شعار قسم مدونات

ساري في تشلسي.. عندما يمتزج دخان السجائر بضباب لندن

blogs ساري

يعتبر الكثير من متابعي كرة القدم في المواسم الأخيرة المدرب ماوريسيو ساري أحد الأوجه الحديثة للكرة الهجومية بل وذهب البعض لمقارنة طريقة لعبه بطريقة المدرب الإسباني بيب جوارديولا وكان كل واحد منهما أكد إعجابه بالآخر في مناسبات عديدة. "بيب وساري أبناء نفس الفكرة بالنسبة لهما كرة القدم كالموسيقى أو نوع من أنواع الفن" آريجو ساكي وهو نفسه الذي قال لسيلفيو بيرلوسكوني رئيس ميلان السابق أيام كان ماوريزيو في إمبولي "إذا أردت أن يكرر ميلان ما فعل معي قبل 25 عاما سأعطيك اسما ماوريزيو ساري ولن يكلفك الكثير من المال لكنه المدرب الذي تريده بكل تأكيد" نصيحة ربما كان على بيرلوسكوني العمل بها.

 

في نابولي استطاع ساري صنع منظومة متوازنة على مدى مواسمه في النادي بعد عمله المميز مع إمبولي قبل ذلك. امتاز تشيلسي بالنمط الدفاعي طيلة السنوات الأخيرة بداية من فترة مورينهو الثانية وصولا إلى كونتي حيث كان النادي يعتمد دائما على القوة البدنية للاعبيه ومحاولة الارتداد في الوقت المناسب مستفيدا من سرعة لاعبين كهازارد ويليان موزيس وآلونسو على الأطراف.

 

يقول ساري "إذا شاهدت فريقي يدافع ويلعب على الهجمات المرتدة سأعود للعمل في البنك لأني لن أكون مستمتعا". مع قدوم ماوريزيو سنشهد بالتأكيد تغييرا جذريا في طريقة لعب البلوز لكن أكثر أمر يدعو للتفاؤل من وجهة نظري هو وصول جورجينهو اللاعب الذي قال عنه رادجا ناينجولان "جورجينهو يمرر الكرة بشكل سريع جدا يجعلك ترفض الجري ورائها" وهو ما تطرق له المدرب الإيطالي الشهير جيوفاني تراباتوني قائلا "لديه أقدام مذهلة يستطيع اللعب في عدة مراكز ويمتاز بالذكاء الكروي". لكن يبقى السؤال الذي يطرحه عشاق تشيلسي كأي فريق بعد وصول لاعب جديد هل نحن بحاجة إليه وماذا سيضيف للفريق؟

 

في نابولي لعب ساري بالإسباني رينا واستطاع الحارس المخضرم فرض اسمه أساسيا بقدرته على اللعب برجليه بشكل انسيابي يجعله مناسبا لنمط لعب ساري في نابولي

في الصيف الماضي تعاقد البلوز مع الفرنسي تيمويي باكايوكو قادما من موناكو في محاولة لخلق ثنائية مع مواطنه انغولو كانتي لتدعيم خط الوسط وهي تجربة أثبتت فشلها بعد موسم اللاعب الأول مع الفريق حيث قدم أداء سيئا لا يرقى لحجم تطلعات الجهاز الفني والمشجعين. بالتأكيد سيتطلب الشكل الجديد للنادي تغييرات جديدة فيما يخص طريقة اللعب والتدريب لكن الأهم من هذا هي التغييرات التي ستحدث على مستوى لاعبي الفريق من سيأتي من سيغادر ومن سيتأقلم مع طريقة اللعب الجديدة.

 

في نابولي لعب ساري بالإسباني رينا واستطاع الحارس المخضرم فرض اسمه أساسيا بقدرته على اللعب برجليه بشكل انسيابي يجعله مناسبا لنمط لعب ساري في نابولي حيث يستدعي أن يكون الحارس أولى مراحل بداية الهجمة كما شاهدنا في السنوات الأخيرة لدى الكثير من المدربين ويرى المتتبعون للفريق اللندني أن تلك لا تعد من نقاط قوة البلجيكي تيبو كورتوا حيث يتوقع أن يجد صعوبة في التأقلم بسرعة مع نمط اللعب الجديد ربما يشفع له مستواه الرائع في مونديال روسيا حيث حصد جائزة أفضل حارس بالبطولة وتحدثت تقارير عن إمكانية محاولة النادي التعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون بيكر.

 

في الدفاع يلعب ساري عادة بدفاع خط متقدم ويكون قريبا من الوسط في أغلب فترات المباراة ما يعني أن لاعبا كجاري كاهيل ربما يجد صعوبة في إثبات ملائمته لتلك المنظومة بالتالي قد يكون نقطة ضعف في خط دفاع النادي على غرار آلبيول في نابولي قد يرى البعض في هذا التحليل استنقاصا من قيمة كاهيل. ليس الأمر كذلك بقدر ما هو تسليط للضوء على شكل لعب جديد قد لا يبرز نقاط قوته بشكل أفضل. فيما يخص بقية مدافعي النادي فإن المستفيد الأكبر من وجهة نظري سيكون ديفيد لويز الذي لم يحظ بدقائق لعب كثيرة طيلة الموسم الماضي وفي أغلب المرات كان يشاهد المباريات من المدرجات وبالتالي قد يكون قدوم المدرب الإيطالي فاتحة خير على البرازيلي ومن أبرز من ينتظر منهم التألق في الموسم القادم هو الدانماركي كريستنسن الذي أثبت جدارته بمكان في التشكيلة الأساسية بأدائه الجيد في الموسم الماضي.

 

خط الوسط هو أهم محاور خطة ماوريزيو للسيطرة على مجريات اللعب فعادة يلعب بلاعب ارتكاز ولاعب مركزي ولاعب box to box أمامهما وكان هذا الثلاثي في نابولي يتكون عادة من آلان كلاعب ارتكاز يقوم بقطع الكرات والمشاركة في بداية عملية التحول السريع للكرة بطريقة مباشرة للأمام باستخدام تمريرات قصيرة سريعة عادة ما تتمحور حول لاعب تشيلسي الجديد جورجينهو حيث من المنتظر أن يلعب نفس الدور في ناديه الجديد مع مدربه القديم أما عن دور آلان في نابولي فمن شبه المؤكد أن الفرنسي كانتي سيكون هو المنوط به حيث يعتبر من أفضل اللاعبين في مركزه على مستوى العالم ومستواه المبهر في بطولة كأس العالم الأخيرة خير دليل على ذلك.

 

ماريك هامسيك الحلقة المفقودة بالنظر إلى غرفة ملابس البلوز فسيتبادر إلى الأذهان أن سيسك فابريجاس هو المرشح الأول للعب إلى جانب كانتي وجورجينهو لكن بالرغم من خبرته الكبيرة ومقدرته الهائلة على صنع اللعب وإمداد الهجوم بالكرات إلا أن لاعب خط الوسط الإسباني قد يجد صعوبة في مواكبة السرعة المطلوبة لبناء اللعب والمشاركة في المهام الدفاعية بسبب تقدم سنه إذ تجاوز سنه عتبة الواحد وثلاثين سنة من ناحية أخرى يصعب عليه لعب مباراة كاملة بنفس المستوى ومع هذا كله يبقى أفضل خيار لدى ساري من الكتيبة الحالية إلا إذا قام المدرب بالتعاقد مع لاعبين جدد. لاعبان إنجليزيان هما روس باركلي لاعب إيفرتون السابق وروبن لوفتس تشيك الذي كان معارا لكريستال بالاس يستطيعان مساندة الفريق في هذه النقطة أي إراحة فابريجاس رغم التباين في المستوى بين الثنائي وسيسك.

 

في الهجوم هناك فرضيات عديدة كل واحدة منها تبدو واقعية الحدوث بالنظر لماضي المدرب القاسم المشترك بينها هو أن خط الهجوم سيتكون من ثلاثة لاعبين بلا شك جناحين ومهاجم في العمق.لكن كيف سيلعب المهاجم؟هل سيكون صريحا كما كان ساري يعتمد على هيجواين الذي يرى الكثيرون إمكانية قدومه لنادي تشلسي واردة جدا خصوصا مع قدوم رونالدو للسيدة العجوز إذ كان الأخير كما يعلم الجميع السبب الرئيسي في خروج جونزالو من ريال مدريد.

 

ساري نفسه ليس مؤيدا تماما لفكرة التخلي عن اللاعبين بسهولة تامة مثلا عند قدومه إلى نابولي من إمبولي جلب معه لاعبين اثنين فقط كتغيير على كتيبة رافاييل بينيتيز
ساري نفسه ليس مؤيدا تماما لفكرة التخلي عن اللاعبين بسهولة تامة مثلا عند قدومه إلى نابولي من إمبولي جلب معه لاعبين اثنين فقط كتغيير على كتيبة رافاييل بينيتيز
 

تشلسي يمتلك حاليا عدة أسماء تستطيع شغل ذلك المنصب أهمها موراتا جيرو وباتشوايي ما يعني أن المنافسة ستكون قوية على مركز أساسي وكسب ثقة المدرب وأرى أن باتشوايي ربما يستفيد من موسمه الجيد مع دورتموند حيث تألق بشكل لافت في الفريق الألماني وعن موراتا فيتوقع البعض أن المكان شاغر له أو لأوليفييه جيرو حيث من المستبعد أن يبقى الثنائي معا في الفريق.

 

الفرضية الأخرى تبعث الكثير من الخوف في قلوب الثلاثي الآنف ذكره وهي اللعب بمهاجم وهمي كما فعل ساري مع نابولي بعد إصابة البولندي ميليك حيث استبدله بالجناح البلجيكي درييس ميرتينز الذي برهن على عبقرية تلك الفكرة. في تشلسي سيجد ساري ضالته في هازارد في حال استطاع الإبقاء عليه بالطبع مع تألق الأخير في المونديال والاهتمامات القادمة من مدريد حسب الصحافة الإسبانية هازارد في حال بقي مع البلوز سيكون خيارا مثاليا للعب دور المهاجم الوهمي في حال قرر ساري اللعب بتلك الطريقة. ويشكل النجم البلجيكي إلى جانب كل من البرازيلي ويليان والإسباني بيدرو أسماء يستطيع ساري الاعتماد عليها كأجنحة هجومية ما يدعو للوقوف قليلا عند نقطة مهمة.

 

هل سينفق ساري الكثير من الأموال في تشلسي ويحدث تغييرا جذريا في غرفة الملابس؟ حسنا، إذا نظرنا للأمر من جانب الإدارة سنجد أن النادي طيلة الفترة الماضية دخل في شحانات قوية مع المدرب السابق بسبب عدم تلبية النادي لمطالب المدرب في سوق الانتقالات كما يقول.

 

من الجانب الآخر فإن ساري نفسه ليس مؤيدا تماما لفكرة التخلي عن اللاعبين بسهولة تامة مثلا عند قدومه إلى نابولي من إمبولي جلب معه لاعبين اثنين فقط كتغيير على كتيبة رافاييل بينيتيز وعند سؤاله عن هذا الأمر قال: "سوق الانتقالات يشكل كبش فداء أو مهربا لدى بعض المدربين" حيث يرى ساري أن فكرة الإنفاق لجلب لاعبين جدد ربما لا تخدم الفريق بقدر ما تخدمه محاولة دمج اللاعبين في فكر ونمط لعب المدرب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.