شعار قسم مدونات

ليس لها إلاّ الإخوان!

مدونات - الإخوان
منذ أن أٌنشئت وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في أواخر عشرينات القرن الماضي وهى تُحارب من المسلمين قبل اليهود وغيرهم فقد كان مشايخ الأزهر يترصدون للإمام البنا ويهاجمونه بأسئلة تُثير الفتن بين المسلمين إلاّ أن الرجل قد كان بارعاً في الإجابة على جميع الأسئلة بطريقة سليمة لا تُجرح مشاعر أحد ليستمر الإخوان المسلمين وتستمر فكرتهم ودعوتهم وتنتشر في أكثر من ثمانين دولة على مستوى العالم.

 

مُحاربة الإخوان المسلمين من المسلمين

تدفع الإمارات والسعودية المبالغ الطائلة لتنهى فكر الإخوان المسلمين ونشر الدعوة، فيعتقد السيسي وابن زايد وابن سلمان المُنقلب على عمه وأسرته أنه يمكن أن يقضى على جماعة الإخوان المسلمين بالمال والإعلام والقوة. في الحقيقة إن القضاء على جماعة الإخوان المسلمين لا يأتي إلا بفكرة مثلها فالأفكار تُحارب بالأفكار كما حاول عبد الناصر أن يؤسس جبهة التحرير ليحارب بها الإخوان المسلمين ولكنه فشل في النهاية كما فشل في الحروب التي خاضها. أما من يعتقد ويقول أن دول عديدة أمثال الدولة العباسية والدولية الأموية والدولة العثمانية قد دُمرت بعد حكم من مئات السنين فهنا يأتي النقيض في هذا القول لأن هذه كانت دول تحكم من قصر وقلاع فعندما دُمرت القلاع والقصور دُمرت الدولة أما عن الإخوان المسلمين فهم فكرة تنبذ وتعيش في العقول فعندما طُرد الإخوان المسلمين من مصر ذهبوا إلى دول عديدة أمثال تركيا وماليزيا وإندونيسيا بل إلى أمريكا الجنوبية لتدخل الدعوة في أماكن لم يكن للإخوان أن يتخيلوا أن الدعوة ستدخلها يوما ما وتنتشر بين غير المسلمين ليقتنعوا بالإسلام وبفكرة الإخوان التي تسير على الوسطية.

 

خبايا عن البنا

فما لا يعرفه أيضاُ أعضاء الإخوان المسلمين أن من ضمن الأشياء التي عجّلت باغتيال الإمام البنا أنه قد جمع 4 ملايين جنيهاً مصرياً في خطة لتدشين أكبر استديو سينمائي في الشرق الأوسط فقد كان الرجل يقتنع أن فكرة الفيلم الواحد تصل إلى ملايين من المشاهدين لتؤثر على الناس بطريقة أسهل وأسرع من الخطب والمحاضرات لهذا ترصد له أعداء الإسلام بعد معرفتهم بهذه وبعد رؤيتهم للكتائب التي جهزها البنا لمحاربة اليهود في فلسطين.

 
 undefined

 
السياسة الخفية
أما عن الساحة السياسية الدولية فلم تتأخر الدول الأجنبية في دعم الانقلاب في مصر ضد الإخوان المسلمين في انقلاب صريح وعلني ضد الديمقراطية التي أمن بها الإخوان المسلمين وأقتنع بها أفرادها بعيدا عن الأفكار المتطرفة.

 

إن الأمر ليس بالصعب ولا بالمستحيل على الإخوان المسلمين في تحويل مصر مثل سوريا والعراق فلو أعلن الإخوان المسلمين الجهاد في مصر لسمع ولبى النداء الآلاف من أعضاء الجماعة على مستوى العالم، وليس كما تردد بروباغندا السيسي أن السيسي هو منقذ مصر من الإخوان وأنه من يحافظ على أمن مصر في نفس التوقيت يعاني الجيش المصري من هجمات داعش في سينا التي تقتل العشرات من الجيش المصري في هجمات متعددة تحت مرئي ومسمع دولي فكيف كان للسيسي أن يواجه الملايين من الإخوان المسلمين إذا حملوا السلاح لمواجهة الجيش المصري!

 

في الحقيقة إن الإخوان المسلمين لا يُعانوا سياسياً كما يعانوا إعلاميا فدائما ما يفضل الإخوان المسلمين مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية وهو الأمر المستحيل الذي من الممكن أن تراه في لعبة السياسة، فبالرغم من وجود منبر إعلامي للإخوان المسلمين كقناة تلفاز وغيرها من المنابر إلّا أن الإخوان لازالوا لا يملكون الخطة الدعائية الناجحة والعبقرية (البروباغندا الإيجابية) التي يمكن أن تُستغل في الأزمات والصراعات السياسية هذا الأمر الذي ينجح فيه النظام المصري بطلاقة، فترى على سبيل المثال فوز اللاعب المصري محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا ليستغل الإعلام المصري هذا الخبر في تشوية سُمعة الإخوان المسلمين وأبو تريكة وكأن الإخوان المسلمين تركوا الانقلاب والأزمات السياسية لينتبهوا إلى كورة القدم وما فيها من مغيبة للعقول.

 

العلمانيون العرب والأفكار الشاذة

إن الصراعات السياسية أمر لا بد منه وخصوصا ضد كل ما هو إسلامي، فعدو الإسلام واضح والعلمانية والعلمانيين لن ييأسوا حتى يقضوا على كل ما هو إسلامي سواء كان سياسياً أو رياضياُ أو حتى اجتماعيا، ولذلك خرجت علينا أفلام لا تٌعبر أبدا عن الفكر الراقي أو عن الوجه الحقيقي لمصر الذي لازال في قلوب المصريين رغم الفقر الشديد الذي يعيشه المصريين تحت نظام انقلابي دكتاتوري، فمع كل هذا فالدكتاتورية لابد لها من نهاية وخير دليل على هذا من إيفان قيصر روما شارب الدماء إلى عبد الناصر الذي كان يقول "أنا لسه مجبتش الأربعين ولسه بدري على ما أموت" .
 
كل الأحزاب السياسية الإسلامية والحركات الإسلامية وبالأخص الوهابية تنازلت عن مبادئها فلم تتحرك الوهابية السلفية أمام بن سلمان وعلى البدع التي أدخلها في المجتمع السعودي بلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السينما وحفلات الرقص والغناء بل وقد وصل الأمر إلى لعب الورق لتتحول بلاد رسول الله إلى دولة علمانية صريحة فهذه هي لغة الغرب في مُحاربة الإسلام "الأفكار تُحارب بالأفكار"، ومع رؤية الحقيقة التي تخفيها وجوه مشايخ الوهابية وبدل الهجوم على ابن سلمان الذي دمر مذهبهم يخرج مشايخ الوهابية في الهجوم على الإخوان المسلمين وعلى أنهم سوف يقضون على الإخوان المسلمين!
 
لهذا السبب لم تتنازل جماعة الإخوان المسلمين عن أفكارها بالرغم من المكايد والمصايد التي تتربص بها من الإسلاميين قبل اليهود وغيرهم لتُثبت أن الدعوة ليس لها على الساحة الآن إلاّ الإخوان المسلمين رغم اختلاف وجهات النظر العديدة والمختلفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.