شعار قسم مدونات

هل تعيش الزوجة العربية تعيسةً مع زوجها؟!

مدونات - امرأة تبكي حزينة
إن السبب الرئيسي لدمار العلاقات الزوجية أيًا كانت هو قلة الوعي عند الزوجين وخصوصًا الزوج. الزوج في الوطن العربي لديه مشكلتين كبيرتين وهاتان المشكلتان هما السبب الرئيسي في توتر علاقة الزوج العربي مع زوجته؛ المشكلة الأولى هي مشكلة "الأنا" أما المشكلة الثانية فهي مشكلة "العيب ومقتضى العادة والتقاليد".

  
الزوج العربي للأسف لديه ثقافة أعتبرها سيئة؛ كأن يعتبر نفسه هو الآمر والناهي وصاحب الحق والتصرف في زوجته في أي أمر مهما كانت القضية وأيًا كانت المشكلة، فيتعامل مع زوجته وكأنها أحد أملاكه التي يشتريها بأمواله، لذا فقد تجد زوجته أنهت الدراسات الجامعية ولديها مؤهلات وخبرات عالية قد تفيد بها بلدها وعائلتها إلا أنها في النهاية تجد كل تلك الشهادات والخبرات تُرمى جانبًا وكأن لا حاجة لها، فتنهدم كل تلك الأحلام التي بنتهم منذ الطفولة وهذا يُشعرها بالنقص وخيبة الأمل فتبدأ تحاول أن تعوض عن ذلك باهتمام زوجها بها فتجده منشغلًا بأعماله اليومية أو تجده غير مباليًا بها فينتابها الشعور بالظلم، وحينها تبدأ تصرفاتها تتغير من يومٍ لآخر لتجدها في النهاية تكره زوجها وتبدأ ترغم نفسها بالعيش معه قسرًا حتى لا تؤول المشكلة إلى الطلاق فتكون سببًا في تشويه سمعة عائلتها فيستنكرها المجتمع لتعيش وحيد.
   

قد يكون جهل الزوج هو السبب في تعاسة زوجته وقد تكون مزاجية الزوجة هي السبب في تعاسة زوجها وتعاسة الأسرة بكاملها

هناك فئة أخرى من الفتيات أرغمتهن عائلاتهن على ترك المدرسة مبكرًا بحجة أن معرفة الفتاة لأمور دينها وكيفية عبادة ربها يكفي لتعيش حياتها مع زوجها، حتى وإن لم يرغمها أهلها على ترك المدرسة نجد أنها ما إن تتزوج حتى يجبرها زوجها على ترك المدرسة أو الجامعة بحجة أن كل ما تحتاجه سيأتيها كما تشاء، وهذه المشكلة أكبر من سابقها؛ لأنها بعد الزواج نجدها لا تعرف كيف تتصرف مع المشاكل التي تواجهها فتكثر الخلافات العائلية وتبدأ الفتاة تعيش حياتها التعيسة التي قد تنتهي بها إلى الطلاق.

   
لو فكّرنا في السبب في كل هذا لظهر أمامنا سببين؛ السبب الأول أن الزوج لا يريد زوجته أن تكونن أفضل منه بحجة أنه رجل وهي امرأة، والسبب الثاني مقتضى العادة والعيب تنهيه عن فعل ذلك؛ فماذا سيقول أصدقائه والمجتمع من حوله عنه؟! هل يقولون أن زوجته تختلط بالرجال أو تعمل لتكسب المال.. أليس رجلًا حتى تذهب زوجته للعمل؟ فهذا يعتبره نقصًا في حقه كما يُخيل إليه، ومن خلال هذا التفكير العقيم يقوم بإجبارها على القعود في المنزل لتعمل بتلك السنوات التي قضتها في العلم أعمال البيت من تنظيف وغسل الأواني أو ربما المكوث أمام التلفاز لا أكثر.

 
طبعًا لا ألوم من تعمل كل هذا بمحض إرادتها ورغبتها، برغم أنه من الواجب الوطني والديني عليها أن تخدم بلدها وتستخدم الخبرات والعلم التي اكتسبتهم وإلا لماذا تكلِّف نفسها سنين طويلة في الدراسة، فشغلت العائلة معها وكلَّفت الدولة الكثير لكي تتعلم ثم في النهاية تمكث في المنزل وكأنها لا تعرف شيء!! أقول لمن تعمل هذا بأن رعاية المنزل لا يحتاج حتى إلى دراسة الإعدادية فكيف بالشهادات الجامعية والخبرات، فأي فتاة تستطيع أن تغسل وتكنس وتزين المنزل وتعمل كل هذا بل وأكثر دون أن تكلَّف نفسها عناء التعب وإضاعة السنين الطويلة، ولابد أن يعرف الرجل والمرأة والدولة والشعب بأكمله بأن المرأة تشكل تقريبًا النصف في المجتمع وفي بعض المجتمعات أكثر من النصف، فلو أهملنا النساء وأرغمناهن على المكوث في المنزل فهذا يعني أن نصف القوة البشرية في البلد لا تُستخدم، وهذا يعتبر جريمة يرتكبها الشعب والدولة معًا فيكونا سببًا في تأخر الدولة وتقهقرها.

   undefined

 

أما لو أتينا إلى السبب الشخصي كما تلكمنا في البداية فهو قلة الوعي لدى الزوجين وخصوصًا الزوج. في الدول العربية بحكم تحكم الزوج في كل شيء فمستوى الوعي لديه يعتبر مهم جدًا ومعه يتحدد كيفية سير حياة الأسرة بكاملها، فالزوج الواعي الذي يسمح لزوجته بإبداء رأيها ومشاركته حياته ومساعدته بالقيام ببعض المهام الخارجية فهذا يؤهله للعيش بسعادة لأنه يعطي زوجته الفرصة لتفريغ بعض طاقتها بعيدًا عن الأعمال المتكررة في المنزل.

  
الزوجة العربية تجدها تعيسةً مع زوجها لأنه تزوجها بغرض المتعة لا أكثر، وهذا ما لم تُخلق المرأة من أجله؛ فالمرأة أرفع من أن تكون وسيلة للمتعة فقط؛ فالزوجة عندما تشعر أنه لا فائدة منها سوى الخدمة وانتظار الزوج حتى يأتي لكي يستمتع معها فهنا تبدأ المرأة الدخول في حالة نفسية تكون سببًا لها في تعاستها.

  
هناك أسباب أخرى لتعاسة الزوجة والزوج معًا، فقد يكون جهل الزوج هو السبب في تعاسة زوجته وقد تكون مزاجية الزوجة هي السبب في تعاسة زوجها وتعاسة الأسرة بكاملها وقد تكون عائلة الزوج هي السبب في تعاسة الزوجين وقد تكون الأسباب خارجية فنجد الظروف المعيشية هي السبب في تعاسة الجميع لكن مع العلم ونور العلم تجد الجميع سعيدًا، تجد الجميع يفهم الآخر ويعرف لماذا يتصرف بهذه الطريقة، لذا كل ما أتمناه هو أن تتعلم المرأة لتسعد الرجل أكثر وتفهمه أكثر وأن يتعلم الرجل يرفع من وعيه لكي يستوعب زوجته وتصرفاتها أكثر.