيمفونية تسمو وترتقي بكل من حولها. تتبدل الأحوال وتمر الأزمان والأحداث، زواج، فحمل، فولادة، فعمل، فسعي حثيث في متطلبات لا تكف ولا تنتهي وأحيانا لا تسمن ولا تغني من جوع، أو ربما دراسة، فدراسة، فبحث عن عمل، فعطل وملل وضجر، أو عمل وضغط وإحباط.

 

يتبدل الأحباب وتغيب وتُفقد أرواح كانت لنا سندا، يخون حبيب أو يهين زوج أو يعق أبناء، وفي ظل هذه الغيابات يخبو ضي شغفنا بالحياة شيئا فشيئاَ، تعلق أرواحنا حائرة هل هي في الحياة الدنيا، أم في الآخرة. قلق.. توتر.. حزن.. بكاء.. عزلة.. وساوس وربما اكتئاب قد يصل إلى الانتحار حين ينطفىء شغف الروح أو يزهق الأمل في الحياة. محاولات صعود وهبوط، موت وحياة، بقاء قلب ينبض وروح لا زالت في الجسد ولكنها مقيدة على أجهزة الإغاثة والتنفس الصناعي وصدمات القلب. فهل انبعثت من جديد؟، أنت دليل يستدل بك، أنت سراج يضيء لنفسه ولكل من سار في ظله، فسواء كنت تلك الزوجة التي يتكىء عليها زوجها، أو هذه الأم التي تتعلق عيون أبنائها بها لتدلهم في متاهات الحياة المتعثرة، وربما تلك الفتاة التي هي أنفاس الحياة لأحد والديها أو كلاهما. 

 

الانبعاث لا يشترط أن يكون بمكانة ذات بريق فربما يكون انبعاث في الظل كتصالح بينك وبين نفسك أو بينك وبين بعض الشخصيات المهمة في حياتك

متطوعة، معلمة، داعية، تاجرة، عاملة، مدربة، كيفما كانت حالتك وأينما كان موضعك لابد أن تبعثي من جديد، هذا الإنبعاث الذي يعيد شغفك وروحك الناضرة، هذا الإنبعاث الذي تلمع به عيناك وتشرق به الزهور في وجنتيك، هذا الانبعاث الذي تتمايل معه كل الكائنات حولك طربا وسعادة. فهل سانبعث فورا بعد قراءة هذا المقال من جديد؟، يؤسفني أو ربما يسعدني أن اخبرك بأن هذه الكلمات ليست مصباح علاء الدين السحري الذي بمجرد أن نزيل عن سطحه الأتربة ونفركه سيخرج لنا المارد الذي يحقق لنا أمنية الإنبعاث من جديد، وأيضا ليست الوصفة السحرية سريعة المفعول التي ستوقظ ارواحنا بعد سبات عميق، إنها فقط ومضات إن وجدت عندك ما يلهبها فربما تصير وميضًا يضيء منارنك وينشر دفأ بين أضلعك وإلا مضت تلك الومضات وانطفأت. هنا محطة تعبئة وقود على قدر "تموينك" على قدر عدد الكيلومترات التي تستطيعين قطعها في طريق انبعاثك من جديد، فما هو السبيل إلى الانبعاث؟ لأن لكل داء دواء ولكل مرحلة من المرض قدر من العلاج ولكل علاج فعال ثمن غال فدعونا نعرض لبعض الاختبارات: –

إمكانات إرادتك قليلة وشغفك قيد الحياة، ربما يعينك "الباندول" تلك المسكنات المنشطة من نزهات البحر والخضرة وربما بعض الكافيهات مع "ناس بتكوني بطبيعتك معاهم"، أو زيارة سنتر تجميل تعملي "باديكيير" ومساج وتدللي نفسك قليلاَ، غني، ارسمي، ارقصي، "هيسي"، فقليل من التهييس لا يضر. أما إن كنت من النوع التالي، إمكانات إرادتك جيدة وشغفك قيد الموت، فبجوار ما تم ذكره من مسكنات أنت بحاجه إلى علاج فعال ووصفة دوائية قد تشمل زيارة مختص نفسي "طبيب – مستشار – معالج" أو الإطلاع والغوص في بعض القراءات أو المشاهدات للمواد ذات الطابع النفسي التطويري التنموي الإجتماعي وربما العاطفي.

 

اقرئي "الخروج عن النص" لدكتور محمد طه ليصحبك كتطبيق "GBS" لتصلي لعنوان يرشدك في رحلة انبعاثك. اقرئي "سكن" لريهام حلمي كمحاولة لتدريب ذاتك على صفاء الروح في حلو المشاعر ومرها، أو "سندريلا سيكرت" لهبه السواح واعرفي أن كل من ذهبت في طلب سعادتها خارجها لم تجدها ولم تعد.

هذا ما تؤكده لنا قصص نراها باعيننا لتلك الزوجة التي تركت كل شيء من أجل بيتها وزوجها حتى إذا أشرفت على موت روحها بخيانته فإذا بها تنبعث من جديد بتحقيق أحلام وأهداف شبابها فإذا به يعود مسرعا نادما ويصبح بيدها زمام الإختيار، أو ربما هذه الفيديوهات الملهمه عن تلك المرأة التي أصيبت بعضال الداء فكان سببا لإنطلاقها في مجال التعلم والتدريب وربما الإلهام للكثير من النساء.

 

كلمة السر هي أهدافك، أحلامك، شغفك، "الحاجات اللي بتخلي جواكي يتنفس ويشرق وبتخلي براكي لمعان وبريق ابحثي عنها وأوجديها"، وإن لم تكن موجودة فاخلقيها تشبثي بها لا تتركيها طارديها واتبعيها. وفي الخاتمة حبيبتي لا تيأسي فالانبعاث لا يشترط أن يكون بمكانة ذات بريق فربما يكون انبعاث في الظل كتصالح بينك وبين نفسك أو بينك وبين بعض الشخصيات المهمة في حياتك. قد يكون انبعاث هادئ ينعكس في علاقة صادقة عميقة مع ربك، أو انبعاث تنبت ثماره قليلة ولو بعد حين، لا يهم نوع الانبعاث أو شكله، لا يشغلك مقدار الإنبعاث وبريقه، فقط يكفي أن تنبعثي من جديد، ربما يكون خلفك من يمشي مهتديا بنورك، فلماذا تطفئه…؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.