لم يخرج لقب المونديال في النسخ الــ "20" السابقة عن "طوع" القوى العظمى المتمثلة بقارتي أوروبا التي نالت المجد في "11" مناسبة، وأمريكا الجنوبية التي خطب "ودّ" العرش العالمي في "9" بطولات أخرى. ربما أن النسخة الحالية تشهد إجماعاً كبيراً من عشاق كرة القدم من مختلف الميول والألوان وتعاطفاً غير مسبوق مع النجم الأول للساحرة المستديرة؛ ليونيل ميسي.. الحالة الخاصة والمتفردة التي تقود منتخباً لا يحظى بقدر كبير من الترشيحات مقارنة بالمنتخبات العالمية الأخرى.
عربياً.. سيكون التواجد الأكثر في تاريخ المونديال والمتمثل بالعرب الأفارقة الذين يقودهم النجم العالمي محمد صلاح ومنتخب الفراعنة في الظهور الثالث، والخامس لكل من أسود الأطلس ونسور قرطاج |
فهناك البرازيل التي تقف على رأس الهرم بـ "5" ألقاب دائماً ما تكون المرشحة الأبرز بسبب منجم المواهب الذي لا ينضب، ويترقب الجميع ردة فعل "السيليساو" على مرارة الخروج المذل في ريو دي جانيرو على يد ألمانيا التي بدروها ستكون في مهمة عسيرة للمحافظة على اللقب ومعادلة الرقم القياسي. وهناك أيضاً معسكر قادم بقوة في روسيا يترأسه المنتخب الفرنسي الذي يضم تشكيلة من الأمساء اللامعة التي تزيد من فرصه بالمنافسة، وإسبانيا الراغبة باستعادة سريعة لأمجاد نسخة جنوب إفريقيا، وبلجيكا التي تمتلك كوكبة من النجوم، وإنجلترا بثوبها الجديد، والبرتغال بطلة أوروبا في الظهور العالمي الأخير ربما لنجمها الأوحد.. رونالدو.
ولعلّ هذا الكمّ من المنتخبات التي من الممكن أن يكون لها شأنٌ كبير في خارطة الصراع على اللقب ويعوض شيئاً من الحزن على غياب منتخب إيطاليا العملاق الذي أحرز اللقب أربع مرات، وهولندا التي دائماً ما تكون "ملح" المونديال، غيابٌ ثنائي المعالم شكل ضربة موجعة لعشاق كرة القدم والمنتخبين على وجه التحديد.
عربياً.. سيكون التواجد الأكثر في تاريخ المونديال والمتمثل بالعرب الأفارقة الذين يقودهم النجم العالمي محمد صلاح ومنتخب الفراعنة في الظهور الثالث، والخامس لكل من أسود الأطلس ونسور قرطاج، والرقم ذاته لممثل عرب آسيا الأخضر السعودي. ولن تكون طرق منتخبات "لسان الضاد" مفروشة بالورود لا سيما المنتخب المغربي الذي وقع في مجموعة نارية ضمت إسبانيا والمغرب وإيران، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخب التونسي الذي يتعين عليه مواجهة إنجلترا وبلجيكا، فيما تبدو الحظوظ أكبر بتأهل منتخب عربي عن المجموعة الأولى التي تضم مصر والسعودية إلى جانب المنتخب المضيف والأوروغواي.
بعيداً عن الأرقام والحظوظ، يعتبر التنافس على إحراز اللقب مطلباً يتجاوز الحدود الرياضية إلى الاهتمام السياسي والاقتصادي والجغرافي حتى ومكتسبات المشاركة أو الفوز لها من الأبعاد الكبيرة، ونستذكر المقولة الشهيرة لحارس منتخب المجر انتال تشابو في كأس العالم عام 1934 عندما قال: "بقبولي الخسارة، أنقذت حياة 11 رجلا"، وذلك عقب المباراة النهائية التي خسرها منتخب بلاده امام ايطاليا 2-4 عام 1934 في إشارة الى البرقية التي بعثها موسوليني إلى لاعبي المنتخب الأزرق قبل النهائي والتي جاء فيها "الفوز أو الموت".
روسيا 2018 .. ربما لم يرتبط اسم الدولة المضيفة بإنجازات كروية كبيرة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي الذي أحرز منتخبه لقباً أوروبياً وحيداً عام 1960، لكنها بلا شكّ ستخطف أنظار العالم أجمع في ظل وجود نخبة النخبة من كبار قادة العالم على الصعيد الكروي. ولطالما كانت اللعبة الشعبية الأولى على مستوى الكرة الأرضية، ومصدر إلهام للبشرية والشعوب التي تلتف خلف راية منتخباتها الوطنية، فإن المونديال ليس بطولة لكرة القدم فحسب، لأن موسكو العاصمة "الشقراء"، ستكون محجّاً لمختلف الثقافات واللغات، العادات والتقاليد، الأعراق والأديان، مما يجعل هذا التنوع البشري العظيم مزيجاً من نكهة مذاقها مختلف للغاية حينما اجتمع العالم في "كأس"!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.