شعار قسم مدونات

ابحثوا عن أمثال نور الدين عند اختيار القادة

blogs نور الدين بركة

عند الحديث عن شخصية اسلامية تمثلت فيها الصفات الربانية التي وجب أن تكون في جميع قادة العمل الإسلامي المقاوم فلا بد من وقفات متعددة، نور الدين بركة تجلت فيه المعاني الحقيقية للشخصية المسلمة وقد جمع بين الورع والزهد والالتزام الديني وبين الجهاد والمقاومة بالبندقية حتى نال المراد وارتقى شهيداً ولا نزكي على الله أحداً.

لماذا نحتاج إلى أمثال نور بشخصيته الإسلامية الذي رسم خارطة طريق الحق؟ فالجواب هو في قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة أرسلها إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حيث كتب قائلاً ".. فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة… الخ".

نعم العدة والعتاد لها الدور الكبير في حسم المعركة لكن تقوى الله له الأثر الأكبر في تغيير المعادلات بين المسلمين والكفار، فالتقوى ومخافة الله وعدم اقتراف المعاصي هي الوسيلة الأولى التي لا بد من تمثلها في المقاتلين، لذلك وجب على قيادة العمل المقاوم البحث بين الصفوف بل بين الصخور عن أصحاب الرأي والدين. نور الدين بركة الرجل الذي لم يترك صلاة الفجر في جماعة منذ بلغ الحُلم هو مثال يُحتذى به بين أبناء أمتنا الاسلامية، فأن تجمع بين أن تكون قائداً عسكرياً شجاعاً وبين الالتزام بالطاعات والعبادات ولا تتأخر عنها فهذا لا يمكن أن يكون إلا في رجال استثنائيون وهو نموذج من النماذج الاسلامية التي لا بد أن نسعى أن يكون الجميع من أبناء المقاومة مثلهم بل ونربي أبناءنا ليكونوا مثل هؤلاء المقاتلين.

المقاتل الفلسطيني وتحديداً صاحب المرجعية الإسلامية يتم اختياره وفق معايير وضوابط مهمة، هذه المعايير يكون من أهمها الالتزام الديني ومن ثم يختبر في كثير من الصفات التي تتعلق بالثقة والصبر

عندما كانت القوة الخاصة تصول وتجول في المنطقة الشرقية لمدينة خانيونس تتنقل بين البيوت والمحال التجارية متخفية بالعمل الانساني الاغاثي دون أن يلتفت إليها أحد، طرقت الكثير من الأبواب قابلت الكثير من الشباب من أبناء التنظيمات ولربما دخلت بيوت القادة في المقاومة ولم يلحظ ذلك أحدا، وعندما اقتربوا من نور أو اقترب منهم رآهم نور الدين بنور الفجر ونور الله عز وجل وأبصرهم ليس بعينيه بل بقلبه فهو في كنف الله.

 

فقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ".. ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر بها ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها.. الخ"، هكذا هو نور الدين بركة الذي رأى بنور الله وسمع بسمع الله استطاع أن يرى ما لم يراه غيره من الموجودين في المنطقة. هذه الصفة لا يمكن أن تكون لقائد مقاومة عادي لم تكن صلاة الفجر في جماعة مبدأ ثابت في حياته يلتزم به لذلك كان لا بد أن يكشف تلك القوة الخاصة المتخفية والمتنكرة.

أين نجد أمثال نور الدين؟

المقاتل الفلسطيني وتحديداً صاحب المرجعية الإسلامية يتم اختياره وفق معايير وضوابط مهمة، هذه المعايير يكون من أهمها الالتزام الديني ومن ثم يختبر في كثير من الصفات التي تتعلق بالثقة والصبر والخلو من الشبهات الأمنية هذه جزء من المعايير التي يرتكز عليها حين يتم تجنيد المقاتلين، فهل تطبق تلك المعايير على جميع المقاتلين فهذا أمر ليس مطلق وربما يكون البعض تجاوز تلك المعايير.

فكما أسلفت يختار المقاتل أولاً لالتزامه الديني وهذا متعلق بالالتزام بالعبادات كالصلاة في جماعة وأهمها الفجر، وصيام النوافل، وقيام الليل وغيرها من العبادات، وهذه العبادات لا بد أن تكتمل بالمعاملات ومن أهمها المتعلقة بالأهل والأقارب كَبِر الوالدين واحترام الاخوة وزيارة الأرحام واحترام الجيران وغيرها من المعاملات التي تساهم في كون المقاتل مكتمل.

نور الدين القائد الحافظ لكتاب الله القارئ والحاصل على السند المتصل برسول الله صل الله عليه وسلم، نموذج خير لجيل عشق القتال دفاعاً عن أرضنا المقدسة، وهذا النموذج الذي لا بد أن يكون لهم اليد العليا، فكم من شبابنا أمثال نور الدين لكنهم لم يجدوا فرصتهم ليكونوا قادة وذلك بسبب بعض الضعفاء الذين لا يبحثوا إلا عن ذواتهم، كم من الكفاءات التي تم تهميشها لمواقفهم الجريئة التي لا تعجب البعض، كم من الطاقات أهدرت بسبب عدم تبعيتها لهذا القائد أو ذاك. نعم ابحثوا عن أمثال نور فهم كثيرون بين صفوفنا وستجدون نماذج مشرقة بالتزامها وعطائها ولكن تحتاج إلى من يدفع تجاها ليكونوا قادة نموذجيين فنموذج نور ليس الوحيد بل هو امتداد لعشرات القادة الربانيين الذين قضوا في سبيل دعوتهم ومنهم من ينتظر.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان