شعار قسم مدونات

ما هي الشخصية العامة اليوم؟

مدونات - سيلفي

تتفشى المقاطع بين الجماهير، وفيها تظهر وجوه من داخل سيارات أو من مكاتب أو غرف الجلوس؛ أو حتى من مساحات محظورة في النطاق المنزلي يستثير بها المتحدثون والمتحدثات شغف التلصص الجماهيري على خصوصياتهم.
 
أصبحت مواصفات السيارات الخاصة وتفاصيل الغرف المنزلية التي تعود لقائمة متطاولة من هؤلاء المتحدثين مألوفة تماما للجمهور؛ الذي اعتادها وصار ضيفا افتراضيا عليها. إنهم مشاهير الزمن الجديد الذين يفتحون مساحات من عوالمهم الخاصة لعموم الناس، وبعض هذه الوجوه لم تتأهّل لهذا الدور إلا من خلال مقاطع وصور وإطلالات شبكية حملتهم إلى مصاف الشهرة الواسعة والتأثير الفائق، رغم أنّ بعضهم ما زال في سن المدرسة.

 

زمن الاقتراب من الوجوه

كانت سبيل التواصل الجماهيري حتى خواتيم القرن العشرين تمرّ من خلال وسائل الإعلام، ثم حاز الفرد فرصة الاستقلال بالمخاطبة الجماهيرية عن الصناعة الإعلامية التقليدية؛ بامتلاكه قدرات البثّ عبر الشبكات والتطبيقات؛ دون اشتراط العبور عبر وسيلة إعلام تقليدية.
   

أتاحت تطوّرات التشبيك وتطبيقات الأجهزة الذكية اقترابَ الإنسان من الوسيط التقني الذي يحمله؛ واقترابه من الوقائع التي يشاهدها؛ واقترابه من الوجوه التي تظهر في الصُّوَر والمقاطع، واقتحامه بيئاتها ومعايشته بعض تفاصيلها وتعرّفه على تفضيلات أفرادها. أدى هذا الاقتراب إلى تضخيم الوعي ببعض الوقائع والتفاصيل والوجوه التي لم تملك وسائل الإعلام من قبل ترف الالتفات إليها وسط الزحام، فأدخل هذا التطوّر الجمهورَ إلى "عالم الفرد" الذي يمارس الالتقاط والبثّ على طريقته، ويغدو مع الوقت مألوفا للجمهور وقد يُعدّ من المشاهير بالتالي دون اعتبار للسنّ في هذه الحالة.
 

استحال أطفال وصبية إلى وجوه معروفة عبر ضربة شبكية واحدة حملتهم إلى النجومية، عندما اختطف مقطع عفوي أو محبوك لهم اهتمام الجمهور من حيث لم يحتسبوا

تطبّع الإدراك الجماهيري مع حالة الإمساك الفردي بالأجهزة الذكية والظهور في صور ومقاطع وبث شبكي مباشر. ولا يقتصر منحى الاقتراب التصويري هذا على اختزال المسافة وحدها بين المصوِّر (بكسر الواو المشددة) والمصوَّر (بفتحها) وهما قد يكونان شخصا واحدا في الالتقاطات الذاتية؛ بل يتعدّاه إلى منحى "اختزال التكلّف" في المشهد أيضاً الذي يُرجَى أن يبدو من صميم الواقع، حتى بات المشهد مستساغا ولو جاء مهزوزا أو مضطربا. ومن متلازمات الحالة المستجدة أنها ضغطت على الوعي الملبّد بالحُجُب والحواجز والمسافات، وحرّضت الجمهور على النفور مما يراه تكلّفا في الهيئة والتصرف وطرائق الحديث؛ وقد يُعدّ بعض هذا التكلّف من الفوقية والاستعلاء والتنافر مع الواقع.

 
لم يلحظ بعضهم، مثلا، أنّ المقاطع المهزوزة والمضطربة تجتذب اهتماما أعلى أحيانا لدى الجمهور من المقاطع النقية؛ لأنّ الأولى تبدو مباشرة من ميدان الحدث دون وسيط معالجة يباشر الاجتزاء والتحوير عبر التركيب (المونتاج). وفي الأحداث الداهمة مثلا تتفوّق المقاطع المرتجفة على التصوير النظامي الرصين الذي يعجز مراسلوه غالبا عن الوجود في لحظة الحدث وتوثيقه كما هو، فتضطر الشاشات إلى اللحاق بما سبقت إليه كاميرا هاتف محمول، وقد تزداد قيمته الإعلامية إن جسّدت ارتجاجات المشهد حالة هلع تملّكت حامل الجهاز.

 
يصعد الفرد في سياق هذا التحوّل الجوهري ويسجٍّل حضوره المستقل، ضمن حالة تنتزع اعترافا متزايدا بها من محطات التلفزة ذاتها؛ التي تقوم بإدماج هذه المقاطع في نشراتها الإخبارية وبرامجها المتعددة.

 

خصوصيات مبثوثة على الملأ

مع منحى الاقتراب من الوجوه وتفاعلات المعايشة الجماهيرية المستجدة مع الفرد؛ ينزلق المجال الشخصي، أو الحيِّز الخاص، إلى نطاق الحيِّز العام، فيمنح الفردُ الجمهورَ الذي يواكبه عبر الشبكات والتطبيقات فرصة الاطلاع على أقدار من خصوصياته، من خلال التصوير والبث من داخل المنازل أو خلال بعض الأعمال والانشغالات اليومية. ومع ارتفاع مؤشرات المتابعة والمواكبة يُحاكي الفرد في تواصله هذا نمطَ الشخصية العامة، أو يغدو شخصيةً عامةً بالفعل من خلال حضوره الشبكي النشِط ووفرة المتابعين الذين يحظى بهم. وقد استحال أطفال وصبية إلى وجوه معروفة عبر ضربة شبكية واحدة حملتهم إلى النجومية، عندما اختطف مقطع عفوي أو محبوك لهم اهتمام الجمهور من حيث لم يحتسبوا.

 
أما "المشاهير" التقليديون فيلجأ بعضُهم إلى هذه الخيارات لتعزيز حضورهم وتمكين الجمهور من استراق النظر إلى مساحات ذات خصوصية من المجال الشخصي لكل منهم، بما يتيح للناس ثقوبا للتلصص ونوافذ للفُرجة على نحو يلامس الشغف الجمعي بمعرفة كيفية عيش أحدهم أو تصرّفاته واهتماماته وتفضيلاته، ولهذا المنحى ما يكافئه لدى عموم الأفراد من مستعملي الشبكات والتطبيقات.

 

طريق الشهرة السريع

كان مألوفا أن يبحث الفرد عن مؤسسة أو جماعة في سعيه إلى "تحقيق ذاته"، فأصبحت "الذات" هذه مؤهلة أحيانا للتحقق بمعزل عن الجماعات وباستقلالية عن المؤسسات، ولعلّ الأنساق الجماعية النظامية باتت عبئاً على بزوغ الفرد الذي أمسى بقدراته التواصلية يحاكي قدرات جماعة بحيالها في هذا الشأن. لا يعجز الفرد النشط شبكيا اليوم عن إطلاق شعارات، وحيازة وسائط إعلام ذاتية عبر منابر شبكية وتطبيقات ذكية، وكسب الجمهرة والتأييد الجارفين أحيانا، وشنّ الهجمات اللاذعة على المؤسسات والجماعات أيضا، وربما التنصّل مع مجتمعه وازدراء ثقافته، مع المراهنة على كسب تمجيد أن يبدو "مختلفا".

  undefined

 

وإذ تعين المؤسسات والجماعات الملتحقين بها على طريق "تحقيق الذات"، تقليدياً، مقابل التزامات وتكليفات بما فيها الانصياع المؤسسي والانضباط التنظيمي؛ فإنّ الفرد يستشعر اليوم فرصته في انتزاع المغنم والتحرر من المغرم إن استقلّ بدربه عن النسَق الجمعي وخرج على قومه من الشبكة.
صارت للشهرة طريق سريعة معبّدة، تمنح الفرد مقومات الحضور العام وإن لم يحتسب لذلك أحياناً. يكفي مقطع استثنائي غير مخطط له يلفت الانتباه حتى يُشتهر به أحدهم، فيندفع إلى تلبية شغف الجماهير بالمزيد من المقاطع عبر الشبكات المرئية. وما إن تغبطه الصناعة الإعلامية على ما تحقق له من ذيوع؛ حتى تحاول بعض وسائلها اجتذابه إليها في استضافات أو حتى لتقديم برامج نظامية بالكيفية ذاتها التي بزغ فيه نجمه. وصار نجوم الزمن الشبكي محطّ اهتمام "القوى الناعمة" في سعيها لاستمالتهم واستغلال حضورهم الفائق، أو "القوى الخشنة" في حرصها على ترهيبهم وتحييدهم وربما ابتزازهم لاستعمالهم لمراميها أو إسكاتهم وحجبهم.

 

ماذا بقي من العامة والخاصة؟

هزّت هذه التطوّرات المتسارعة مفاهيم فضفاضة مثل "العامة" و"الخاصة" ما زال يتشبث بتلابيبها العالقون في قرن مضى. تقوم الرواية التقليدية على أنّ للمجتمعات صَفوتُها ونُخَبها، أو مَن كان يُطلق عليهم أحياناً "الخاصة"، وتقابلهم "العامة"، أي عموم الجمهور من غير النخب والصفوة. وقد ظلّ الاقتدار على التداول في الشأن العام من سمات "الخاصة"، أمّا "العامة"؛ فكان ما يُتوقّع منهم لا يتعدّى الانشغال بما دون ذلك من اهتمامات، فعليهم الاكتفاء بالمتابعة والفرجة، والتلقّف والاتِّباع، أو التأييد والرفض. وقد التصقت بهؤلاء "العامة" أوصافٌ ونعوت تُعبِّر بعض النخب من خلالها عن نبرة فوقية نحوهم أو نزعة استعلاء وازدراء مقيتة أحيانا، من قبيل "الرعاع" و"الدّهماء"، ونحو ذلك.

 

بعد أن كان استعمالُ الأجهزة يتطلّب انتقاله إليها حيث هي؛ باتت هي بذاتها متنقلة معه ولا تكاد تفارقه، فاتخذها الإنسان وسيطا لتحقيق معايشة افتراضية

وحتى تسعينيات القرن العشرين ظلّ الظهور الإعلامي والبروز المجتمعي، مثلاً، حكراً على بعض النخب إلى حد كبير، فوسائل الإعلام والهيئات الرسمية ومؤسسات المجتمع تولّت انتقاء من يظهر فيها من "الوجوه المعروفة" وأحيانا ضمن تواطؤات سلطوية ومجتمعية، خاصة مع النطاق الاستيعابي المحدود للظهور وقتها. ثم تطوّرت مقوِّمات الظهور الذاتي للأفراد عبر الشبكات والتطبيقات، كما اتسعت المنابر الإعلامية وتعدّدت أضعافاً مضاعفة بمتوالية هندسية؛ فتزايد الطلب على الظهور المرئي لتعبئة المحتوى التلفزي والإعلامي، فأفضى الموقف إلى حالة من التداخل والتماهي بين "العامة" و"الخاصة"، ولم يعد الحديث في الشأن العام حكراً على فئة دون أخرى، مع تبايُنات جمّة في جودة الفحوى ومنطقية المضمون وفرص الظهور.

أحدث هذا التحوّل إرباكا لمصطلحات تقليدية رائجة مثل "العامة" أو "العوام"، و"الخاصة" أو "النخب"، أخذا بعين الاعتبار ما طرأ من تبدّلات نوعية في الاجتماع الإنساني انساحت فيها العلوم والمعارف وفرص التأثير من الأروقة إلى الفضاءات المجتمعية العابرة للجغرافيا، وإن لم يُلازم هذا الحضور انضباطٌ منهجي.

 

وفي الشأنِ العلمي، مثلاً، تطوّرت حالة "ما بعد العلم" التي تقوم على تناول شؤون علمية خارج تقاليد التناول العلمي ودون التقيّد بضوابط منهجية، كما تشكلت حالة "ما بعد الحقيقة"؛ باعتماد كثير من المداولات الشائعة بين الجماهير على اجتزاء المعلومات من سياقها وتزييف الحقائق وتضليل الجمهور أو حتى استلاب الوعي الجمعي فضلا عن الأخبار الملفقة، وهي حالة تنخرط فيها النخب التقليدية أيضا.

 

المعايشة اللحظية والانفعالية

مكّنت تطوّراتُ التشبيك وتطبيقاتُ التواصلِ الإنسانَ من التعبير العلني عن لحظته والإفصاح الجماهيري عن انفعالاته، فهو يسجِّل حضورَه في الوسط الشبكي وتطبيقات الأجهزة، وبعد أن كان استعمالُ الأجهزة يتطلّب انتقاله إليها حيث هي؛ باتت هي بذاتها متنقلة معه ولا تكاد تفارقه، فاتخذها الإنسان وسيطا لتحقيق معايشة افتراضية، وأداة لبثّ انفعالاته ومباشرة البوْح الجماهيري المستمرّ عبر شبكات وتطبيقات مفتوحة له على مدار الساعة.
 
تطوّرت مع هذه الحالة تجربة غير مسبوقة تاريخيا من المعايشة اللحظية، وما يراكم مفعولَها أنّ البيانات التقنية المصاحبة لها تشي بتفاصيل زائدة عن وضعية الفَرد ومدى حضوره أو تغيّبه مثلا، فقد يكون الآن "على الخط" أو "متغيِّباً" منذ دقيقة محددة مثلا.

   undefined

 

ليست الأجهزة المحمولة وسيطَ اتصال تقليديا، ولا هي هاتفٌ للتحادث وحسب؛ بل هي فوق ذلك نافذة تفاعلية يُطِلّ من خلالها الفرد على أوساط مجتمعية شتى، أو على مجتمعات موازية لما يُرى فوق السطح التقليدي فينخرط فيها بحالات انفعالية تلائم كلا من هذه المجتمعات غير المرئية، بينما تُطلّ هذه الأوساط والمجتمعات من جانبها على الفرد من خلال حضوره هذا. بات الفردُ مع هذا التطوّر الذي لا يسع إنسان القرن الماضي تصوّر تفاعلاته المذهلة؛ متاحاً للتواصل آناء الليل وأطراف النهار، بما أزاح جانباً بعض تقاليد التواصل السابقة وطقوسَه وأدبيّاته، حتى أنّ بعضهم يخوض البث المباشر المصور وهو يتثاءب من فرط النعاس، ويواصل تمكين جماهير تتابعه عبر القارات من معايشة لحظاته المخصوصة هذه، وقد يفيق بعد ساعات ليطلّ بكلمة "صباح الخير" على المشاهدين الذين عايشوا تقلّبه ذات اليمين وذات الشمال خلال موتته الصغرى بالكامل!
 
تتضخم الحالة بشواهدها المتعددة وخبراتها المستجدة، ومن مفارقات هذه المعايشة غير المسبوقة؛ أنها أتاحت لأعداد متزايدة من البشر مواكبةً تواصلية أعلى وأنشط وأكثر اتساعاً من أي وقت مضى؛ لكنها تحرِّض البشر أنفسهم على الزهد في التواصل المباشر أحياناً؛ والاكتفاء بهذه الوسائط للقيام بواجبات اجتماعية تقليدية بدلاً من النهوض بها بصفة حيّة مباشِرة، وهو ما يضغط على الأواصر الأسرية التي تواجه تحديات غير مسبوقة بافتراق المجتمعين تحت سقف واحد إلى عوالمهم الخاصة مع أجهزتهم التي يخفضون لها الرؤوس.
 
وإذ تُتيح حالة المعايشة اللّحظية التعبيرَ عن الانفعالات، وعن الرغبات والنزوات، وعن نوْبات السرور والغضب أيضا؛ فإنها تضغط على العلاقات الاجتماعية والأواصر التقليدية إن لم تكن قد تهيّأت لهذا التحوّل الجارف.
 

"الحياة مملة الآن!"

تكتسب المواكبة اللحظية والانفعالية حساسية خاصة لدى فئات الفتوّة والشباب المبكر، ففي هذا السنّ الذي يمتاز بالانفعالات المتذبذبة بوتائر حادة نسبياً؛ يجري التعبير عن ذلك عبر الشبكات وتطبيقات التواصل أيضا؛ وبعواقب وخيمة أحيانا.

    undefined

 

من تعبيرات هذه الحالة ما اعتادته أجيال الحاضر من إفصاحات علنية عن المشاعر الآنيّة، من قبيل: "أشعر بالألم!"، "أشعر بالجوع!"، "كم أنّ الحياة مملّة الآن!"، "أتناول وجبة شهية الآن، شاركوني!"، "لا أستطيع النوم، ماذا أفعل؟!". قد تأتي هذه التعبيرات الانفعالية مشفوعة بصُوَر يتمّ التقاطها من صميم الحياة اليومية أو من أروقة منزلية خاصة. كما تفاعلت هذه الحالة عند بعضهم بالتقاط صور ومشاهد ذات خصوصية عالية، وربما القيام بالبث المباشر من أحواض الاستحمام مثلاً أو من غرف تبديل الملابس، مع اتجاه متفاقم لانتهاك الحياء و"الأعراف" التي تبدّلت جذرياً تحت وطأة التحوّل العابر للأمم والمجتمعات.

 

ومن صميم المعايشة اللحظية والانفعالية تصعد ظواهر جسيمة؛ من قبيل الانتحار عبر الشبكة، أو اقتراف جرائم وأعمال قتل واعتداءات؛ مع تمكين الجمهور من تتبّع الفعل الجسيم ومواكبة أنفاس الفاعل الذي يتطلّع إلى حصد مؤشرات أعلى من المتابعات والمشاهدات لما يرتكبه؛ مهما كان الثمن.
 
لم يعد مفاجئا أن يحاول أحد الفتيان اختطاف الأنظار إليه بالإقدام على تصرفات صادمة عبر موقع "سناب تشات" للمقاطع القصيرة مثلاً، من قبيل التظاهر بمحاولة الانتحار لحصد أعلى قدر من المتابعات، أو أن تقوم فتاة عربية بتحويل مسألة ستر شعرها إلى قضية عامة عبر اتخاذ قرارها الشخصي بالسفور ونزع قطعة القماش مثلا عبر إطلالة مرئية مؤثرة تحصد متابعات سخية وتثير جدلا واسعا بالتالي، وقد يقع تتويجه بوَسم (هاشتاغ) خاص بهذا "الحدث" الذي سيشغل الدنيا والناس.

 

تتسارع دورة التحولات من تحت الأقدام، وقد تستبق التوقعات أحيانا، فترسم مشهد الزمن الجديد الذي لم يعترف به المتشبِّثون بعالَم يتخيّلونه.. كما عايشوه في زمن مضى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.