الناس أنواع، فالرجال أنواع والنساء أنواع، لن تستطيع الحكم على أن كل الرجال كبعضهم ولا كل النساء كبعضهن، فلكل فرد في المجتمع حياته الخاصة التي عاشها، كلّ على حسب ظروفه وبيئته ووسطه الذي تربى فيه ولكلّ خلفياته للحياة. ولكلّ أفكاره الخاصة به وطريقة تحليل معينة فلا يجب الحكم أن كل أفراد المجتمع كبعضهم. فمثلاً في موضوع اتخاذ القرارات، في الرجال يختلف رجل عن آخر في كيفية اتخاذ قراراته كما في النساء، تجد رجلاً مقداماً على اتخاذ قراراته بسرعة دون دراسة ممحصة لما اختاره، فأحياناً يُصيب وأحياناً كثيرة يُخطأ.
كما تجد من يمحص ويبلور الأمور جيداً على مهل ثم يقرر بعد ذلك، وهناك من يفضل المشورة ويعتمد على آراء المحيطين به ثم يستمع لنفسه بعدها يقرر.. لا نستطيع أن نقول أن هذا أفضل من الآخر، لأن كل إنسان له وضعه الخاص الذي يعيشه، فكبير العائلة ليس كصغيرها والمسؤول ليس كالمتلقي إلى غير ذلك. نفس الأمر فيما يخص المرأة، هناك من النساء من تكون قوية في اتخاذ قراراتها على مهل وبعد تفكير معمق دونما اللجوء لأحد، وهناك من تتشاور وتفضل التدقيق في الأمور مع أقرب الناس إليها وقد تفوض اتخاذ القرارات لمن ترى أن لهم أحقية مشاركتهم حياتها لها كوالدها أو والدتها أو زوجها أو من يكبرها من إخوتها.
وهناك من النساء من تفضل ألا تُتعب نفسها ولا عقلها أبداً، فتفوض كل أمورها لوليها. كذلك لا نستطيع أن نُفضّل امرأة عن امرأة في هذه الحال، فالمرأة المستقلة ليست كغيرها والكبرى ليست كالصغرى إلى غير ذلك. لاحظت كذلك في موضوع الارتباط والعلاقة بين الرجل والمرأة، أن الرجل لا يفهم المرأة والمرأة لا تفهم الرجل، ليست قاعدة أساسية ومطلقة بل نسبية، وتختلف النسب وتتفاوت على حسب درجة الوعي لكليهما. هناك من النساء من تفضل أن يكون الرجل مُبادراً في كل شيء حتى تُحس بالأمان تجاهه، فتحس أنه الرجل الذي يجب أن تعتمد عليه، الرجل الذي يحسسها بقوته ورجولته في اتخاذ القرارات لتتأكد أنها ستحتمي بقوته.
فلنعش حياة نبوية كما عاش رسول الله عليه الصلاة والسلام مع زوجاته مُشاركاً ومُتقاسماً كل حياته معهن رضي الله عنهن جميعاً، ويبقى الرجل رجلاً، وتبقى المرأة امرأة. |
الرجل الذي لا يملك رؤية جيدة للنساء لن يفهم هذه المرأة فقد يحللها تحليلاً خاطئا، من يفهم هذه المرأة ويفضلها هو الرجل الذي يعشق التملك، ولكن المشكل أن هذه المرأة تعشق الاستقلالية إلا أن رغبتها في رجل يحسسها بقوته تجعلها قد لا تُحسن الاختيار.. هنا ارجع وأقول أن كل فرد منهما له تفكير على حسب ظروفه التي عاشها ويتحكم في اختياراته مستوى دقة تحليلاته للأمور. كما نجد نوعاً من النساء تُحب أن تكون مبادرة في بعض الأمور لتحسس الرجل بمدى قوتها وأنه بإمكانه الاعتماد عليها، ولكنها لا تفضل أن تكون دوماً هي المبادرة، بل تفضل أن تكون لها المشاركة في اتخاذ القرارات الهامة مع الرجل لتتأكد أن هذا الرجل بإمكانها أن تتقاسم معه كل شيء.
ولكن حين يكون الأمر أكبر من مستوى تفكيرها، فهي تترك الأمر كله للرجل لأنها تعلم أن الرجل يفوق عقله عقل المرأة في أمور حياتية عدة، ولكنها تعلم أن للمرأة صفات لا يستطيعها الرجل. هي امرأة مستقلة ولكنها في نفس الوقت تعلم أنها تحت حماية رجل قوي تحتمي بجناحه، هذه المرأة قد تعاني من كيفية اختيار الزوج المناسب لأن الرجل كثير الاحتكاك بالنساء وقليل البديهة ومكثر التحليل، قد يخطأ في فهم هذا النوع من النساء. ممكن أن يفهمها ذاك الرجل الذي يعشق العمل الجماعي، تجده يحب مشاركة كل أمر في حياته مع الطرف الآخر، وأرجع وأعود لأقول كل فرد له من الصفات لما عايشه من ظروف وصقل لشخصيته.
كذلك نصادف تلك المرأة الخاضعة لكل ما يأمر به الرجل وتفضل أن يتخذ كل القرارات ولا تفضل أن تتعب نفسها في أي أمر، تحب أن تعيش أميرة على الرجل هو يقرر وينفذ وهي تعيش بسلام وكل ما تطلبه تجده حاضراً. هذا النوع من النساء لا تتعب أبداً وكثير من الرجال يفضلون هذا النوع من النساء لكي يحس أنه قوي وله السلطة على المرأة. هنا كذلك لا نستطيع الحكم فكل على حسب ظروفه التي عاشها.
وهناك نوع آخر من النساء تلك المتسلطة التي لا تتحمل أن يتدخل في حياتها كائن من يكون، هذه المرأة لا أظنها قد ترتبط من الأصل لأنها ترى أن كل الرجال أعداء، ولكن حين تصل لسن معينة وتكتشف مدى احتياجها لشريك حياة، تجد أن الآوان قد فات على حسب رأيها ولكنها لا تقرّ بذلك. هذا النوع من النساء لا يقترب منها إلا من كان لها نِداً، كذلك لكل واحد منهما ظروفه التي عاشها والتي كان لها الدور الكبير في تكوين شخصيتهما على هذا النحو.
في الأخير أقول على حسب رأيي أن من سينجح في حياته الزوجية هو الإنسان اللين القابل للتغيير، والتغير من السيء للحسن ومن الحسن إلى الأحسن سواء الرجل أو المرأة. فيكونا متقبلين لبعضهما البعض متشاركين في حياتهما وفي اتخاذ قراراتهما كجسد واحد. ومن يجد منهما أن الأحقية للطرف الآخر يُقدّر ذلك حق التقدير. فلنعش حياة نبوية كما عاش رسول الله عليه الصلاة والسلام مع زوجاته مُشاركاً ومُتقاسماً كل حياته معهن رضي الله عنهن جميعاً، ويبقى الرجل رجلاً، وتبقى المرأة امرأة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.