شعار قسم مدونات

فلسطين.. لماذا لا نسلّم بأحقية اليهود فيها؟!

blogs القدس

الموضوع هو نقاش ديني وسياسي وتاريخي لإثبات حقنا في فلسطين وكذلك عودة كلٌ منا للهدف الذي وضع هذا المحور من أجله وابتعاداً منّا عن الأمور الخلافية التي تُضيع جهدنا وتشتته. فلسطين هي قلب الأمّة العربيّة النّابض على هذه الأرض التي يفوح منها عبق التّاريخ وأصالته حيث تتمتّع بمكانة كبيره بين دول العالم أجمع وخاصةً بين الدّول العربيّة فلها مكانة تاريخيّة ودينيّة وسياحيّة كبيرة تفتقر لها الكثير من الدّول الكبرى.

تقع دولة فلسطين في قلب العالم العربي فهي تقع في ملتقى قارّتي آسيا وأفريقيا يحدّها من الشّمال لبنان وسوريا ومن الجّنوب جمهوريّة مصر العربيّة ومن الشّرق دولة الأردن ومن الغرب البحر الأبيض المتوسّط كما أنّها تمتلك أرض ذات طبيعة متنوّعة ولكنّها تفتقر لمصدر غني بالمياه فنهر الأردن هو النّهر الوحيد الذي يزوّد الدّولة كلّها بالمياه كما أنّها يسود عليها مناخ اقليم البحر المتوسّط حار جاف في الصيف بارد ممطر في الشّتاء.

دلّت السجلات الرافدية والسورية الشمالية على أسماء المناطق الواقعة جنوب بلاد الشام، وذلك في الألف الثالثة قبل الميلاد، وكانت تعرف بلاد الشام كلياً في تلك الفترة باسم "أمورو" أو الأرض الغربية، أما فلسطين؛ فقد عرفت منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد بأرض كنعان ، كما دلت عليها المصادر المسمارية ورسائل تل العمارنة، وغالباً فإن أصل كلمة فلسطين هي "فلستيبا" التي وردت في السجلات الأشورية، إذ يذكر أحد الملوك الأشوريون سنة 800 قبل الميلاد أن قواته أخضعت "فلستو" وأجبرت أهلها على دفع الضرائب.

خلال انتفاضة الأقصى؛ قابل الشعب الفلسطيني إجراءات الاحتلال القمعية بمزيدٍ من الصمود والمقاومة؛ ما دفع بإسرائيل إلى الإعلان في شباط- فبراير 2004 عن نيتها الانسحاب بشكل أحادي من قطاع غزة

في القرن التاسع عشر بدأت الحركة الصهيونية بمساعيها لإنشاء وطن لليهود في فلسطين تحت دعاوى تاريخية باطلة، وعملت هذه الحركة على توجيه الطلائع اليهودية إلى فلسطين قادمةً من روسيا للاستيطان الزراعي فيها بين 1962 و1884م، وأنشأت العديد من المستوطنات بدعم من الأثرياء اليهود مثل البارون ليونيل روتشيلد. وبعد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عُقد بمدينة بازل السويسرية سنة 1897، بدأت الحركة الصهيونية محاولات السيطرة الفعلية على فلسطين بدلاً من الاستيطان البطيء من خلال تكثيف موجات المهاجرين اليهود إليها وإقامة مستوطنات جديدة لاستيعابهم.

في الفاتح من كانون ثاني يناير عام 1965 انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وذلك بهدف تحرير الوطن الفلسطيني. وفي 5 حزيران يونيو 1967 شنّت إسرائيل عدواناً على مصر والأردن وما تبقى من فلسطين، وكانت نتيجة هذا العدوان، أن سيطرت إسرائيل على كافة التراب الفلسطيني بعد أن احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر ومرتفعات الجولان السورية. وهُجّر عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنهم مرة أخرى.

نتيجةً لاتفاق أوسلو أقيمت أول سلطة وطنية على الأرض الفلسطينية كمرحلة تستمر خمسة أعوام تقام عقبها دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. إلا أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الاتفاقيات، وصعّدت من الاستيطان في الضفة الغربية، وعملت بوتيرةٍ متسارعةٍ على تهويد مدينة القدس؛ ما أدى إلى تفجّر الانتفاضة الثانية والتي عُرفت بانتفاضة الأقصى في 28 أيلول سبتمبر عام 2000، قتلت إسرائيل خلالها آلاف الفلسطينيين، وجرحت عشرات الآلاف، وزجت بآلاف أخرى داخل السجون، كما أعادت إسرائيل احتلالها للمدن التي كانت سلّمتها للسلطة ضمن اتفاق أوسلو، وقطّعت أوصال المناطق الجغرافية وحرمت الفلسطينيين من التنقل بحرية، وأقامت جدار الفصل العنصري الذي التهم آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين وخاصةً الزراعية منها وتلك التي تقع ضمن الأحواض المائية.

وخلال انتفاضة الأقصى؛ قابل الشعب الفلسطيني إجراءات الاحتلال القمعية بمزيدٍ من الصمود والمقاومة؛ ما دفع بإسرائيل إلى الإعلان في شباط- فبراير 2004 عن نيتها الانسحاب بشكل أحادي من قطاع غزة، وهو ما تم فعلاً في 15 آب- أغسطس من العام 2005، حيث فككت إسرائيل 21 مستوطنة مقامة في القطاع وأخلت قواتها منه، فيما بقيت تسيطر على حدوده براً وبحراً وجواً. ستبقى فلسطين هي فلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف ولتسقط صفقة القرن المزعومة، سنواصل كفاحنا السلمي والمسلح حتى تحرير كل بقعة من أرض فلسطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.