كان أول حوار أنجزه بالنسبة لي هو جبل عظيم شامخ ربما مع وزن الشخصية التي اخترت محاورتها وهو الإعلامي الرياضي الجزائري المقيم بالعاصمة القطرية الدوحة "حفيظ دراجي"، كان الحوار شخصيا، رياضيا، وسياسيا في الوقت نفسه لكون الإعلامي حفيظ دراجي إعلاميا رياضيا بمواقف سياسية أو بالأحرى له صبغة سياسية نوعا ما.
وللأمانة كان الحوار مشتركا مع الزميلة دنيا زاد مسعود الكاتبة الصحفية وصاحبة كتاب "معاناة أقلية الروهينغا" وتعتبر أول جزائرية تتكلم عن هذه الفئة والتي أجريت معها حوارا -هي الأخرى- لا يقل أهمية عن حوار حفيظ دراجي، حيث انقسم إلى شقين: شق شخصي وهذا لتقديمها لجمهور القراء، والشق الثاني يتعلق بأقلية "الروهينغا" ومعاناتهم وكيف اتصلت بهم وبممثليهم وكيف خطرت لها فكرة الكتابة عنهم.
إن هذه الفترة بالنسبة للمتحدث كانت عبارة عن تمهيد أو بالأحرى تحضير لسنة جديدة إعلامية تعد بالكثير من الجديد على المستوى الشخصي والمستوى الإعلامي أيضا. الحواران كانا قبل أن يقع علي الاختيار من طرف إدارة الجريدة بتعيني رئيسا للتحرير، و في هذه اللحظة تعززت مهامي وصلاحياتي وثقلت الأعباء في الوقت نفسه لعدة اعتبارات أبرزها؛ أنك أنت المسؤول الأول عن تقديم محتوى إعلامي جديد إحترافي توعوي يتماشى مع الخط الافتتاحي للجريدة.
الصحافة ليست رقن الحروف ورسمها ونقل الأخبار؛ بل هي ضمير وأخلاق وحسن توجيه الرأي العام إلى طريق الرشاد وتبديد الضلال، في النهاية هي مهنة المتاعب |
إن الفترة التي أقضيها في رئاسة التحرير هي فترة أعتبرها تجربة كما سبق لأنها ستكون العتبة الأولى في درج الإعلام العالي والطويل، خصوصا إن كانت الظروف التي تمر بها الجزائر ليست ولا بد إقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، من الواجب عليك أن تقدم محتوى إعلاميا يحذر من خطر المرحلة وفي الوقت نفسه يكون متماشيا مع مقتضيات "أصحاب الشأن" لأن أي خلل أو شعور فقط بالتهديد سيكون مصيرك اللجم والتكميم لا محالة، وهذا الأمر ليس حكرا على الجزائر فقط؛ بل هو أمر مشترك بين دول العالم الثالث عموما والدول العربية خصوصا؛ لأن حرية الإعلام هي طابو من الطابوهات التي يجب النظر فيها، لكن هيهات مادامت مرتبطة ارتباطا وثيقا ببقاء "آلهة السياسة والحكم".في بداية الأمر أثار تعييني على رأس جريدة تمتلك قوة متابعة كبيرة لغطا واسعا لدى الزملاء لسبب واحد ووحيد وهو" السن" خصوصا أن أكثرهم كبُر وشاخ وله سنوات طويلة في هذا المجال ولم يصل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.