شعار قسم مدونات

ملكةٌ ساذجة بيد ولد مخادع!

blogs بن زايد و بن سلمان
الصخب والغضب الذي أثارته الإمارات في نفوس اليمنيين، نتيجة ممارساتها العابثة والمُعيقة لتقدمهم نحو استعادة جمهوريتهم المختطفة بيد الإماميين، والمُحطمة لأحلامهم وتطلعاتهم، طيلة فترة الحرب.. صبَّ اليمنيون جل سخطهم في رأس الإمارات، وأولاد زايد، وتلك سياسة إماراتية باتفاق ودعم ورضى سعودي بحت. كنّا ندرك ونلمح باستغراب شديد: كيف الرياض قائدةً التحالف العربي، وتترك أولاد زايد يعبثون بأريحية تامة في الجنوب، والأخيرة مجرد عضو، ولم تسع لإيقاف تلك المهزلة البتة؟! فما يجري بعدن بضوء أخضر سعودي.. وتلك المتغيرات التي تقف خلفها أبوظبي، هي سياسة تندرج تحت غطاء المصالح السياسة واتفاقات الحروب.

 

لكن أن تصل إلى مستوى انقلاب كامل الأركان، فهذا سيناريوا قد أعده "التحالف العربي" مسبقاً قبل بدء عاصفة الحزم، وهذا ما يؤكد تلك المقولة التي تقول: أن هادي لم يعلم ببدء العاصفة إلا صباح اليوم التالي. وإن كانت هذه المقولة مبالغٌ فيها. ثمة أشياء أخرى ووقائع تدعم أن هذا سيناريو مُعد مسبقاً.. فالصمت السعودي حِيال ما يحدث بعدن من انقلاب على الشرعية، وحديث إعلامهم عن الحادث بلغة غامضة وغير واضحة، وتغريدة "أنور عشقي" المستشار الملكي، التي يقترح فيها دولتين في اليمن، شمالاً برئاسة أحمد علي عبد الله صالح، وجنوباً، برئاسة الزبيدي، تحت حكومة فيدرالية برئيس واحد، حسب وصفه تعتبر من الشواهد التي تؤكد أن سيناريو ما يجري أعد مسبقاً.

 

نحن اليمنيون ما ذنبنا وما الجرم الذي اقترفناه، حتى نتجرع العلقم، وتعبد طرقنا بالشوك والأحجار، وتُبدد أحلامنا وتطلعاتنا وآمالنا، التي ناضلنا من أجلها كثيراً بدمائنا

راحت الإمارات، تعبث بكل شيء في الجنوب، وتمضي عكس تيار الشرعية، دونما أدنى مراعاة لتضحيات اليمنيين التي قدموها ولا يزالون في سبيل استعادة الشرعية. في هذه الأثناء ظلت السعودية تراوغ اليمنيين: هادي وحكومته والمنضويين تحت لوائها، بين الحين الآخر في كثير من الأمور، احتواء الحكومة بالرياض، الدعم الكبير المقدم منها، المساعدات الإنسانية، التصريحات الداعمة للشرعية، إلى الملياري دولار/الوديعة. كل تلك التصرفات السعودية، هي عبارة عن مسكنات لصرف النظر عنها، بأنها ليست لها علاقة بما تفعله الإمارات.

 

هي السعودية هي السعودية، وراء كل ما يحدث من عبث بالمناطق اليمنية المحررة، والإمارات ما هي إلا الجندي المنفذ. وهذا حقيقة ما يجري في اليمن منذُ بداية العاصفة، ولكن لماذا تفعل السعودية هذا، والطفل يعلم أن ذلك يصب في غير صالحها بل ويقودها نحو المكاره والشرور. هل غباء، أم حماقة، أم بَلاَدة. نعم إنه كل ما سبق، بل أنه ما فوق هذه الكلمات.

 

نتيجة هذا "العقل النادر في البشرية" سقطت هيبة المملكة وقداستها، بيد أطفال زايد، وانقادت -خلفهم- بغير سؤال. الطفل الإماراتي ذكي ومخادع وماكر إلى حدٍ كبير، اكتسب ذلك من خبراء نفسانيين أجانب. بينما حلفاء المملكة الأجانب يكسبونها مزيداً من السذاجة والسطحية، فتعتبر تصرفات أطفال زايد حكمة ودهاء!

  

بن سلمان وبن زايد (الصحافة البريطانية)
بن سلمان وبن زايد (الصحافة البريطانية)

 

بن سلمان أصبح كرة في مرمى الإماراتيين. الإمارات تقود السعودية نحو الهلاك والهزيمة، فهي تمضي الآن بأقدامها آمنة ولا تدرك أن نهاية مسارها هذا "شاهق" لن تجد الحياة بعده بسهولة، العودة مجدداً يحتاج زماناً طويلاً.. هي "أي الرياض" تسعى لأن تكون صاحبة المجد والقوة والكلمة في الوطن العربي بل وفي شبه الجزيرة العربية، وأبو ظبي تدرك مدى جدية هذا الطموح، بالتالي تسعى جاهدة، لإغراق المملكة في مستنقعات وأوحال، يعصب الخروج منها بسهولة وسرعة، فلا تسعى أبو ظبي لكبح الطموح السعودي وحسب، بل لإغراقها أيضا.

 

لا يفكر السعوديون بالبعد الاستراتيجي البتة، فهم مشغولون بتصور حالهم وحياتهم بعد "الانفتاح" المفاجئ والتحرر من بعض العادات والتقاليد؛ الذي تقرر مؤخراً، فهذا حدث عظيم بالنسبة لهم. وبن سلمان مشغول بمتغيراته الداخلية وقضايا الفساد.

 

تنظر طهران لتلك السياسية (محاربة الشرعية، وانقلاب عدن) فيبتسم "خامنئي" ابتسامة عريضة، ويقول لحرسه الثوري: اطمئنوا كل شيء يجري على ما يرام!

نحن اليمنيون ما ذنبنا وما الجرم الذي اقترفناه، حتى نتجرع العلقم، وتعبد طرقنا بالشوك والأحجار، وتُبدد أحلامنا وتطلعاتنا وآمالنا، التي ناضلنا من أجلها كثيراً بدمائنا وأرواحنا، وقدمنا قوافل من الشهداء في سبيلها "أن يجلعنا التحالف العربي، في لحظة عابرة، بين فكي الكماشة" بين انقلابين، في صنعاء وعدن!

 

ما ذنبنا نُفكك ونُمزق ونُشتت ونُدمر ونُقتل ونموت؟ عَولّنا على التحالف العربي-بعد الله-في إخراجنا من كثير من المصائب والمعضلات والتعقيدات التي عانينا منها لعقودٍ طويلة؛ فإذا به يُغرقنا ونحن بلا سفن ولا أشرع في تلك البحار التي دعوناه لينقذنا منها وأمواجها الجارفة والمتلاطمة.. ما الذي ارتكبناه بحق دول الجوار حتى تفعل بنا كل هذا؟ لماذا كل هذا الانتقام المتوحش.. لماذا؟!

 

افعلوا ما شئتم بنا وبأرضنا -أيها الأغبياء الحمقى- فأجسادنا منهكه.. وقوانا مفككه.. وأخانا أخذ جمهوريتنا ووضعها داخل الشبكة.. وكل أوجاع الزمان فينا مُحبكة.. فلا نقوى على الحركة.. ولكن -ولتعلموا- جيداً أننا جميعاً سنكتب في مذكراتنا ومدوناتنا: أن التحالف العربي أخون كلمة عربية عرفها اليمنيون بحياتهم.. فالتاريخ لا ينسى ولا يموت..

 

سنعود ذات يوم، سنعود لا محالة، ونستذكر كل ما كتبناه في ذاك الزمان الغابر.. ولتفهموا أولا تفهموا، وأولى لكم أن تفهموا "يا حديثي السياسة" أولاً وأخيراً، أن سياستكم في اليمن تسري بخطى متتالية ومتتابعة لصالح، عودكم الاستراتيجي (إيران). تنظر طهران لتلك السياسية (محاربة الشرعية، وانقلاب عدن) فيبتسم "خامنئي" ابتسامة عريضة، ويقول لحرسه الثوري: اطمئنوا كل شيء يجري على ما يرام!

 

ذلك الإمعان المستمر والغير محسوب في ممارسة تلك السياسة الحمقاء، الفوق درجة الغباء، يجعلنا نتوقع أننا سنكتشف ذات يوم أن الرياض حليفة حميمة لطهران، وما يجري تمكين للأخيرة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان