شعار قسم مدونات

سيجارة ماريجوانا بمليار دولار!

blogs إيلون ماسك

عالمنا اليوم يضج بالإعلانات الرقمية واستخدام مختلف الوسائل لنشرها وإيصالها لأكبر عدد ممكن من الزبائن المحتملين والتأثير فيهم. وتركز الشركات في القطاعات المختلفة على جودة المنتج والتغليف وكتابة المحتوى والصور المعروضة وغيرها من العناصر الإعلانية والتسويقية الواضحة ولكن القليل منها من يركز على التسويق الضمني والرسائل المبطنة والتي تحولت اليوم من مجرد عناصر جانبية إلى قوة في التسويق والتي يمكن أن تخفض من سعر أسهم شركة ما أو أن ترفعها في دقائق معدودة.

إن من العناصر التسويقية هو استخدام المواضيع الاجتماعية والقضايا الدولية السائدة والتركيز عليها واستخدامها استخدام مباشر أو غير مباشر وبالتالي جعلها نقطة قوة وليس ضعف أو نقص في الاستراتيجية التسويقية ومن هذه القضايا (قضايا التمييز العنصري و البيئة والاحتباس الحراري والمرأة) وقد تم استخدامها من خلال مجموعة من العلامات التجارية ومنها العلامة التجارية نايك (Nike) والتي تؤكد في كل مرة تتناول فيها قضية مجتمعية قدرتها على تناول القضايا المجتمعية الحساسة واستخدامها لصالحها وهو ما يتضح بآخر حملاتها التي تحتفل فيها بثلاثين عاماً لاستخدام شعارها “Just Do It” حيث انها استخدمت اللاعب الأمريكي كولين كابيرنك ليمثلها.

والمثير للجدل أن اللاعب يواجه مشاكل بسبب رفضه الوقوف للعلم الأمريكي في إحدى المباريات تعبيراً عن رفضه واحتجاجه على قتل السود وتم استخدام عبارة "آمن بشيء وإن كان ذلك يعني التضحية بكل شيء". وعلى الرغم من تعرض الشركة للعديد من الاحتجاجات إلا أن المحللين الاقتصاديين يتوقعون زيادة في أرباح الشركة وعلى الجانب التسويقي فقد أثبتت الشركة إنها ليست مجرد شركة لبيع المنتجات والعبارات الرنانة بل أنها تؤمن بما تقوم به وأنها لا تستخدم القضايا للتسويق فقط.

أما بالنسبة لشركة أبل، الشركة الرائدة في عالم التكنولوجيا وعن كيفية عرضها لمنتجاتها في مؤتمرها الأخير، تعكس شركة أبل بموظفيها والقائمين عليها الأجهزة التي تقوم بإنتاجها، تتسم بالهدوء والعصرية والفعالية العالية إلى جانب الثقة بالنفس الشديدة والتي تتسم على وجوه جميع المقدمين وقدرتهم على نقل التجربة والحماس بكلمات هادئة ومليئة بالمعاني وبأسلوب هادئ وحتى ألوان الملابس التي كان يرتديها القائمين. واستخدام صور من خلفيات ثقافية وجنسيات مختلفة فكان التعدد العرقي واضح وجميل ويوضح أن الشركة تعمل للجميع ولأجل الجميع بالإضافة إلى التطرق لموضوع البيئة والديمومة وإعادة التدوير والفخر بأن الشركة تقدم منتجات معاد تدويرها وعرضه كإنجاز ومساهمة لحماية الأرض.

وعلى الجانب الآخر، هناك إيلون ماسك وتراجع أسهم شركته بـ٦٪ بعد أن حل ضيفاً على برنامج "تجربة جو روغان" الذي عادة ما يستضيف المشاهير في العالم ويجري معهم حواراً على هيئة تدوينة صوتية، بودكاست، مع فيديو مرافق ينشر على قناته على يوتيوب أيضاً. لكن هذه المرة المقابلة لم تكن عادية أبداً، فـ "روغان" قدم لماسك سيجارة فيها تبغ عادي وماريجوانا أيضاً ليقوم الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بالتدخين منها على اعتبار أنه في لقاء شخصي لا علاقة له بشركاته. إن هذه الحادثة لم تكن الأولى على المستوى الإعلامي لماسك وكان له العديد من الهفوات والتي تؤخذ بعين الاعتبار لأنه القائم على منتجاته ويمثلها فستقل الثقة به وبمنتجاته نتيجة لتصرفاته غير المسؤولة.

هنا في فلسطين تتنوع الإعلانات التي نراها يومياً وتختلف ولكن هناك ضعف في التسويق الغير مباشر واحتلال مركز معين والمحافظة عليه حيث أن الشركات تتسابق للتعاقد مع المؤثرين ورعاية مختلف النشاطات بغض النظر عن مدى صلتها وعلاقتها بها وهناك ضعف في المتابعة والتركيز على جودة المنتج وشكاوى العملاء لذلك فإن الكثير من الشركات تخسر بمجرد دخول منافس جدير لها بالسوق ولا تحافظ على مكانتها إلا بسبب ضعف الاختيارات الأخرى. كما أن التركيز على عيوب المنافس لا يجعل الشركة أفضل حالاً ولا يظهر مكانتها أو تميزها وذلك لأن المقارنة مع منتج أو شركة أخرى يؤكد على أن الشركة غير قادرة على الخروج بمنتج أفضل أو الصعود أعلى مما يقدمه المنافس.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.