على القادة والعلماء أن يقوموا بالتغيير في أساليب الدعوة وكيفية الخطاب وفي تزكية أنفسهم قبل أن يقوموا بدعوة الآخرين "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" |
والتاريخ يعيد نفسه، بعض الشبان يستفسر اليوم والتنظيمات الإسلامية وأتباعهم مستاؤون، كيف ينتصر الكافرون أو الظالمون اليوم علينا ونحن نرفع شعار الإسلام هو الحلّ!!، ونتلوا آيات الله ونتبع سنته، فبعض الدعاة يذكر نصف الإجابة، وآخر يتهرب منها، لكنّ الاجابة بسيطه "قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ" "مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ".
فالمطلوب تجويد التدين لا تجويد القرآن فقط، فهل أجاد التديّن من يقوم بالتعصّب والمحسوبية لمشايخه واجتهادته إلى حد الإعجاب بالرأي أو طاعة الهوى، ويقصي أخاه المسلم لأنه لا ينتمي إلى جماعته الفلانية الناجية؟ وهل الرايات المتناقضة تستحق النصر؟ وهل أجاد التدين من يبخل ويبني العمارات وجاره محتاج؟ وهل يفلح قوم قطعوا أرزاق يتيم أو عامل لأن وليّه انتمي إلى غير ناس الجمعية، قائمة يطول سردها ونشاهدها عيانا، إن شهوة السلطة والمال والانتصار للنفس حلت في قلوبنا، وأصبح الزهد حبيس الكتب، وصلة الأرحام ونصرة المستضعفين والرحمة للعالمين والمثل العليا آيات تتلى.
كان الصحابة -رضوان الله عليهم- إذا حفظوا عشر آيات لم يجاوزوهن حتى يعملوا بما فيهن، وإذا غضبوا كانو يقفون عند تلاوة آية، فتهدأ الأعصاب، وإذا تنازعوا فهم بشر، آية واحدة أو حديث عن المصطفى يحسم الأمر فتتآلف القلوب، ونحن نقول عن كل آية لم توافق غايتنا إنها منسوخة أو فيها عموم وخصوص، وفي تفاسير واختلاف، وفي الحديث ترى من يشكك في الإسناد أو المتن عند ما يعارض التقاليد وآراء الشيوخ. خلاصة القول إن من أجاد التدين سيقود العالم وكان رحمة للعالمين"وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، فعلى القادة والعلماء أن يقوموا بالتغيير في أساليب الدعوة وكيفية الخطاب وفي تزكية أنفسهم قبل أن يقوموا بدعوة الآخرين "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.