شعار قسم مدونات

"الاغتيال بالاغتيال".. محمد الضيف هو من يقرر الأمر!

مدونات - القسام

لا يزال العدو الصهيوني ومنذ ما يقارب العامين يوجه ضرباته للمقاومة بمنتهى الذكاء والدقة، يضرب بطريقة غير مباشرة وفي نفس الوقت يفقد المقاومة القدرة على الرد، والأمثلة كثيرة منها "فتح الماء في نفق التفاح واستشهاد 7 مقاومين، اغتيال الشهيد مازن فقها، حادثة نفق الحرية لسرايا القدس، اغتيال الشهيد البطش، حادثة الزوايدة اليوم" إضافة إلى إجرامه ضد المدنيين في مسيرات العودة السلمية.

لا يخفى على أحد حال قطاع غزة "اللاإنساني" وعملية "كي الوعي" المكثفة والتي يقودها الاحتلال ضد الأهالي هناك بالتعاون مع النظام المصري والسلطة الفلسطينية لترويض حكم حماس بالتالي جهود المقاومة مجتمعة من كافة الفضائل والتيارات، هذه الأثقال تضاف إلى كاهل حركة حماس شكلا وإلى كاهل القسام مضمونا من حيث ترجمة الأفعال إذ بيدها الأمر.

السؤال الذي يترنح في عقول الغزيين خصوصا والفلسطينيين عموما هل ستقوم الحرب؟ لا أحد يستطيع أن يجزم في هذا الأمر، ففي عام 2014 عشية العدوان على غزة كانت الرسائل السياسية الظاهرة بين حماس والاحتلال تقول أنه "لا حرب" ووقعت الحرب، فقد كانت هناك عملية طمأنة على الجانبين بوساطة مصرية أنه لا حرب، أما استوديو التحليل الخاص بالقناة العاشرة الصهيونية أتفق على قراءة واحدة حينها، مفادها أن "محمد الضيف" هو من يقرر الحرب، إن قال حرب تكون حرب، إن قال هدوء يكن الهدوء، ولا تصدقوا كلام مصر وسياسيي حماس وما تعلنه تركيا وغيرها، هذا مجرد تضليل لنا ومن يملك زمام الأمور هو "محمد الضيف".

لا شيء سيحنو على جرحنا ويُكرم عزّتنا ويّغذي أملنا مثل ساعد المقاتل، ولا شيء سيجعل موتنا يبدو مشرقاً ومجدياً وغير مجاني مثل إيماننا بوجوب ألا نسلّم ناصية العسكر للخائنين

على الرغم من ضجيج البعد العسكري وأصوات الانفجارات لعملية استهداف وحدة هندسية تابعة لكتائب القسام، إلا أن المعركة الصامتة تبدو أكثر شراسة وحدة، وهي معركة الأدمغة والعمل الاستخباري الذي يبتر يد الاحتلال النجسة "العملاء" في القطاع وهي مهمة أشد نجاعة من ضرب تل أبيب بجعل جهاز "الشاباك الصهيوني" أعمى على أرض غزة. 

بعد أن أصبحت المواجهة التقليدية مع المقاومة الفلسطينية على حدود غزة تحتكم لشروط شبه منعدمة حاليا ولن تتوفر قريبا ولعل أبرزها تنفيس القطاع إنسانيا، في خضم ذلك يجب على المقاومة الفلسطينية أن تتبنى استراتيجيات جديدة لردع الاحتلال وتدفيعه كلفة الفاتورة التي ترتفع يوما بعد يوم على شكل ضربات منفردة تضعف المقاومة.

سيناريوهات وأدوات الردع

* تفعيل العمل خارج الاراضي الفلسطينية ضد الشخصيات الصهيونية ليكون الجزاء من جنس العمل كما حدث مع المبحوح والبطش، "الاغتيال بالاغتيال".

* تسخين جبهة الضفة الغربية بالخلايا النائمة أو المنفردة كما أحمد جرار وعبد الحميد أبو سرور.

* العمل على مضاعفة الجهود لأكبر حشد لمسيرة العودة المرتقبة فهي أكثر ما يشتت وبربك العدو.

* تعزيز عمل جهاز الأمن الداخلي وتشديد الحرب على العملاء، بإعلان عملية جديدة لخنق الرقاب وهي عملية نفذتها حماس ضد العملاء في عدوان "2008-2009".

اكتنزت غزة "قلعة المقاومة" من أسرار المعارك ما لا يزال عصيّاً على الشرح والبيان، وأخرجت من ثراها شعاعاً امتدّ من أسر شاؤول آرون وصاعق التفجير فيها إلى جوف زنزانة فيها رجال ينتظرون وعدهم من أهل الوفاء.

أوجزت لمى خاطر الحديث عن الشهيد فقالت "لا شيء سيحنو على جرحنا ويُكرم عزّتنا ويّغذي أملنا مثل ساعد المقاتل، ولا شيء سيجعل موتنا يبدو مشرقاً ومجدياً وغير مجاني مثل إيماننا بوجوب ألا نسلّم ناصية العسكر للخائنين"، وألا نغامر بخسارة زادنا من الكبرياء، وعدّتنا الوحيدة لدرء العدوان ومجابهة الانكسار ودفع الهزيمة.

حزنا عميقا يسكن قلوب الفلسطينيين ومن معهم من العرب والمسلمين إذ كان الحدث جسيما ومصاب جلل مفاجئ لم يكن في الحسبان، لكن من قال أن للبطولة توقيت ما، أو موعد محدد؟ هذا الطريق ضربيته تكون دُفعت بمجرد أن تكون عزمت الأمر إليه، ليس في الأمر ما يحزن طالما لدينا أخواتٍ وأمهات كناهد وسهام أجمل النساء المضرّجات بالبلاغة والتضحية والفداء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.