منذ بداية تسريب المعلومات من جانب وسائل الإعلام التركية وتكرار نكران أن جمال خاشقجي من الجانب السعودي، لم أقم بكتابة أي تدوينة أو تغريدة بخصوص هذا الأمر لحين ما بدأ الأمر يتضح. حسب ما نسمع من تصريحات حول "التحقيقات" حسب قولهم وكيف تم قتل جمال خاشقجي في مبنى القنصلية في اسطنبول بسبب شجار بين الاثنين ومن الممكن أن يتملص الجاني من هذه القضية؛ كل هذا ذكرني بقضية حدثت في العراق بتاريخ 23/3/2014 قتل الصحفي محمد بديوي الشمري في بغداد من خلال مشاجرة حدثت بينه وبين ضابط بالحرس الرئاسي في المنطقة الرئاسية.
كان محمد حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الآداب قسم الإعلام / جامعة بغداد وعمل تدريسيا في جامعة المستنصرية وانضم إلى اذاعة العراق الحر التي تبث منذ العام 2003 وأصبح مديراً للتحرير الاذاعة في سنة 2006 وله كتابان (التعطش السياسي – تفصيل في مسألة المياه في العراق) و(تحولات الإسلام السياسي في العراق). الحادث حيث بسبب قيام الصحفي محمد بديوي الشمري بالمحاولة الدخول إلى مقر عمله الذي كان من ضمن المربع الرئاسي في منطقة الجادرية وسط بغداد حيث تضم هذه المنطقة القصر الرئاسي وكان حينها الرئيس جلال الطلباني يتلقى العلاج في ألمانيا بسبب جلطة دماغية، ويحتوي المربع الرئاسي أيضاً الكثير من مقرات الأحزاب والمنظمات الدولية وإذاعة العراق الحر كانت من ضمن هذا المربع الرئاسي حيث يتولى حماية هذا المربع الرئاسي فوج خاص بالحماية الرئاسية.
فكان الصحفي محمد يقف في طابور طويل للسيارات وكان ينتظر دوره في الدخول من خلال نقطة تفتيش خاصة بالدخول العجلات والتأكد من الأوراق الثبوتية للعجلة وبعدها كانت هناك سيارة مدنية قامت بضرب الطابور وحدثت خدش في سيارة الصحفي محمد بدوي حيث قام بالترجل من السيارة وكان هناك مشادة كلامية مع الضابط الذي أنهى حديثه بالضرب من الصحفي. وكانوا هناك أفراد من الحماية قد أجهزوا على الصحفي وقاموا بضربه أيضا.
متأكد أن موضوع مقتل خاشقجي سوف يغلق ويحل سياسياً وكأنما شيء لم يحدث وسوف يكون جمال أو غيره مجرد رقم أو مجرد ورقة تسقط من شجرة في فصل خريف |
حيث انتهى الشجار وقام الضابط بإخراج مسدسه وتوجيهه إلى رأس الصحفي محمد الشمري وقام برميه برصاصه في رأسه في وسط الشارع وبوضح النهار، حينها استغلت سياسياً هذه الحادثة حالها حال الكثير من الحوادث التي استغلت من قبل الحكومة المركز مع حكومة إقليم كردستان حيث تم القبض على الضابط وسجنه لكن حدث الكثير من الضجة وكان وقتها رئيس الوزراء يتوعد الجناة وقال بصريح العبارة "أنا ولي الدم، والدم بالدم" لم يكن يريد أن يكون التحقيقات بصورة رسمية وإنما جعلها مسألة سياسية بحته حيث الكل يعرف مدى المشاكل السياسية بين حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان.
ولا توجد معلومات واضحة حول مصير الضابط وهل تم سجنه أم لا، من خلال حيث كانت الكثير من القيادات في الأحزاب الكردية تناصر الضابط وتقول أنه مجرد شجار حدث والضابط كان في واجبه الذي يعطيه الضوء الأخضر في استخدام السلاح والكثير من التبريرات على قتل الصحفي، حيث يمر الصحفيين في العراق كل أنواع التصفية إن كانت عن طريق القتل المباشر أو الخطف وغيرها حيث سجلت منظمة لجنة حماية الصحفيين أن عدد الصحفيين العراقيين الذين قتلوا في العراق 111 بين سنة 2003 إلى 2018 ولا يوجد لحد هذه اللحظة جاني في قضايا الصحفيين الكثير من هذه القضايا تسجل ضد مجهول ويتحول التحقيق لأسباب سياسية.
كل هذا حدث ويحدث في أماكن مختلفة، الصحفي جمال الخاشقجي قتل في القنصلية في وضح النهار وأمام أنظار العالم ومر على قتله الكثير ولحد هذه اللحظة فقط اتهامات وتهديدات ولا نعرف الجاني ومن صاحب القرار بقتله وأين جثته ونرى الإعلام الذي يطبل مع الكل ولا يتقيد بأخلاقيات الصحافة فالإعلام والسياسية أصبحت وجهان لعملة واحدة، ما يقوله الأمير يقوله القطيع الإعلام السعودي الذي صمت دهرا ونطق شراً ولا يستطيع أن يلملم شتاته حيث نراه يقوم بالتهجم على بعض دول الخليج واتهامها أنهم كانوا وراء الحادث وفي بعض الأوقات يقوم بالتصفيق للملك الذي يعبدوه وحده لا شريك له، وأنا متأكد أن الموضوع سوف يغلق ويحل سياسياً وكأنما شيء لم يحدث وسوف يكون جمال أو غيره مجرد رقم أو مجرد ورقة تسقط من شجرة في فصل خريف.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.