"اغتيال النائب العام هشام بركات بجانب محل إقامته عن طريق بعض الإرهابيين"
"الاعتداء على المستشار هشام جنينه المكافح الأول للفساد خلال عودته من المحكمة للطعن على قرار إقالته"
"البورصة تحقق ارتفاعا مؤقتا بعد خسارة لستة أشهر متتابعة"
لا شك أن الإحساس الوطني لدى أغلبية الشعب المصري قد سجل انخفاضا متسارعا خلال السنوات القلائل الماضية، يمكننا قياس ذلك عن طريق الاستبيان حول رغبة الأحباب والأصدقاء بالهجرة، أما البعض الآخر فإنه يحاول الحفاظ على ما تبقى من وطنيته، يرجع ذلك إما لتدني مصر على المستوى الاقتصادي أو للظواهر البيروقراطية المصاحبة لذلك التدني ولكني لا أهدف في ذلك المقال إلى مناقشة الحس الوطني المصري أو حتى إلى كيفية إثراء مثل ذلك الحس الوطني.
خلال قرائتك لهذه السطور أريدك أن تتذكر شعورك خلال استماعك للأخبار السابقة لأول مرة؛ الحزن؟ الغضب؟ الفرح؟ مزيج بين هذا وذاك؟ بماذا قمت بالتعليق على الحدث؟ أيدته أو عارضته أو اكتفيت بالصمت وتجاهلته؟ قمت بمشاركة منشور ذي لهجة حادة يهاجم الإرهاب ويلقي بالاتهام على تهاون الحكومة أو الإخوان أو حتى على العملاء الأميركان والأصابع الخارجية؟

قد يحزن أحمد ومحمد على مقتل صديقهم المسيحي في هذا التفجير أو ذاك، ولكن أحمد معارض للسلطة يحمل الحكومة تهمة التواطؤ مع الإرهاب ويتهكم على خطابات السيسي التي وعد فيها بالقضاء على الإرهاب أو حتى أعلن فيها نهايته. أما محمد فهو سيساوي أصيل يهاجم الإخوان ويلقي باللوم كله عليهم في وفاة صديقهم البريء. المشترك بين أحمد ومحمد أن كليهما حزين وأن لكل منهما موقفا سياسيا واضحا ولكن مشكلتهما الوحيدة هي تسخير الأحداث السياسية لخدمة رؤيتهما بعيدا عن حيثيات الموقف نفسه.
من الطبيعي جدا أن تدافع عن رؤيتك السياسية وموقفك السياسي، ولكن لابد أن تتأكد أولا من صحة الهجوم لكي يصح الدفاع. لو عندك ما يثبت تفاهة مشروع قناة السويس وكونه مصدرا لتضييع الأموال فلا مانع إطلاقا من مهاجمتها، ولكن إذا صرت تبني تحليلاتك السياسية بناء على موقك الثابت الذي لا يتغير؛ فسوف تقع في تلك الخطيئة.