دارٌ لسلمى إذ رأيْتُ طلولَها
حنَّتْ وأنَّتْ ثم أقْعَت ناقتي
عجماءُ تبكي ما بكَيْتُ وإنِّني
دَمْعي عصيٌّ والتجلُّدُ شِيمتي
لكن بوْحًا للخُزامى والظِّبا
وورودِ قفْرٍ قد أهاج سُلافتي
وفتيتَ ذكرى قد روَى أخبارَها
كبدي تفتَّتَ في رُباه ومُهْجتي
*******
فَهُنا تلاقيْنا فكانَ لقاؤها
مثلَ الربيعِ على جَزيل حُشاشتي
نظرتْ سُلَيْمى ها هنا وتبسَّمتْ
لمَّا رأتْ نحْلًا يلوذُ بزَهْرةِ
وتغزَّلت في قِطِّها يومًا هنا
وتضاحكت مما رأتْ من غَيْرتي
وهنا بكت لمَّا رأتْني ضاحكًا
من غَفْلةٍ ألقتْ بها في حُفْرةِ
وهنا سعَتْ .. وهنا رعَتْ.. وهنا دعَتْ
أغنامَها حين استبانتْ حيلتي
وهنا تلاعبت الرياحُ بثوبها
فبدتْ محاسنُها التي قد أخْفَتِ
وأَجَلْتُ طرفي إذ رنتْ وتساءلتْ
نظراتُها عن مَخْبري في سَوْرةِ
*******
وهنا تسلَّقْتُ النخيلَ وراءَها
إِذْ جادلَتْني ساعةً في تَمْرةِ
ورأيْتُ سلمى يومَها وكأنَّني
لم ألْقَها إلا تَحِلَّة جِيرةِ
عرَّجْتُ في ذاك الأصيلِ على التي
خاطتْ لسلمى ضيِّقا بمشورتي
راجعْتُ ألعابي التي أهديتها
فرأيت كُحْلًا مُضْمَرًا في كُوَّةِ
سلمى تَحاشتْني لأول مرّةِ
سلمى، وقد شبَّتْ، تُراوِغُ نَظْرتي
*******
لم تدْرِ سلمى أنني كَلِفٌ بها
يومَ افتديْتُ ذراعَها من لدغةِ
أيضًا وما فطِنتْ لأني يومها
لم أبْلُ نوما واستُرِقْتُ بسكْرةِ
سلمى إذا ضحِكتْ تراقصت المُنى
سلمى إذا امتشطت تعطِّر لوعتي
سلمى هي الحقُّ الذي لا يُبْتلى
سلمى هي المَأوى الرّحيبُ لحَيْرتي
*******
إنا تقاسمْنا الحظوظَ فطرْفُها
خفْرٌ وطرْفي غافلٌ في صبوة
كنّا عِيالاً في المحبة والهوى
أحلامُنا تَغْفو بظِلِّ شُجَيْرة
كنّا عِيالاً في اللقاء، وبعد ذا
حين افترقْنا شيَّبتْني غُربتي
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.