مع بداية كل عام دراسي في فلسطين المحتلة تتجدد المخاطر والتحديات الكبيرة التي تواجه التعليم الفلسطيني والمدارس في القدس المحتلة حيث يعمل الاحتلال الصهيوني على التركيز على استهداف المناهج التعليمية للطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس وتقوم سلطات الاحتلال الصهيوني بفرض إجراءات تعسفية صارمة وتهويدية على مدارس القدس المحتلة التي ترفض تدريس المناهج الإسرائيلية حيث تمنع وزارة التعليم في الكيان الموافقة على بناء مدارس جديدة في القدس المحتلة دون الموافقة على الشروط الإسرائيلية لتدريس المناهج الإسرائيلية في المدارس الفلسطينية.
ويدرك العدو الصهيوني جيدا أهمية التأثير على الطلبة الفلسطينيين منذ المراحل الدراسية الأولى وضرورة حشو عقولهم بالمعلومات الكاذبة والزائفة عن أرض فلسطين والهوية الفلسطينية والجذور والتاريخ لشعب فلسطين كما يحرص الصهاينة على تشويه الحقائق التاريخية ومحو الثوابت والشواهد فيما يخص القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويشدد كاتب المقال على أن هناك مخاطر حقيقية تواجه المدارس الفلسطينية في القدس حيث يبلغ عدد الطلبة في مدينة القدس لوحدها 85 ألف طالب والعدد في تزايد يدرسون في 90 مدرسة حيث لا تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء مدارس جديدة خاصة أن مدينة القدس بحاجة ماسة لبناء 1200 وحدة صفية جديدة، ليستطيع جميع الطلاب المقدسيين الالتحاق بالسلك التعليمي.
تدس سلطات الاحتلال السموم في مناهج التعليم التي تهدف بطرق شتى إلى تغريب الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم من خلال تغيير معالم وأسماء مدينة القدس العربية إلى الأسماء العبرية |
ومن أبرز التحديات التي تواجه المدينة المقدسة مع بدء العام الدراسي مخططات الاحتلال تهويد وأسرلة منهاج التعليم في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، حديثا أعلنت بلدية الاحتلال في القدس على الموافقة على افتتاح عدد جديد من المدارس الفلسطينية في مناطق الشياح ورأس العامود وشعفاط بشرط أن تقوم هذه المدارس بتدريس المنهاج الإسرائيلي والتي تفرضه وزارة المعارف في الكيان على المدارس الصهيونية.
وتدس سلطات الاحتلال السموم في مناهج التعليم التي تهدف بطرق شتى إلى تغريب الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم من خلال تغيير معالم وأسماء مدينة القدس العربية إلى الأسماء العبرية إضافة إلى محاولات العدو الصهيوني تشويه وتزوير تاريخ وتراث مدينة القدس الفكري والإسلامي العريق. وتقوم بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بممارسة الضغط الكبير على المدارس الفلسطينية بهدف إجبارها على تدريس المنهاج الإسرائيلي وتشدد من إجراءات فتح المدارس الفلسطينية إلا بعد الموافقة على الشروط الإسرائيلية في تدريس المناهج الصهيونية لطلبة الفلسطينيين.
إن الاحتلال الصهيوني منذ احتلال القدس عام 1967م وهو يستهدف التعليم الفلسطيني ويعمل على تهويده وفرض المناهج الإسرائيلي في التعليم وهناك عدد من المدارس في القدس المحتلة يتم إجبارهم على تدريس المنهاج الإسرائيلي ولكي يكون القارئ على بيان فإن التعليم في القدس المحتلة موزع بين عدد من المرجعيات منها بلدية الاحتلال والقطاع الخاص والأوقاف الإسلامية ووكالة الأونروا.
ويواجه التعليم الفلسطيني في القدس تحديات جمة أبرزها وأهمها نقص الفصول المدرسية وعدم وجود بنية تحتية تستوعب تجميع المدارس الفلسطينية في منطقة واحدة، وعدم وجود مختبرات علمية في المدارس وعدم توفر معلمين مختصين في بعض المواد التدريسية كما يواجه التعليم محاولات الكيان الصهيوني فرض المنهاج الإسرائيلي في التعليم مع توفير معلمين للغة العبرية وخدمات التنقل عبر الباصات بالمجان لطلبة المدارس التي توافق على تدريس المنهاج الإسرائيلي.
ويشدد كاتب المقال على أن الهجمة شرسة ضد التعليم في القدس تستهدف تجهيل الجيل الفلسطيني الجديد بقضيته وهويته الفلسطينية خاصة أن العدو الصهيوني يحسب ألف حساب للجيل الجديد في القدس والضفة المحتلة فيعمل العدو على محاربة الوعي الفلسطيني والفكر والثقافة والتنشئة والتربية الفلسطينية ويعمل على تشويه أفكار هذا الجيل وتأسيسه على الأفكار الصهيونية الشاذة بهدف تجهيله بالقضية الفلسطينية والأرض والهوية ومركزية الصراع مع الكيان الصهيوني.
إن المنهاج الإسرائيلي يعني مسح أدمغة وعقول أبنائنا الطلبة في مدينة القدس المحتلة وتجهيل الطلاب وإبعادهم عن قيمهم الدينية الوطنية بهدف الانخراط في المجتمع الصهيوني ونسيان الأرض والهوية والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. إن المخططات الإسرائيلية الشرسة والخطيرة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك ومواصلة العدو الصهيوني جرائمه بحق أهلنا المرابطين بالقدس في ظل استمرار مخططات تهويد التعليم والثقافة والفكر هذه الحرب الإسرائيلية المستعرة ضد القدس والأقصى تستوجب من أمتنا العربية الإسلامية وأحرار العالم وداعمي القضية الفلسطينية الصحوة والنهوض من سباتها والتحرك لمواجهة هذه المخططات الخبيثة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.