شعار قسم مدونات

علاقات "الفسبكة" من الوهم للحرام!

مدونات - موبايل

قال عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾.

 

"التزاوج «الفسابكي» من الأوهام إلى الحرام"!
لماذا هذا العنوان (تحديداً) ولماذا عنوناه "التزاوج!"، وفي حقيقة الأمر لم نختر هذا العنوان اعتباطيا ولكن بناء على وقائع حقيقية أصبح المجتمع، يفجع بها بين اليوم وآخر، من تصرفات وذهنيات دخيلة على المجتمع الجزائري (والعربي) عموما، ألا وهي وهمية علاقات الشبكات الاجتماعية؛ وأضرارها الواقعية وانعكاساتها السلبية على الأفراد وعلى الجماعات.

 

وأحاول في هذا المقال المتواضع، تسليط بعض الضوء الخافت على آفة أو ظاهرة أو معضلة لا تهم الأسماء ولا تهم العناوين بقدر ما يهم حجم وضعية صارت تؤرق شاباتنا وشبابنا ألا وهي التيهان الإلكتروني -إن صح القول- وما يخلفه من ضحايا هنا وهناك وهنالك. فمن الحقيقة إلى الوهم انتقلنا بسرعة الضوء!، ومن الواقع إلى الافتراض سرنا راكضين! رحلة صيد قذرة انتهجها ذئاب بشريون كما نظنهم. في عالم الافتراض ومواقع التواصل اللاجتماعي البعيد بعد الخيال عن الحقيقة عن المجتمع الأقرب إلى الإسطبل، ذئاب ماكرة تترصد كل نطيحة ومتردية ونعاج بليدة تحوم حول الحمى، تظن أن كل ما هو أخضر حشيشاً، إن لم تنعم بالأكل منه تمد ساقيها على نعومته!

 

فمنذ ظهور ذلك الموقع الأزرق المخادع (وجه الكتاب! أو كما يطلق عليه facebook) وأي وجه وأي كتابٍ هو؟، ذو واجهة بريئة وقبيح العمق والدهاليز!؟، فمنذ ظهور هذا الموقع ونحن نقرأ ضمن فصوله وصفحاته ما لا يدعوٱ للشك والريبة أن الإنسان العربي "المسلم!" قد اهتز كيان سويته واتزانة وانزلق في وادٍ سحيق من الغباء واللامسؤولية والسذاجة والسماجة، آخذا معه كل القيم والأخلاق إلى أبعد نقطة في قاع الزندقة والسفور واللانسانية!

 

ألهذا الحد غابت عنا شمس القيم والدين والأخلاق في يومياتنا وتفاصيل حركاتنا؟ • أهكذا صار الشرف لهوا ولعبا؟، وأضحى التعفف زهوا!؟ • أوهكذا زادت الأمة الإسلامية انهزاما بعد انهزام ما تبقى من شبابها؟

"فتاة" في عمر الزهور لو نظرت لوجه القمر احمرت وجنتاه خجلا من حسن جمالها وبهائها مناديا أياها في الظلمات أن أصعدي مكاني ومكانك أنا أكون على الأرض، أدب، وعلمٌ، وحسن خلق! وتتورط ويصبح لها زوجُ افتراضٍ يأمرها وينهيها بكبسة زر أو بنقرة هاتف ويأخذ ما يشاء منها ولا يعطي شيئا إلا عهود جوفاء بالية كاذبة، زوجٌ بلا مهر وبلا صداق وبلا ولي وبلا سقف سكن، فسكنها الخيالي غُرفات الدردشات والدروشات والوشوشات، المزينة بالجادوغات والجمجمات وما يقال وما لا يقال، وتطير هيبة الأب وبركاته وغزة الشقيق والأخ وغيرته على عرضه وعنفوانه، ويصير ذلك الوهم المستحيل أقصى الأماني وأغلى المُنا.

 

و"فتىً" ماكرٍ خبيث مخنث رعديد، معدد الصديقات -الزيجات- الافتراضيات التائهات الهاربات هروب الظبا من أسود الواقع أو هكذا يتصورن، يتزوجهن بموافقة موقع (مارك زوكربيرغ) -الاستخبراتي الخطير- فيكفيه أن يوافق على طلب فريسته الشريدة في عالم لا يرحم العاقل فيه والحليم، فكيف سيرحم من ظنت أنها وجدت الملاذ والمأوى. فتطير المسكينة فرحا وسعادة من الغباء والبلادة، وتصبح أصوات المرفقعات الإلكترونية من هاتفها الوردي أجمل من مدينة دبي الإماراتية الغربية قبل أن تكون عربية إسلامية. يوم رأس السنة الميلادية المسيحية من كل عام!، ابتهاجاً وطربا.

 

أويستمر ذلك الأمر دهرا وزمنا! لا وكلا !! فتبرد تلك النزوات وتتبخر تلك الأحلام التي رسمتها، فتصير جارية إلكترونية مبتذلة، لا قدر لها ولا قيمة لها في ميزان الحرائر!. وهكذا يستطيع الخيال أن يطلقها طلاق البهائم (والبهيمة لا يترك أنثاه إلا ميتة أو ميتاً). وأيضا، وينفصل عنها انفصالاً افتراضيا بائيا لا رجعة بعده – ببلوكة افتراضية الكترونية سمجة- خاطفة، المتوفرة أكثر من حبر محبرة المأذون في أجبر دولة إسلامية أو محبرة قس لأعظم كاتدرائية مسيحية تاريخية وأكثر من أختام رئيس حالة مدنية، ليبحث عن فريسة شريدة أخرى فارة من أسد غيره ليلتهمها. وهكذا لتعود تلك السابقة إلى واقعها خرابا قاع صفصفا محطمة الروح منكسرة القلب والخاطر، تعود إلى واقع بشع لا يقل بشاعة عما كانت عليه علها تجد من يواري سوءاتها، ولكن ومع ذلك الواقع بكل مساوئه سيبقى أأمن وأحفظ للكرامة ولماء الوجه مهما تكدر صفوه.

  undefined

 

تساؤلات وجب البحث عن إجاباتها وملابساتها:

• ألهذا الحد غابت عنا شمس القيم والدين والأخلاق في يومياتنا وتفاصيل حركاتنا؟

• أهكذا صار الشرف لهوا ولعبا؟، وأضحى التعفف زهوا!؟

• أوهكذا زادت الأمة الإسلامية انهزاما بعد انهزام ما تبقى من شبابها؟

• وكيف هوت بنا الدنيا إلى أبعد أعماق مستنقعاتها، فصرنا نرى من يحسب على النخب ويحسب على المثقف أكثر تدهورا وانحدار في ذي شح في المعرفة!؟

 

• أم أن لمعارفنا الهجينة التي لقحت أدمغتنا بها الأثر الكبير والأكبر على شريحة لا بأس بها من شبابنا!؟

• أم أن كل شيء صار مؤسس على اللاَّجِد وعلى اللاَّحرص وعلى اللاَّمسؤولية، وبنينا علاقاتنا كلها على ضربات الحظ الخاطفة، ومبدأنا (إن أتت أتت وإن لم تأت) لنعيد الكرة بأسلوب وضيع ولكن باختلاف السبل والأدوات!؟

في الأخير نسأل الله العظيم أن يستر بناتنا وبنات المسلمين، وأن يجعلنا درعاً وحصنا لمن لقانا القدر بهن! ونستغفرك اللهم ونتوب إليك.

  

تولانا الله برحمته

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

إعلان