شعار قسم مدونات

7 نقاط لحماية الإنجاز الاقتصادي التركي

blogs الليرة التركية

لقد حققت تركيا نهضة اقتصادية (صناعية وتجارية وزراعية)، رافقتها نهضة عمرانية وبنية تحتية وتعليمية وصحية. وحدث ذلك كله ضمن توجهٍ إسلامي يعمل على التأكيد على المشاعر الإسلامية ووجهة النظر الإسلامية وأقام درجة من العدل بين الناس تفوقت فيها على مثيلاتها من الدول "الإسلامية". وحتى أقطع الطريق على الاعتراضات على كلامي فأنا لا أعتبر تركيا دولة تقيم شرع الله، وهي باعتراف نظامها السياسي والعسكري دولة علمانية بالرغم من أن أهلها مسلمون.

تلك كلها حقائق، ولكن في عالمنا المتداخل اليوم، تحرص قوى الظلام على إبقاء الجميع تحت سيطرتها المطلقة ولا تحبذ أبدا حدوث تقدم اقتصادي مثل هذا. فوضعت أبوابا خلفية في المنظومة الاقتصادية المعاصرة تدخل منها قوى الظلام تلك -متى ما أرادوا- لهدم ما لا يعجبهم من تقدم.

لقد بذل الشعب التركي العَرَقَ والدم لتحقيق هذه النهضة – حتى أننا العرب نُذهل عندما نلمس جَلدَ الأتراك وطول ساعات عملهم. فلا يُعقل أن يُترك ذلك كله في مهب الريح عرضة لمن هب ودب أن يهدمه. حماية الانجاز التركي مسألة أمن قومي على أعلى مستوى، بل وتستوجب اتخاذ كافة الإجراءات بما فيها إعلان الحرب لحمايتها. وليس مسألة ثانوية! لذلك فعلى إخوتنا الأتراك -وعلى أعلى المستويات- العمل على مواجهة الإشكاليات ونقاط الضعف حتى يقطعوا الطريق على الأعداء من استغلالها وهدم كل ما تم إنجازه. ومِن نقاط الضعف الخطيرة جدا التي تحرص المنظومة الدولية على إبقاءها في الدول:

 

1- تعويم العملة:

يمكن بسهولة لمضاربين ضخ مليارات الدولارات لشراء أسهم على مراحل حتى ترتفع قيمتها ثم يقومون بعمليات بيع سريعة فينهار سوق البورصة المالي

بقاء العملة معومة يجعلها دائما في "مهب الريح". وتعويم العملة هو لعنة عالمية بدأتها أمريكا قبل ٤٥ سنة. ويجب العمل على تثبيت العملة وربطها بقيمة محددة كالذهب. التضخم الذي ينتج عن تعويم العملة هو سرقة لقوت الناس ولثروات البلاد في وضح النهار.

2- الاعتماد على البنوك الربوية بما فيها البنك المركزي:

لا ينهانا الله عن شيء إلا لأن فيه ضرر لنا. ولا يخفى على أحد – بمن فيهم السيد رجب طيب أردوغان- الخطورة الشديدة للبنوك الربوية. وكيف أن المجتمع في تركيا يتحول إلى طراز المجتمعات الغربية التي يغرق أهلها في الديون ثم يمضون أعمارهم في خدمة تلك الديون. ناهيكم عن التأثير المدمر لتغلغل البنوك الربوية في كافة مرافق الاقتصاد ودخول المصارف العالمية طرف أيضا.

3- أسواق البورصة:

والتداول الحر الذي يعتبر هدفًا سهلا للمضاربين الاقتصاديين. يمكن بسهولة لمضاربين ضخ مليارات الدولارات لشراء أسهم على مراحل حتى ترتفع قيمتها ثم يقومون بعمليات بيع سريعة فينهار سوق البورصة المالي وينجح المضاربون في نهب عشرات المليارات وهدم الاقتصاد.

4- استعباد العمل:

لا بد من إخراج المجتمع التركي من حالة استعباد العمل. طبعا لا مانع من أن يعمل الناس زيادة ليحققوا إنجازات ودخل أكثر، ولكن على أن لا يكون العمل المُجهد هو متطلب لازم للعيش بالحد الأدنى. لا بد من وجود فسحة للراحة وفسحة لتعزيز الوعي وحدوث عملية تنوير حقيقية تقود نحو تغيير أعمق تأثيرا وأعظم شأنا. 

5- الترهل الإداري:

البيروقراطية القاتلة التي تتحكم في أوصال الدولة، وهي من أهم عوامل الهدم والفساد. وللأسف لا تزال موجودة. 

undefined


6-
العلمانية:

لا بد من خلع رداء العلمانية وإرثها. العلمانية التي حاربت الإسلام وكانت المسؤولة بشكل مباشر عن حالة التراجع والانحطاط التي عاشتها تركيا وبلاد المسلمين منذ الانقلاب على نظام الخلافة. 

7- التحالفات الخاطئة:

نبذ التحالفات مع الدول المستعمرة مثل أمريكا وروسيا وإسرائيل وقطع الصلة بها. والعمل على توسيع التحالفات مع الدول الصديقة والإسلامية وضم ما أمكن منها تحت مظلات تعاون اقتصادي وعسكري.

تركيا ليست البلد الإسلامي الوحيد الذي شهد نهضة اقتصادية، فقبلها في ثمانينيات القرن الماضي شهدت إندونيسيا وماليزيا نهضة مشابهة. وهذا طبعا لم يعجب أعداء الأمة، فاستغلوا نقاط الضعف أعلاه لسحق تلك الاقتصادات. ببساطة كل النهضة الاقتصادية التي حققتها تركيا هي على كف عفريت نظرا لاستمرار وجود مثل هذه الإشكاليات العميقة والبقاء عرضة في أي لحظة لضربات قاسية من جرذان الظلام والدول الاستعمارية.

يجب أن نحرص جميعنا على تقوية أساسات البناء مهما كلف الأمر. كما علينا أن ندفع أيضا باتجاه تحقيق نظام إسلامي تكون مرجعتيه الشريعة الإسلامية ليلبي آمال وطموح الشعب التركي المسلم والأمة الإسلامية. لقد نجح الشعب التركي في تنفيذ المرحلة الأولى، ونصيحتنا له الآن أن يأخذ بعين الاعتبار الخطوات التالية. وهي بالفعل خطوات عملاقة ستقفز بتركيا وتجنبها ويلات الارتهان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.