مشروع هيئة عالمية للقرآن الكريم ترعى شؤون القرآن العظيم وأهله، وتقوم بمهمة تبليغ رسالات الله، ونشر نور وهداية القرآن في شتى بقاع الدنيا بكافة اللغات العالمية، والدفاع عن القرآن الكريم بكافة الوسائل الإعلامية والقانونية المُتاحة؛ كان بمثابة الحُلم الكبير والشغل الشاغل الذي كان يشغل بال أستاذي الدكتور حسن المعايرجي -رحمه الله-، بل ملأ عليه حياته كلها؛ فقد كان يُواصل الليل بالنهار، يجوب بلاد المسلمين شرقا وغربا.
لشرح فكرته والتواصل مع ذوي الشأن في بلاد المسلمين وتوجيه عنايتهم واهتمامهم بأهمية أن يكون للقرآن العظيم هيئة عالمية تقوم بتفسيره إلى جميع اللغات الحية في العالم والدفاع عنه، وتعريفهم بخطورة الفراغ الذي تستغله الهيئات والمنظمات التنصيرية والشيعية والقاديانية في إصدار ترجمات مُحرّفة لمعاني القرآن العظيم، حيث لم تعي هذه المؤسسات الإسلامية والقائمين على أمور الوقف والدعوة والإرشاد والشؤون الإسلامية ببلاد المسلمين أهمية هذا المشروع العظيم في رفع راية القرآن وتعريف البشرية كلها بهذا الكتاب العظيم، وبما فيه من الخير والرحمة والأمن والسلام للعالم كله.
القيام بتقديم دورات تدريبية، ودراسات أكاديمية لإعداد جيل من الباحثين المُختصين في دراسات التفسير وعلوم القرآن والترجمات القرآنية |
خلافا لما يُردده أقزام من الأبواق المُستأجرة التي ابتليت بهم أمة الإسلام في بلاد المسلمين المنكوبة بهم؛ من العمل على تشويه الإسلام لحساب دول وهيئات ومؤسسات ومراكز بحوث ودراسات وأجهزة استخبارات عالمية بإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين خدمة لسياسات الإجرام العالمية المعادية للإسلام التي تكيل بمكيالين، وتسعى للقضاء على الإسلام واستئصال شأفة المُسلمين؛ ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
ومن هنا جاءت أهمية مشروع الهيئة العالمية للقرآن الكريم الذي قدمه أستاذي الدكتور حسن المعايرجيي -رحمه الله- كفكرة ومشروع كبير للأمة. والهيئة العالمية للقرآن الكريم حسب رُؤية أستاذي الدكتور حسن المعايرجي -رحمه الله- مشروع قُرآني رسالي عالمي، يُخاطب العالم كله، ويتوجه برسالته القرآنية إلى الناس كافة؛ من خلال القيام بتقديم تفاسير صحيحة للقرآن الكريم بكافة اللغات العالمية، أو القيام بترجمة تفسير (وجيز) شامل لمعاني القرآن ومبادئ الإسلام على أحسن ما تكون الترجمة، مع القيام بكل ما يتعلق بالترجمات القرآنية من بحوث ودراسات ومُتابعات وأدلة ومعاجم وقواميس شاملة لألفاظ ومُفردات ومُصطلحات القرآن العظيم بكافة اللغات؛ لتسهيل عملية الترجمة في انتقاء الكلمات والعبارات الدقيقة التي تُعبر بوضوح عن معاني القرآن العظيم ومقاصد الشارع الحكيم في آيات القرآن.
ويسعى مشروع الهيئة العالمية للقرآن الكريم بحسب دراسة ورؤية أستاذنا الدكتور حسن المعايرجي -رحمه الله- إلى جمع أهل القرآن، ومُحبي القرآن، وطلبة القرآن، والساعين إلى خدمة القرآن في شتى بقاع الدنيا للعمل معا من خلال روابط خاصة لكافة المُختصين بالتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية واللغات الأجنبية وعلوم الترجمات والدراسات القرآنية، وكل من يهمه شأن القرآن الكريم؛ والدفاع عنه وعن رسالته في العالم أجمع من خلال روابط للإعلاميين والقانونيين من أهل القرآن الكريم؛ فضلًا عن القيام بتقديم دورات تدريبية، ودراسات أكاديمية لإعداد جيل من الباحثين المُختصين في دراسات التفسير وعلوم القرآن والترجمات القرآنية، ورصد ومُتابعة وتحليل نشاط أصحاب الأفكار الهدامة التي تقوم بالطعن في القرآن العظيم وتشويه رسالته.
والقيام بدراسات حول الاستشراق ومُكافحة التنصير الصليبي والتهويد الفكري والعقلي، والصهينة السياسية التي خربت بلاد المسلمين، والسعي الحثيث الجاد لإعداد وتأهيل أجيال من مُترجمي اللغات الأجنبية المختلفة العارفين بلغة القرآن وعلومه والدارسين المتمكنين في الدراسات الشرعية والثقافة الإسلامية الأصيلة؛ للقيام بترجمات صحيحة دقيقة مُنضبطة لتفسير القرآن الكريم على منهج أهل ملة الإسلام -أهل السنة والجماعة الكرام- وحسب الأصول الشرعية والقواعد المَرعية؛ وذلك لخصوصية معاني الألفاظ والمفردات والمصطلحات القُرآنية والشَّرعية الإسلامية.
وليس هذا فحسب؛ بل إن الهيئة العالمية للقرآن الكريم حسب رؤية أستاذنا الدكتور حسن المعايرجي –رحمه الله- ستقوم برصد كافة الجهود التي تنتقص من رسالة القرآن، أو تَعْمَد إلى تحريف معاني القرآن العظيم من خلال الترويج لترجمات مُنحرفة، أو تَعْتَدِي على النَّص القُرآني الشَّريف بأي نوع اعتداء؛ لِتَتِمَّ مُلاحقتها ومُواجهتها من خلال تفنيد أخطاءها، ورد شبُهاتها وافتراءاتها، ومُواجهة انحرافاتها وأباطيلها، و القيام بتدشين حملات إعلامية مَدروسة، وتحركات قانونية مَحسوبة؛ نُصرة لكتاب الله العزيز، ودفاعا عن القرآن العظيم، ورفعا لشان القرآن الكريم في شتى بقاع الدنيا، ودفعا للحرج عن أمة القرآن، ومن هُنا يظهر بوضوح أهمية ما يمكن أن يُقدمه مشروع (الهيئة العالمية للقرآن الكريم) من خدمات جليلة ومُتميزة ورائدة لكتاب الله العزيز؛ اللهم وفقنا بفضلك وكرمك، واستخدمنا بجودك وإحسانك لخدمة كتابك الكريم، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا رب العالمين.
ولذا فقد اشتدت الحاجة إلى أهمية إقامة هذه الهيئة القُرآنية المُباركة التي تقوم بالأساس على فكرة أن يكون هناك (مُصحف لكل إنسان وتفسير للقرآن بكل لسان)؛ وهو مطلب بات مُلحا بعد أن تداعت الأمم بخَيْلها ورَجلها على أمة الإسلام، وانثالت السهام الحاقدة من كل جانب تُريد أن تنال من القرآن، ومن أهل القرآن، ومن أمة القرآن، وأَضْحَت رسالة القرآن العظيم في خطر كبير!؛ بعد أن تعالت الأصوات والصَّيْحات المُنكرة الخبيثة تُندد بالإسلام وتصفه بالإرهاب تارة، وتُردد تارة أخرى ما كان يقوله المُجرمون في كل عَصر ومَصر شغبا وإجراما، وتمردا وإرهابا: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾.
ورجاؤنا في الله كبير أن تُقام للقرآن العظيم هيئة عالمية ترفع راية القرآن، وتنشر رسالات الله في ربوع المعمورة، وترد الغارات الصليبية والصهيونية والشيعية والقاديانية وغيرها، جميعا عن كتاب الله العظيم من خلال تقديم ترجمات صحيحة شاملة مُستوعبة لتفسير القرآن العظيم بكل اللغات العالمية الحية؛ تُعبر عن الرسالة الحقيقية للقرآن في هداية وإسعاد البشرية الحائرة، وجزى الله أستاذنا العلامة الدكتور حسن المعايرجي خير الجزاء، ورحمه الله، وتقبَّله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.