شعار قسم مدونات

جماهير كرة القدم.. لماذا يشكلون تهديدا للسلطة القمعية؟

blogs ألتراس الأهلي

كرة القدم اللعبة الجماهيرية الأكثر انتشارا على مستوى العالم فتُلعب اللعبة على مستوى دولي وتقام المسابقات والبطولات المحلية والعالمية من أجل مشاهدة اللعبة وكانت بداية كرة القدم منذ أن أسس النادي الأهلي في عام 1907 من القرن الماضي على يد أدريس راغب مؤسس الماسونية في مصر ويخرج بعدها نادي الزمالك الذي أسس عام 1911 على أيدي جورج مرزباخ المحامي البلجيكي.

السياسة والكرة

تتعمد الحكومات السيطرة على شعوبها من خلال الأكاذيب والبروباجندا المختلفة التي تتخذ منهاجاً محدداً في أسلوب الدعاية وقد برز دور وزير الدعاية لهتلر جوزيف جوبلز في هذا الأمر فقد صاحب عقلية قوية في الكذب على الشعب الألماني من أجل القضاء على اليهود بل برز أيضاً في قلب رأي الشارع المصري في الخروج ضد الإنجليز والترحيب بالألمان عند دخولهم السلوم.

وفي مصر كثيراً ما إستُغلت هذه الأفكار من قبل الحكومة في السيطرة على الكرة المصرية فدائما ما كانت الحكومة المصرية تنشأ الخلافات بين جمهور نادي الزمالك والنادي الأهلى حتى يتلهى الناس في الكرة ولا أحد ينسى الأستوديو التحليلي الذي كان يقام في يوم مبارة الدربي الذي يجمع الزمالك والأهلي منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى فجر اليوم التالي.

عندما نعود إلي الوراء في القرن الماضي كانت كرة القدم جزء بسيط من حياة الفرد يشاهد مباراة كرة القدم فقط من أجل المتعة حتى الملك فاروق كان يشجع نادي الزمالك

جماهير كرة القدم دائما ما تكون جزء لا يتجزأ من الشعب المصري فلا أحد ينسى الدور الذي قامت به جماهير الكرة في ثورة 25 يناير وبالأخص جماهير الوايت نايتس المحسوبين على مشجعي نادي الزمالك فخرج بيان من الوايت نايتس يشجع أفراده على النزول ضد الظلم الذي تعيش فيه مصر ولم يتأخر أفراد المجموعة على تلبية النداء فخرجت المجموعة وبرز تواجدها في الشارع المصري حتى دفعت ضريبة ما قدمته لمصر من حل المجموعة ومطاردة أعضائها والزج بهم داخل سجون مصر.

الكرة للجماهير

الكرة للجماهير لطالما كان النداء الذي تطالب به جماهير كرة القدم وترفض وتمنع أي تدخل سياسي في الكرة حتى أعتقد السياسيين أنهم يستطيعون السيطرة على كرة القدم بواسطة أموالهم ونفوذهم وبالفعل نجحوا في هذا الأمر ولكن بعد الاعتقال الذي نال مشجعي الكرة في مصر والاضطهاد الذي رسمته الحكومة على أوجه الشعب المصري ضد أفراد الأولتراس.

وعندما نعود إلي الوراء في القرن الماضي كانت كرة القدم جزء بسيط من حياة الفرد يشاهد مباراة كرة القدم فقط من أجل المتعة حتى الملك فاروق كان يشجع نادي الزمالك وكان يتمتع نادي الزمالك بإنه نادي الباشوات فقد كان بشاوات منطقة الزمالك والعجوزة من أكبر داعمي ومشجعي نادي الزمالك وكان النادي الأهلي يُلقب بنادي الشعب فقد كان كل من يفهم ولا يفهم في الكرة يشجع النادي الأهلي.

لم يتوقف مرتضى منصور عن الهجوم على جماهير نادي الزمالك بل أنه خرج يُلقي الاتهامات ويقول أن هذه الجماهير جماهير إرهابية ويجب أن يقتلوا جميعاً
لم يتوقف مرتضى منصور عن الهجوم على جماهير نادي الزمالك بل أنه خرج يُلقي الاتهامات ويقول أن هذه الجماهير جماهير إرهابية ويجب أن يقتلوا جميعاً
 
مرتضى يقتل جماهير الكرة

منذ بداية الانقلاب في عام 2013 وكانت جماهير كرة القدم تعلم أن الوقت قد حان لتدفع ضريبة ما قدمته لثورة يناير 2011 فدفع جماهير الأهلي هذه الضريبة وقتل أكثر من 70 فرداً في مذبحة بورسعيد على أيدي المجلس العسكري وعلم أيضاً جماهير نادي الزمالك أن الدور القادم سيكون عليهم ولم يتأخر الانقلاب في قمع جماهير نادي الزمالك ولم يتأخر مرتضى منصور أيضاً في تسوية أموره مع الوايت نايتس ومع الاضطرابات التي نشأت بين الطرفين بالأخص أن جماهير نادي الزمالك اعتادت أن ترى الطبقة والأرستقراطية والعليا هي التي تتحكم في النادي أمثال المرحوم حلمي زمورا والدكتور كمال درويش ولم تتخيل جماهير نادي الزمالك أبداً أن ترى مرتضى منصور صاحب اللسان البذيء الذي نال من أمهات المصريين الشرفاء رئيساً لنادي الزمالك ولم يتأخر الوقت حتى حدثت مذبحة الدفاع الجوي في مباراة نادي الزمالك وإنبي وقُتل 20 فرداً من جماهير نادي الزمالك بدمٍ بارد.

لم يتوقف مرتضى منصور عن الهجوم على جماهير نادي الزمالك بل أنه خرج يُلقي الاتهامات ويقول أن هذه الجماهير جماهير إرهابية ويجب أن يقتلوا جميعاً بل و أتُهمت جماهير نادي الزمالك بقتل إخوانهم وأخواتهم في المذبحة وخرجت الشرطة المصرية تلقي القبض من البيوت وأماكن العمل في كل من لديه صلة بالوايت نايتس وتركت مرتكب الجريمة مرتضى منصور حراً.

يعتقد مرتضى منصور والسيسي أنه من السهل القضاء على جماهير كرة القدم من خلال منعهم من دخول المباريات ومطاردتهم في الشوارع والمقاهي ولكن الأفكار التي تربط أعضاء الأولتراس هي أفكار بنائة للمجتمع ومن الصعب أن تُهدم في لمح البصر بل من الصعب أن تُسيطر عليها السلطة القمعية ففرد الأولتراس هو شخص حرٌ في أفكاره وفي تصرفاته وتجمع أفراد الأولتراس فكرة واحدة وهي الفكرة التي يدفع الشعب المصري ثمنها إلى الأن وهى فكرة الحرية فيرى النظام أن الحرية يمكن القضاء عليها من خلال القمع والمعتقل والتشوية الإنساني والإشاعات التي تطال جماهير الكرة إلاّ أن فكرة الأولتراس تعيش في العقول ومن الصعب الوصول إليها. خرجت محكمة مصرية تنفي التهم التي قدمها مرتضى منصور باتهام جماهير نادي الزمالك بالإرهاب ليثبت للمجتمع المصري أن جماهير نادي الزمالك هي جزء من المجتمع المصري الأصيل وهم أولاد الشعب المصري بكل طوائفه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.