– كما أنه لا بد أن يعتاد على الصبر عند الحاجة لإجازة أو سلفة على الراتب، لدى تشاغل مديره المعتاد بالهواتف والأوراق الفارغة المبعثرة على طاولته، وغير مستبعد أن ينحدر مديره أكثر في مستنقع الكبر، عندما يضيع الوقت في البحث عن البوكيمون بهاتفه النقال في معركة عض الأصابع بينك وبينه لحرق الأعصاب.
المدير الناجح يعرف متى ومن يكافئ ومتى ومن يعاقب، وكيف يقدر ظروف العاملين فى العمل، ويحاول إزالة أي عقبة تؤدي إلى إقاف التقدم، وفي الوقت نفسه تكون لديه خطة عمل ورؤية لما يود تحقيقة |
– كما أنه من المفترض أن يلاحظ تسابق زملائه بالضحك على النكات السطحية والساذجة التي يطلقها مديرهم، وهم يتغامزون عليه من تحت الطاولة كالأبله دون أن يشعر. وتتسابق زميلاته الجميلات، للحصول على وظيفة السكرتيرة المدللة، التي لا يرى إلا بعينيها ويسمع إلا بأذنيها، وغالباً ما يسقط في شباك الأكثر مكراً وخداعاً على الإطلاق.
– أما الأهم من هذا كله، يجب أن يكون مدمناً على "طقطقة البراغي" كناية عن الوشاية، ويعتاد على عدم الشعور بها، والتعايش معها دون انفعال، وخاصة من أولئك الفاشلين الذين يظنون نجاحهم في سقوط الآخرين.
عند مرورك سيدي الكريم بكل تلك المراحل السابقة من التدرج الإداري للعمل، لا شك أنك ستكون قادراً على فهم أدق تفاصيل العمل ومتطلباته، وتسعى جاهداً لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب وفق خبرته وكفاءته، كما ستدفعك تجربتك للتعامل العادل والمنصف مع العاملين، فالمدير الناجح يعرف متى ومن يكافئ ومتى ومن يعاقب، وكيف يقدر ظروف العاملين فى العمل، ويحاول إزالة أي عقبة تؤدي إلى إقاف التقدم، وفي الوقت نفسه تكون لديه خطة عمل ورؤية لما يود تحقيقه ويقود العاملين إلى تحقيق الأهداف في الوقت المناسب، عندما تدرك كل هذا يمكنك عندها تقلد أي منصب رفيع دون أن تحتاج للصراخ والغضب والنميمة وجلسات مسح الجوخ للحصول على نتائج أفضل، وتجنب نفسك السقوط في مشفى الأمراض النفسية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.