شعار قسم مدونات

لماذا الذهاب نحو تحريم لعبة (PUBG)؟

لعبة (PUBG)

لعبة أكشن هي قتال (41) ساعة متواصلة وهل تعتبر الهروب من الواقع إلى واقع خيالي افتراضي لممارسة فن القتال في المناطق المبنية؟ واللعبة خطفت الشباب بإرادتهم ليتحول مع مرور الوقت إلى نوع من الإدمان عليها.

تعريف مختصر للعبة:

اسمها لعبة ببجي الكامل هو (Player Unknown’s Battlegrounds) أو كما تعرف اختصاراً (PUBG) العربية غالباً ما تسمى (ببجي أو ببوجي أو باتل جراوند). وهي لعبة من نمط (Battle Royale) الذي بات مشهوراً للغاية اليوم. باختصار فاللعبة هي عبارة عن معارك متعددة يشارك فيها لاعبون مختلفون من مختلف أنحاء العالم عبر الإنترنت، وفي كل مباراة يهبط 100 لاعب إلى خريطة مملوءة بالأدوات والأسلحة المختلفة ومن ثم يقاتلون بعضهم البعض حتى يموت الجميع وينجو شخص واحد أو فريق واحد متكون (2-4).

ولعبة (PUBG) صنعت من قبل شركة كورية لمايكروسوفت ويندوز في آذار-2017م، ومنذ ذلك الحين بيع أكثر من (15000000) خمسة عشر مليون نسخة، وعدد اللاعبين تجاوز (2000000) مليونان لاعب، وأصبحت من أكثر الألعاب رواجاً وشهرةً، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وصارت في مقدمة التطبيقات التي يجري تحميلها في أكثر من 100 دولة في العالم.

مبدأ اللعبة باختصار، تختار منطقة للبدء منها، تجمع الأسلحة، تبقى داخل منطقة اللعب، تقتل الجميع، وتفوز أنت أو أنت وفريقك في النهاية. الفكرة بسيطة جداً وهناك العديد من التكتيكات التي يمكنك تطبيقها للفوز بحسب نمط لعبك المفضل. وكون المئة شخص كلّهم لاعبون حقيقيون موجودون في مكان ما يجعل الأمر أكثر متعة وتسلية، واتاحة امكانية المحادثة الصوتية داخل اللعبة يجعل الأمر أكثر مرحاً. خلال (15) دقيقة تقريباً تحوّلك من شابٍ يعيش حياة طبيعية إلى مقاتل في ساحة معركة ‏يناضل ليكمل ويقتل ليصمد، والرابح هو من يصمد حتى النهاية.

اللعبة تلامس الواقع تقريباً، لكونه يظهر المعالم والأسلحة والاعتدة وعجلات التنقل والقتال، لهذا نجد الشباب يندمجون مع اللعبة وينتقلون إلى هذا العالم الخيالي الافتراضي

ونلاحظ أن مبدأ اللعبة تعتمد على فن القتال والقتل والاستمتاع بها، والبحث عن الأسلحة والاعتدة وأدوات الإسعاف الطبية، ويجبرك على الهروب من عالمك الواقعي إلى عالم افتراضي خيالي خطير. ومن خلال سير اللعبة ينقلك إلى ساحة المعركة خلال دقائق قليلة تندمج مع اللعبة ويبدأ القتال والقتل والدفاع عن النفس في ساحة المعركة والقتال داخل الأبنية ومحاولة الصمود لأطول فترة ممكنة.

واللعبة تلامس الواقع تقريباً، لكونه يظهر المعالم والأسلحة والاعتدة وعجلات التنقل والقتال، لهذا نجد الشباب يندمجون مع اللعبة وينتقلون إلى هذا العالم الخيالي الافتراضي وينطون على أنفسهم من الجلوس في غرف منفردة بعيداً الأهل والأصدقاء لغرض مواكبة اللعبة فتراه منعزلاً عن المجتمع لساعات طويلة بعض الأحيان تصل إلى أكثر من (12) ساعة لعب متواصلة. ولأن اللعبة تعطي تفاصيل مفصل لمحتويات الأسلحة والاعتدة وأدوات الإسعاف الطبية التي يحاول استخدامها في اللعبة.

لعلنا نحاول البحث عن مخاطر للعبة على الشباب والمراهقين؟ فمن أهم المخاطر للعلبة على الشباب بصورة خاصة وعلى الأفراد بصورة عامة، اللعبة توهم الشباب أم الذي يلعبها بأن أسلوب العنف هي أفضل طريقة للدفاع عن النفس، وأن العنف هي الوسيلة المنشودة لوصول إلى الهدف، مع الغاء مبادئ كثيرة من فكره كالتفاهم واللين والود والحوار من مفهوم الشباب.

 

فترى الأغلبية يتحولن إلى شخص سيء المزاج عصبي، وكما يصبح منطوياً معزولا عن المجتمع، وتراهم يتفاعلون مع الأسلحة والاعتدة التي يعثرون عليها. فعند اللعب لساعات طويلة وهو المبدأ القائم عليه العبة، فهذا يؤثر على الطلبة وانخفاض مستواهم الدراسي، وكذلك بالنسبة للموظفين فلعباها يؤثر سلباً على إنتاجهم وأداءهم في العمل، وبهذا يصبح مدمناً على اللعبة، ويتحول اللاعب إلى محاكاة اللعبة في أرض الوقع وتشجيع نفسه على استخدام السلاح في الحياة الاجتماعية. بسبب الإدمان عليها.

وكما نلاحظ أن من أسباب العب بلعبة (PUBG) هو: أولاً التسلية والمرح ومن ثم يتحول إلى إدمان والهروب من أرض الواقع إلى عالم افتراضي. فهما كثرت النظريات والشروحات حول لعبة (PUBG) سيبقى الواقع المؤلم وهو: أن الجيل الحالي مهدد بالضياع من خلال محو الثقافة العامة فكرياً واجتماعياً وزرع ثقافة السلاح والعنف من القتال والقتل والاستمتاع بنشوة الانتصار. إذا لعبة (PUBG) بصور مختصرة سرقت وخطفت عقول الشباب والمراهقين وسيطرة على حياتهم الواقعية الشخصية؟ ليس هذا فقط بل ويستولي على قسم من أموالهم.

حوادث مستمرة

وهذا قسم من الحوادث على سبيل المثال لا الحصر: أعلنت مديرية شرطة سوران في أربيل، الجمعة، عن مقتل شاب أثناء محاولته تقليد لعبة (PUBG) مع أصدقائه في المحافظة. وأكد المتحدث باسم شرطة سوران الرائد سعدون نبي في بيان أن: (الشاب ا. ا.م) تعرض للقتل أثناء عودته من رحلة سياحية مع أربعة من أصدقائه"، مشيرا إلى أن ذلك جاء بعدما طلب الشاب من أصدقائه تقليد لعبة (PUBG) لكي يوثق الرحلة بفيديو، دون علمه بأن السلاح الذي كان يحمله أحدهم محشو بالرصاص، وفقا لقناة (K24) الكوردية.

وأفاد مصدر أمني في محافظة كركوك، في 29 تشرين الاول الماضي، بأن مدنيا قتل أثر شجار مسلح اندلع بين صديقين بسبب لعبة (PUBG) جنوبي المحافظة. وتحدثت تقارير صحفية في وقت سابق عن تأثير ألعاب الموبايل، وأبرزها لعبة (PUBG) التي وصلت ببعض الأزواج إلى ساحات إحدى محاكم بغداد طلبا للطلاق بسبب اللعبة. وتشير التقارير إلى أن الآثار السلبية للعبة تنعكس بشكل مباشر على العلاقات العاطفية وتتسبب بمشاكل كبيرة بين العشاق تؤدي إلى إنهاء العلاقات بشكل كامل، والفئة الأكبر التي تضررت هي بالتأكيد من الشباب. وسيبقى السؤال مطروحاً هل ستتحول اللعبة إلى آفة اجتماعية خطرة على مستقبل الشباب؟ وأخيراً بعد تسببها بحالات قتل وطلاق في العراق.. رجال الدين يحذّرون من مضار لعبة (PUBG).

وكشف الشيخ عبد الوهاب السامرائي، إمام وخطيب جامع أبي حنيفة النعمان، عن وجود مضار كبيرة بسبب لعبة (PUBG)، مؤكدًا أن المحاكم العراقية فيها عشرات حالات الطلاق والقتل بسبب تلك اللعبة. وقال خلال خطبة الجمعة: اذهبوا إلى المحاكم وشاهدوا السجلات التي فيها حالات طلاق وقتل بسبب لعبة (PUBG)، متسائلًا عن دور الرقابة الإلكترونية تجاه هذه اللعبة. وكما شدد إمام وخطيب جامع كوجينه في قضاء عقرة في إقليم كوردستان العراق (الدكتور ميكائيل الزيباري)، على مدى خطورة وتأثير اللعبة على الشباب والمراهقين وضرورة حظر اللعبة كما فعلت بعض الدول، لأنها تبث روح العنف والعدوان وكما تشجع على أعمال العنف في المجتمعات. وأيد الفتوى التي صدرت من قبل لجنة فتوى الإقليم حول تحريمها.

وكما قررت لجنة الفتوى في السليمانية، تحريم (لعبة PUBG)، التي يلعبها الملايين عبر العالم، وقال رئيس اللجنة عرفان رشيد في تصريح يوم 24 تشرين الاول 2018 إن اللجنة عقدت اجتماعا بشأن اتخاذ قرار من اللعبة بعد شكاوى رفعت بهذا الصدد، وأعلنت "تحريم" اللعبة بشكل مشروط. وعللت اللجنة قرارها، بأن اللعبة في حال مارسها موظف واثرت سلبا على خدمات المواطنين ستكون "حراما"، إذ ما مارسها طالب وأثرت على دراسته ستكون "حراما" أيضا. وأصدرت اللجنة العليا للإفتاء في الإقليم بتحريم لعبة (PUBG): وجاء في نص الفتوى: "لأنها تسبب الإدمان خاصة لدى الشباب".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان