شعار قسم مدونات

4 طرق للتقليل من الأخطاء الطبية

blogs - لتقليل الأخطاء الطبية

هنالك مقولة أمريكية تقول: "هنالك أشياء قليلة تعتبر أكثر فتكاً من أخطاء المستشفيات" في عام 2013 قدر علماء علم السموم السريري في وكالة ناسا عدد الوفيات التي تعود للأخطاء الطبية بـ 210 ألاف إلى 440 ألف شخص بالولايات المتحدة فقط. وبعد سن تشريعات قضائية حدت من الظاهرة، تم إحراز بعض التقدم، انخفضت عدد الحالات التي سببتها المستشفيات بنسبة 17٪ من عام 2010-2014، وفقا لوكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة. لكن هذا التقرير لم يتطرق لأخطاء التشخيص التي تحدث في العيادات الخارجية، مثلا عدم التشخيص التفريقي لمريض يعاني من السرطان أو ما يعرف بالأعراض المتشابهة، والذي يؤدي إلى وفاة 100000 أمريكي في العام الواحد.

لقد تم اكتشاف العديد من الأدوية والعمليات الجراحية والأجهزة الطبية الحديثة ذات أفكار رائعة لمكافحة الخطأ الطبي. قبل بضع سنوات، خفض طبيب التخدير جون هوبكنز بيتر معدلات الالتهابات ذات الرئة الناتجة عن أجهزة التنفس في المستشفيات من خلال بروتوكولات مبسطة. وفي التسعينات، دعا لوسيان ليب من جامعة هارفارد إلى تبني إجراءات السلامة الطبية على إقالة الأطباء والممارسون الصحيون السيئين من ممارسة عملهم. وفي عام 1987 قامت الممرضات في مستشفى نبراسكا برادين ونانسي بإنشاء مقياس برادن لمنع وكشف تقرحات الفراش التي تقتل 60.000 وتصيب 2.5 مليون سنوياً، وفقاً لمجلة الطب الباطني.

على الرغم من هذا الاتجاه الإيجابي بشكل عام، إلا أنه لا يزال الموت بسبب الأخطاء الطبية شائعًا جدًا. هنالك أربعة أفكار حسب مجلة وول ستريت الأمريكية من الممكن أن تقلل من ذلك.

1- تطبيق نظام الصيدلة السريرية

يصاب أكثر من 700 ألف مريض بعدوى سببها المستشفى في كل عام، ويموت منهم حوالي 75000، وفقاً للبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتعود الأسباب إلى كيفية تطهير الأدوات الجراحية، والأوتوكلاف، وملابس الممارسين الصحيين والهواء والماء في المستشفيات

لقد حان الوقت الآن لإدراج الصيادلة السريريين لممارسة عملهم مع الفريق الطبي في الجولات الصباحية وفي أقسام المستشفيات المختلفة. الأطباء السريريين لا يستطيعون الإلمام بالتشخيص والجراحة ومعرفة كيف يتفاعل هذا الكم الهائل من الأدوية والعلاجات مع بعضها البعض وتداخلها مع الأغذية وجرعاتها والخطط العلاجية المبنية على البرهان وهل تناسب عمر وحالة كل مريض على حدة وأمراضه المختلفة. وهذا هو تخصص الصيدلة الاكلينيكية. في السابق كانت الأخطاء الدوائية تؤدي لمقتل مئات الآلاف من الأمريكيين سنوياً، وفقاً لمجلة الجمعية الطبية الأميركية. بعد تطبيق نظام الصيدلة السريرية في مناطق معينة وإدراج الصيادلة السريرين في النظام الصحي انخفضت الأخطاء الدوائية بنسبة 45٪، وقللت نسبة الأخطاء الطبية التي أدت إلى الوفيات أو الإعاقة التامة والفشل العضوي والأذى الشديد بنسبة 94٪، وفقًا لدراسة نشرت عام 2001.

 

2- اعتماد عمليات التسليم المنظمة في المناوبات

إن سوء التواصل أثناء تحويل الرعاية – على سبيل المثال – عند تغير الشفت من الأطباء المقيمين المتعبين إلى الأطباء الجدد، يؤدي هذا إلى ثلث الوفيات والإصابات الخطيرة الناجمة عن الخطأ الطبي، وفقًا للجنة المشتركة، وهي الجهة الرئيسية المعتمدة للمستشفيات. أظهرت دراسة أجريت عام 2014 في مجلة نيو إنجلاند جورنال اوف ميديسن أن الأحداث الضارة يمكن أن تنخفض بنسبة 30٪ من خلال عمليات تسليم المناوبات المنظمة التي توصف بتمعن شدة المرض، الإجراءات الطبية المتخذة والتخطيط في حالة الطوارئ.

3- النظر الى موضوع العدوى المكتسبة من المستشفيات بشكل أكثر جدية

يصاب أكثر من 700 ألف مريض بعدوى سببها المستشفى في كل عام، ويموت منهم حوالي 75000، وفقاً للبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. حيث تصدر مراكز السيطرة على الأمراض الدليل الارشادي المبني على البرهان لكيفية تطهير الأدوات الجراحية، والأوتوكلاف، وملابس الممارسين الصحيين والهواء والماء في المستشفيات، وغرف المرضى والمختبرات. في الوقت الحالي، يجب اتباع الإرشادات فقط بعد حدوث أخطاء فاشية كبيرة. يجب أن تعد المستشفيات ودور رعاية المسنين التزامًا مستمرًا بالمبادئ التوجيهية التي تصدر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ويجب على المدراء الصحيين في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية جعل الالتزام بهذه الإجراءات جزء من تقييمهم للممارسين الصحيين.

4- مكافحة الأخطاء في التشخيص

وتتخذ المشكلة أشكالاً عديدة: التشخيص الخاطئ والتشخيص المتأخر والتشخيص الجزئي والتشخيص المفرط. تأتي الأخطاء من التحيز الفكري ما يعرف بالبايس عند الطبيب، والفجوات في المعرفة، ونقص العمل بروح الفريق بين الاطباء. لا يستطيع الأطباء الإكلينيكيين مواكبة هذا الكم الهائل من التطور في التقنيات التشخيصية الفيزيائية والبيولوجية والجينية والتصوير الطبي. ربما يكون المرضى أكثر أمانًا عندما يتفرغ الأطباء للتشخيص ويستعينون بمتابعة العلاج بالأدوية بالصيادلة الإكلينيكيين وأن لا يقوموا بالتشخيص بمفردهم. يجب أن يكون الأطباء قادرين أيضا على الاستعانة بالمختصين في علم الأمراض وعلم المناعة وعلم التشريح والأنسجة وعلم الأشعة وعلم التشخيص الجيني والبيولوجي في فريق متكامل للتأكد من الاختبار الأفضل، وبالتالي يتم تقديم التشخيص الصحيح. لن يختفي الموت من الأخطاء الطبية بين عشية وضحاها، لكن تبني هذه الإصلاحات سيساعد على ضمان عدم تسبب الأطباء في أي أذى بشكل غير مقصود للمرضى، حيث أن آلاف من الأرواح على المحك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.