من عاداتي كتابة ما تعلمته في العام الماضي، من خلال تجاربي وتجارب عائلتي وأصدقائي وما أود أن يضل في مخيلتي بداية كل عام جديد، وهذه قائمتي هذا العام والتي أحببت أن أشاركها معكم:

 

– ضع تعاريفك الخاصة للحب، للسعادة، للنجاح، قد تكون السعادة قصراً من الذهب لأحدهم وكوب من الشاي مع من تحب بوقت السحر لآخر، وقد يكون النجاح بلوغ منصب عالي أو إنهاء كتاب صغير وقد يكون الفشل إفلات صفقة أو عدم إتمام طبق طعام كما يجب، كل هذا يعتمد على تعاريفك الخاصة.

 

– لا تغير مبادئك أو اختياراتك وإن كانت فردية، كن واثقاً من أحقيتك في حب وكره وتقييم الأشياء وفق نظرتك، لا كما ينظر الجموع، لا تكون مع القطيع فتموت معهم.

 

– حسن من جودة حياتك، اتعب على شخصيتك، مرن ذائقتك، تعرف على أشياء جديدة، اخرج من مناطق راحتك، وسع آفاقك، لا تخف من موجات التغيير.

 

– لن تعرف العالم ما دمت تسير في نفس الشارع كل يوم.

 

– كل العهود التي تتفوه بها في لحظة فرح صادقة وأنت فوق السحاب، قد تصبح ثقلاً عليك عندما تعود إلى أرض الواقع. فاحذر أن تعد بشيء لا تستطيع الوفاء به لمدة 10 سنوات على الأقل، وإلا كتبت عند الله والناس، خائن، وأبله.

 

– ستقابل الكثير ممن يدعي حبك، ومن يرغب نيل قربك ولكنهم سيتلاشون في الهواء مع أول موجة غضب منك، اختر من يصمد في عواصفك، من يبقى عندما يرحل الجميع، من يعرف جيداً أن خلف غضبك طفل صغير وخوف كبير.

 

– اختبر من يود الاقتراب منك، جرب صدق عهودهم من كذبها، إن صدقوا فقد ربحت شخصهم وإن كذبوا فقد ربحت نفسك.

 

– ستحتاج في الحياة إلى مهارة التمييز بين من يقولون الأشياء ومن يعنونها حقاً، ليس الجميع يعني ما يقوله إلا ما ندر -لن تعرف ما لم تختبرهم-.

 

– تقبل رفض الآخرين لشخصك، كمسلمة أنك لن تعجب كل الناس على أيه حال، كما لا تحاول نيل محبتهم بطرق جيدة، أو مهاجمتهم بطرق سيئة لنفس الغاية، فقط دعهم وشأنهم.

 

– لست مجبراً على حب أحد لا تحبه، ولكنك مجبر على عدم المساس به في الخفاء واحترامه في العلن.

 

– لا تعلق جل أحلامك وأهدافك على أكتاف شخص، قد يتغير عليك غداً وفي أي لحظة، نعم هناك الكثير ممن لا يتغيرون والكثير أيضاً ممن يرحلون، لأسباب تعرفها ولأسباب لن تعرفها، تقبل هذه الحقيقة.

 

– الحياة السعيدة، الحب العامر، الصداقة الأبدية، النجاحات البارزة، الشهرة البراقة وكل الأمنيات الصغيرة، قد تنجح طبق قوانين مجربة وخطوات ثابتة، وقد تحدث بين ليلة وضحاها، لأن هذا من سمات الحياة ومفاجآتها! ليس هناك قوانين فيزيائية تجود عليك بأرقام أكيدة، سر حسب الخطة كما يفعل الجميع وكن مستعداً للتغيير، للمصادفات القدرية المدهشة، للفرص الوامضة، فستتغير حياتك للأبد كل مرة مع كل منعطف وقرار واختيار صغير.

 

– خض النقاشات مع أناس يتقبلون اختلافك، وإياك أن تحارب في جدال، تفويت الجدال والصمت يعد انتصاراً مصغر مع ذوي العقول المتحجرة. 

 

– اختر معاركك جيداً في الحياة، ماذا يستحق حقاً أن تبذل جل طاقتك فيه، شغفك، مواهبك، رأس مالك وعملك، أم أطفالك ومن تحت جناحك، وكن نبيلاً فيها مهما كلف الأمر.

 

– إياك أن تهدر طاقتك في سباق أعرج ستفوز عليه برجليك، ليس عدلاً ولا انتصاراً أن تسابق من هم أقل منك في مضمار الحياة.

 

– الكثير من الناس يقومون بالتهديد، على أشياء يخافون من فعلها حرفياً وإلا لما كانت تهديداً حاد اللهجة بنظرهم، فلا تقلق، اقلق ممن يفاجئك بتصرف طائش دون مقدمات، خذ حذرك منه حقاً.

 

– من يحترمك، يستحق وجودك في حياتك، لا تقبل حتى بالإهانة على مستوى الهزل، الأمور تتطور والحقائق المؤذية تخرج من بين النكات التي ضحكنا عليها، كن منصتاً وابق مستيقظاً.

 

– الحب غير خاضع للقوانين الثابتة والمرقمة، تحت مظلة أن الحب قد لا يحدث رغم توفر كل المقومات وقد يحدث دون وجود أي منطق أو مقوم لحدوثه، الحب مقامرة غير آمنة النتائج. 

 

– لا ضمانات أبداً في مسائل القلب حتى بعد وقوع الحب، ما سمي القلب إلا من تقلبه كل فينة، كن مستعداً أيضاً. 

 

– من كان همه الناس، فالناس يتغيرون ويرحلون، ومن يبقي تركيزه على ما حققه الناس وما حصل معهم، سيبقى متفرجاً ولن يحقق شيئاً، انشغل بنفسك ودع الآخرين منشغلين بك!

 

– تخلى عن الكره، فكرة الانتقام، فكرة أنك مظلوم والكون مسخر ضدك، صدقني لا أحد يحفل بك، لا بحزنك ولا بفرحك إلا عدد من الشامتين أو المحبين من بين مليار على وجهة الكره الأرضية. 

 

– ضع نقطة، حداً وسداً لكل الأمور التي تزعجك، كن صارماً وحازماً، إنها حياتك وليس طاولة للعبة الاحتمالات.

 

–  قل خيراً بعد تفكير أو اصمت.

 

– لا تتوقف عن الحلم عن السعي نحو حياة أفضل، عن إحاطة نفسك بأناس لا تمل من الجلوس معهم ولا يملون من رفقتك.

 

– "تهادوا تحابوا"، اهدي من تحب هدية بلا سبب، أخبر كل من تحبهم بأنك تحبهم، لا تضمر حديثاً حلواً في صدرك. 

 

– لا ترهق نفسك بالتفكير بالماضي كعصر ذهبي في حياتك، وتنسى حاضرك، وما بين يديك وما تملك.

 

– لا شيء يضاهي شعورك بالرضى وأنت تركض صوب أحلامك، لا أحلام غيرك.

 

– تأكد أن كل النجاحات العظيمة بدأت بخطوات شجاعة صغيرة خارج منطقة أمانك.

 

– القلق أمر طبيعي، تنفس فقط، كل الأوقات ستمضي، إما كغيمة رشيقة أو كعاصفة هوجاء، ستمضي، كنت وستضل مسافراً في هذه الحياة، فاستمتع بالرحلة.

 

– كن ممتناً كل يوم للأشياء البسيطة التي تملكها، ممارسة الامتنان ستحسن من لياقة قلبك، ستقلل من حدة قلقك، وتجلب لك شعور رقيق وعارم بالرضا.

 

وأخيراً قد تتفق معي، أو لا، خذ ما يعجبك من هذه القائمة الآن ودع الباقي لأيام الخواء، ربما ستجد ضالتك يوماً ما هنا. جرب اليوم أن تكتب قائمتك الخاصة عن تجاربك في العام الماضي وأفكارك حولها.