شعار قسم مدونات

حرب المصالح الكبرى في سوريا

blogs سوريا

بداية تلك الكلمة المؤلفة من ثلاثة حروف "حرب" تختصر الكثير من المعاني السيئة كالقتل، تدمير، قذارة، لعب، مال، ضحايا، خصام، نزاع، والكثير من المعاني الأخرى. وأما عن حرب الكبار فهي حرب الغزاة والطغاة، هي حربٌ ليس هناك أقذر منها قط. نعم هي حرب الكبار هي حرب قادة العالم فيما بينهم ولكن ليس على أراضيهم كي لا يصيبهم ضرر، لربما هي حرب من الأكبر؟ من الذي سيقتل أكثر؟ من المستفيد الأكبر؟ من الذي سيبسط سيطرته أكثر؟ 

هي حرب منذ أن وجدنا على كوكب الأرض، منذ أن خلقوا البشر تدور الحروب بين الخير والشر لم تقف الحروب يوماً ولم يقف القتل والتدمير والتهجير والتنكيل وووو والكثير تلك الحرب ليست على سوريا فقط وإنما كانت مساحتها وواقعتها الكبرى في سوريا إنما حرب الكبار على الوطن العربي والشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه هي حرب الكبار على بلاد الشام وعلى الإسلام والأصح هي حرب الكبار على البترول والغاز والموارد التي لا تنتهي. وهذا كان في العموم.

وأما في الخصوص سوريا بالأصل هي لم تكن حرب بل كانت ثورة شعبية تطالب بالحرية والديمقراطية ولكن هم وطغاتنا حولوها إلى حرب دموية أهلية، فسوريا أصبحت ساحةٌ لكل الدول الكبرى والعظماء وحتى بريطانيا الجميع يجرب سلاحه الفتاك علينا وكل منهم يختبر أسلحته الجديدة والذكية (كما قال بوتين) ويرسل جيشه وقواته للتدريب لا أكثر خوفاً من حربٍ، عليهم الجميع يقصف ويقتل ويدمر وليس هناك من يأمر بوقف تلك الهمجية، سوريا أصبحت مسرح كي يتخلصون ممن كان يفكر يوماً بالجهاد، كي يقضون على الجماعات المتطرفة التي صنعوها هم وأرسلوها شرق سوريا كي يحافظون على البترول لقد صارت سوريا حجة كي يشوهون صورة الإسلام وكي يُتبِعون الإسلام بكلمة "الإرهاب".

الشعب السوري كباقي الشعوب المضطهدة والمستضعفة الأخرى، كباقي شعوب الدول الإسلامية كل يوم قتل، كل يوم دمار، كل يوم قصفٌ، كل يوم قيامة، إبادة

والنقطة الأهم أنه من دون سوريا جميعهم لن يتمكنوا من حماية القوة الكبرى والعقدة الأهم وقوة الشر الأكبر على كوكب الأرض "إسرائيل" سوريا حرب الخطابات والكذب حربٌ في الإعلام وعلى الشعب فقط وإما فيما بينهم فالمهم هو تلاقي مصالحهم، نعم هم كبار ولكن ليس في بلدانهم هم كبارٌ علينا فقط كل منهم "كأمريكا وروسيا وإيران وتركيا وفرنسا وبريطانيا يريد تحقيق مصالحه ولربما الأسد وافق على تحقيق مصالحهم جميعاً لذلك قالوا له أهلاً وسهلاً وأنت المناسب فأبقى في السلطة فالأسد ما كان إلا و….

أعطى لروسيا الغاز والمتوسط ولأمريكا البترول والمال وأعطى لإيران وهم الأهم الأماكن الشيعية في سوريا وسمح لهم باللطم والضرب على الصدور وإقامة الحُسينيات ومكنهم من نقطة مهمة وهي تهديد أمن إسرائيل في المنطقة وإما تركيا ما كان همها إلا الأكراد وتحقق بإبعادهم عن الحدود وإن ما ذكرته هذا لم يكن شيء فهذا رؤوس أقلام لمصالح الكبار.

أولئك الكبار يجب أن نتبع قبل أسمهم هذا "المجرمون" ليصبح -المجرمون الكبار" قالوا للأسد استخدم الكيماوي واقتل الشعب وأما نحن سنداعبك ببعض الصواريخ الفعالة والجميلة كم وصفت ونأخذ باقي الترسانة كي لا تشكل خطر في المنطقة على إسرائيل وقالوا له اقتل بما تريد فأنت باقي. فأولئك الكبار يجتمعون كل مدة ويقررون ويسافرون ويقلقون ويعبرون ليس من أجل شيء وإنما من أجل مصالهم.

وأما عن الأسد فهو ليس كبير ولن يكون يوماً هكذا ما هو إلا أداة بالنسبة لهم حركوها متى وكيفما شاءوا فهو لم يشارك في الحرب أصلاً ومعذور صراحة لأنه منشغل بحماية الوطن وتفقد أحوال الجيش الباسل كما أنه منشغل بالاحتفاظ بحقوق الرد على إسرائيل والعدوان الثلاثي على حد قوله والأهم أنه مشغول بالسيادة الوطنية.

والشعب السوري كباقي الشعوب المضطهدة والمستضعفة الأخرى، كباقي شعوب الدول الإسلامية كل يوم قتل، كل يوم دمار، كل يوم قصفٌ، كل يوم قيامة، إبادة، مجزرة أسلوبها وعدد شهدائها يختلف عن سابقتها وليس السوريون فقط بل دائماً الشعوب هي التي تدفع ثمن الحروب. وأخيراً إن هذا الحرب ليست شيء فكما يُقال: الحروب هي تسلية الزعماء الوحيدة. ولكن من وجهة نظري إن لم تتحقق جميع مصالحهم وإن لم يتقاسموا كل شيء ولم تُقسم سوريا أعتقد بات من المستحيل أن تنتهي هذه الحرب الفتاكة. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.