سَيَقُولونَ أضاعَ العُمْرَ هَدْرَا
لا يُبالي، وَأساغَ الكأسَ مُرّا
ما لهم مِني ، وما لي مِنهُمُ
أيُّ عُمرٍ أيّها الراجونَ عُمرا ؟!
لي مِنَ العُمرِ الّذي أَعْمُرُهُ
في طريقِ الله إِيمانًا وَصبرا
**********
آهِ يا أُمّي سَنبقَى ثابِتِينا
في طَرِيقِ المُؤمنينَ الصّادِقِينا
نَنْقُشُ الحُبَّ على أَفْئِدَةٍ
تَعشَقُ اللهَ وَتَهْوى اليَاسَمينا
فإذا حارَبَنا الباغي صَفَحْنا
وإذا أَدْرَكَنا الموتُ رَضِينا
**********
في سبيلِ اللهِ شِعري والوَطنْ
ومِنَ الأوراقِ أَعدَدْتُ الكَفنْ
هكذا علّمَني العيشَ أبي
وكَذا يَرهبُنا ليلُ المِحَنْ
فاعْرفِي يا أمُّ معنى عِزّتي
وَاهْنَئِي يا أُمُّ أنّا لَمْ نَهُنْ
**********
هِيَ أيامٌ سَتمضي كالشُّعاعْ
هكذا الدُّنيا لِقاءٌ وَوداعْ
فاقْرَؤُوا عنّي تَباريحي إذا
ذاعَ شِعْري بَينَكم يومًا وَشاعْ
واقرؤُوا قلبي، فقلبي سُفُنٌ
أَبْحَرَتْ في الغيبِ واللّيلُ شِراعْ
**********
ذُبتُ في الحبّ وفي اللَّحْنِ البَدِيعْ
ففؤادي الليلُ والدَّمعُ شُموعْ
أعشقُ اللهَ وأرضِي والهوى
وبماءِ الزَّهْرِ عَمَّدْتُ الضُّلُوعْ
فإذا غَنَّيْتُ تَخْضَلُّ المُنى
وإذا أَنشدتُ تَخْضَرُّ الرّبوعْ
**********
أقبلَ الليلُ فقالتْ لي النُّجومْ
أيَّها الشّاعرُ قاسِمْني الهُمومْ
ضَحِكَ الطِّفْلُ بِقلبي مَنْ تُرى
يَسْتَبِيهِ الحُزنُ فينا والوُجومْ؟!
نحنُ لِلخُلدِ أَيا صاحِبَتي
فَاقْرَئِيْني تُدْركي ماذا نَرُومْ
**********
آهِ يا أُمّي رَضِينا بِالسُّجُونْ
وتجاوَزْنا بأنْ نخشى المَنُونْ
وَرَضِينا كُلَّ شَيْءٍ غيرَ أَنْ
يَحكُمَ الظالمُ فينا ونَهُونْ
قَدْ مُلِئنا بيقينٍ ثابتٍ
وَهُمُ باللهِ قد ظَنُّوا الظُّنُونْ
**********
لَنْ نَعِيْشَ الدَّهْرَ نَعنُو لِصَنَمْ
وَعلَى الذِّلَّةِ تَغشانا الظُّلَمْ
سَنُغَنِّي لِنَهارٍ قادمٍ
فيهِ تستأثرُ بالعَدلِ الأُمَمْ
فَارْفَعُوا نَعْشي على هامِ العُلا
وَاحْمِلُوا الرّايةَ بَعدِي لِلْقِمَمْ