شعار قسم مدونات

"طال عمره".. الرياضة لم تنفصل عن السياسة يوما ما

BLOGS تركي ال الشيخ

تتصدر أزمة تركي الشيخ -طال عمره- رئيس هيئة الرياضة السعودية، مع النادي الأهلي المصري المشهد الرياضي والسياسي في مصر منذ بداية الموسم الرياضي والدوري المصري هذا العام. وبلغت هذه الأزمة ذروتها في الأيام القليلة الماضية والتي هدد تركي الشيخ -طال عمره- بالانسحاب من الاستثمار في المجال الرياضي في مصر.

كانت بداية الأزمة عندما فشل تركي الشيخ -طال عمره- في التحكم في إدارة النادي الأهلي بعد أن دفع ملايين الجنيهات كي يدعم مشرح في انتخابات رئاسة مجلس النادي الأهلي. كان يظن أنه طالما دفع الملايين فلن يجد من يعترض على كلامه ولأعلي آرائه كما اعتاد أن يري ذلك من نوادي المملكة السعودية. وجد إدارة الأهلي لها تبعية لشخص آخر وأنه ما هو إلا شخص عادي وليس الحاكم الآمر الناهي في مجلس الإدارة. فاستشاط غضبا مثل الأطفال ولدينا في مصر مقولة مشهورة بين الأطفال إذا اعترض أحد على أسلوب اللعب، وبالأخص لو كان صاحب الكرة التي يلعب بها الأطفال، ففي أول اختلاف في الآراء يقول "مش لاعب". فوجدنا رد فعل تركي الشيخ -طال عمره- بعد هذا الاختلاف قال لإدارة النادي الأهلي "مش لاعب". وأصدر مكتبه في القاهرة بيان طويل عريض يسرد فيه كل الدعم المادي المقدم منه لمحمود الخطيب، بمبدأ الأطفال مرة ثانية عندما يقول الطفل صاحب الكرة "الكورة بتاعتي".

وبمبدأ الأطفال مرة أخري ذهب هو وملايينه واشتري أحد النوادي الصغيرة وكان معيار اختياره للنادي الجديد أنه نادي صغير "هزم" فريق النادي الأهلي، فوقع الاختيار علي نادي "الأسيوطي" وغير اسمه إلى نادي "بيراميدز". وبنفس المبدأ أيضا كان معيار اختياره للجهاز الفني وقناه بيراميدز هو كل من ينتمي للنادي الأهلي. فاختار مدرب الأهلي واختار بعض رموز النادي الأهلي ليكون الجهاز الفني للفريق الجديد.

بدأ الدوري العام المصري وبدأ تركي الشيخ -طال عمره- تدخله في اتحاد الكورة كي تتماشي مع متطلبات فريقه. مثلا طلب طاقم تحكيم أجنبي قبل مباراة فريقه مع فريق المقاولون العرب وخلال 12 ساعة فقط كان طاقم التحكيم الأجنبي موجود على أرض الملعب. في حين طلب الكثير من مدربي الفرق ورؤساء مجالس الفرق المصرية بنفس المطلب السنة السابقة ولكن قوبل بالرفض. وبسبب هذا قال مدرب نادي المقاولين أن هذا الدوري هو دوري "مرجان أحمد مرجان"، الشخصية الدرامية التي تشتري كل شيء بالمال، وقد صدق.

النادي الأهلي مثله مثل أي مؤسسة في مصر يملأها الفساد. ولكن يبدو أن تركي الشيخ لا يعرف أن النادي الأهلي هو جزء من السياسة في مصر

حتى جاءت مباراة الأهلي في دوري أبطال أفريقيا، والتي تكون المباريات فيها بالجمهور عكس مباريات الدوري المصري التي تُلعب بدون جمهور. قالت جماهير الأهلي بعض الألفاظ الخارجة في هتافات موجهه لتركي آل الشيخ -طال عمره-. فجاء رد الأطفال كما ذكرت سابقا "مش لاعب" وقرر الانسحاب من دعم (التدخل) في الرياضة المصرية.

وبمبدأ الأطفال أيضا قبل مباراة النادي الأهلي مع نادي النجمة اللبناني، أراد تركي الشيخ أن يرد الإساءة بالمثل وبدون تعديل ووجدنا مجموعة صغيرة من الشباب متجمهرة تحت مبني الفندق الذي يسكن فيه لاعبي النادي وأخدوا يسبوا اللاعبين والأهلي بنفس الألفاظ. والعجيب أن اللبنانيين كانوا يسبوا باللهجة المصرية، كأن الذي دفع لهم المال أعطاهم ورقة شتائم باللهجة المصرية. ولو كان هذا جمهور نادي النجمة فعلا كنا سنجد هذه الشتائم في المدرجات وليس في الشارع.

أنا لا أدافع علي النادي الأهلي، النادي الأهلي مثله مثل أي مؤسسة في مصر يملأها الفساد. ولكن يبدو أن تركي الشيخ لا يعرف أن النادي الأهلي هو جزء من السياسة في مصر، وأن المتحكمين في النادي الأهلي هم من يتحكمون في مصر، فلن تستطيع أن تكسر النادي الأهلي أو تفعل له أي شيء لأنك ببساطة خارج دائرة الحكم في مصر، عكس وضعك في بلدك فانت مستشار ولي العهد ولك الحق في التحكم في كل شيء في رياضة بلدك. وبالدليل أن بعد الأزمة الأخيرة كانت هناك أخبار أن عباس كامل مدير مكتب الرئيس ومدير المخابرات العامة تحدث مع تركي الشيخ -طال عمره- لحل المشكلة. هل عباس كامل مدير النادي الأهلي؟ وما علاقته بالدوري الرياضي المصري؟ 

وفي النهاية أحب أن أوجه نصيحة إلى أصدقائي المصريين والسعوديين، أرجوكم لا تنجروا وراء هذا الاختلاف، كما بينت سابقا هذا خلاف بين مؤسسات وبين جهات سياسية وليست رياضية، وفي النهاية سوف يتوصلون إلى حل. فلا نريد أن تزداد المشاحنات والسباب بين بعضنا البعض ولا نترك للكراهية مكان بيننا، للأأن علاقة الشعبين أكبر وأعمق من اختلاف بين تركي الشيخ -طال عمره- ومحمود الخطيب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.