شعار قسم مدونات

"أصبوحة" لأن القراءة ضرورة وليست هواية

blogs أصبوحة

أعظم شيء يمكن أن تهدية لك الحياة هي المعرفة، أن تهديك علماً يكون نورك في هذا العالم، أن تهديك شمعةً على هيئة كتاب، وبمجرد أن تفتحه يجهرك النور في بادئ الأمر إلى أن تعتاده بعدما كنت قد اعتدت الظلام، كان الاسم نوراً بحد ذاته كان إشراقاً للنفس وللعقل، كانت "أصبوحة".

كنت قد بدأت شغفي بالقراءة، بقراءة الروايات، لا زلت أتذكر رواية "سجين المرايا لمسعود السنعوسي تلك الرواية التي شغفتني حباً بالكتب ولاسيما الروائية منها" بت أقرأ بعدها الواحدة تلو الأخرى، ما أنفك أنتهي من إحداها حتى أبدأ بالبحث عن أخرى، أقوم بتقييم الرواية قبل قراءتها بالبحث عن اقتباسات منها وآراء الآخرين حولها وبقدر الآراء الإيجابية أُكَوّنُ صورة حسنة عن روايةِ الجديدة التي سوف أقرأها، وكل هذا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فقد وجدت وظيفةً أخرى للفيس بوك بدل نشر المنشورات التي يكون معظمها بلا فائدة تذكر، أقوم بالاشتراك بالمجموعات التي خصصها بعض القراء كمجموعات للقراءة ونشر الكتب، فلم أكن أنفك إلا وأبحث كل مرةٍ عن مجموعةٍ أفضل لأنضم إليها لأعرف المزيد عن الكتب التي يجب قراءتها إلى أن حصرت نفسي في الجانب الروائي وكتب الخواطر، ولأنّ هذا في فترةٍ من الفترات أصبح غير مرضٍ بالنسبةِ لي بدأت بالبحث مرةً أخرى عن مجموعات للقراءة إلى أن كان اللقاء، هي ليست مجرد صفحة على الفيس بوك إنها طوق نجاة.

أصبوحة 180
undefined

هكذا كان اسمها، الشعار "لأن القراءة ضرورة وليست هواية". الهدف "مشروع صناعة قارئ يستخدم القراءة ويستثمرها لأنها الوسيلة الأفضل لإنتاج الفكر وتنمية الإنسان وتأثيره في المجتمع"، المنشور المثبت كان يتحدث فيه د: أحمد الشمري صاحب الفكرة ومؤسس أصبوحة عن المشروع ويدعو بالانضمام إلى مجتمع أصبوحة، كل ما عليك فعلة بعث رسالة إلى الصفحة وطلب الانضمام، قمت بذلك وأنا أنتظر أن يقولوا لي تفضلي انضمي إلينا! ولكن الأمر لم يكن كذلك كان شرط الانضمام أن أقرأ كتاباً أختاره من ضمن قائمة تحتوي على خمسة كتب وبعد اختيار الكتاب توجد مجموعة من الأسئلة يتوجب عليك قراءة الكتاب للإجابة عليها وزمن أقصاه 12 يوماً لتقرأ الكتاب وتجيب عن الأسئلة، بدا لي الأمر مشوقا وقائمة الكتب كانت جديدة علي، اخترت كتاباً كنت قد بدأته من قبل ولكني لم أكمله قرأته مرة أخرى وشرعت بعدها بالإجابة عن الأسئلة، بعدها تم قبولي ووجدتُ نفسي في مجتمع يقوم على العمل الطوعي من شباب كرسوا جزءً من وقتهم ليقرأ غيرهم ليصنعوا أمة اقرأ.

بعثوا لي بعد قبولي الدليل الإرشادي ليريك واجباتك ومستحقاتك وكيف تقوم بالقراءة وما هي الكتب التي يمكنك الاختيار من بينها "منهج اختير بعناية ليوافق المجتمع والدِين الإسلامي بعيداً عن أي تطرف أو أفكاراً هدّامة، (شبابُ يصنعون أمة)، بعدها تم إرشادي إلى مجموعة المتابعة التي انضممت إليها عرفتني القائدة بنفسها ورحبت بي في الفريق وأرشدتني إلى أنه يجب علي أن أقرأ على الأقل في اليوم 6 صفحات وكيف أكتب أطروحة عما أقرأ، بالإضافة إلى مجموعة سفراء أصبوحة التي كانت بمثابة مدرسة ومجموعات المتابعة هي الصفوف، تخيل 285423 قارئ "نعم إنها أمة اقرأ، يصنعُها شبابها"، أمضيت قرابة الثلاثة أشهر وأنا أقرأ يومياً 6 صفحات تقريباً وأحياناً أزيد واليوم الذي لا أقرأ فيه أعوضه في يوم آخر وما يحفزك فعلاً هو التقييم الأسبوعي حيث تنهي أورادك الأسبوعية لتحصل على تقييم 100 أخر الأسبوع، تقييم حرصت علية منذ أن انضممت إلى أصبوحة "أصبوحة في حياتي".

تعلمت من أصبوحة معنى الالتزام، معنى أن تكون لك واجبات لا يُقبل فيها التسويف، فالتسويف يرجعك مئة خطوة إلى الوراء، ووقوفك في مكانك يعني نهايتك

أصبوحة لم تكن مكاناً للقراءة فقط، كان مجتمعاً كاملاً وبه نشاطات أخرى غير القراءة كالتثقيف المقالي حيث يكتب السفراء مقالات يتم نشرها في مجموعة سفراء أصبوحة وعلى صفحتها العامة بعد اختيارها بعناية من بين المقالات المقترحة ويجب أن تكون ذات رسالة هادفة، ونشاطات أخرى كفريق البرمجة حيث يتم تدريب السفراء على البرمجة ليساعدوا في الجانب البرمجي، وفريق التصميم والخط العربي وغيرها من النشاطات التي تجعلك حقاً تتمنى لو أنك كنت سفيراً لدى أصبوحة منذ أن بدأت .

في كل فترة تقوم إدارة أصبوحة بفتح الباب للراغبين من السفراء ليصبحوا قادة ويتولوا متابعة فريق متابعة، ترددت في بادئ الأمر وبعدها قلت لما لا لِأُجَرِب! وبالفعل كانت مدة التدريب 5 أيام لتتعرف فيها كيف تكون مهام القائد، كان الأمر صادماً حقاً بالنسبة لي فكلما تعمقت أكثر وجدت أن مجتمع أصبوحة أكبر وأعمق فأن تكون قائداً على فريق لا يعني فقط أن توجه فريقك وتقيمه أسبوعياً، يستوجب أن يكون لديك مراقب يراقب ما تقوم به كقائد وكيف تدير فريقك وتحرص على قراءة أورادهم ويحرص هو على أن تقرأ أنت أورادك، كل الذي يمكنك قولة عندها الحمد لله أنني هنا.

تعلمت من أصبوحة معنى الالتزام، معنى أن تكون لك واجبات لا يُقبل فيها التسويف، فالتسويف يرجعك مئة خطوة إلى الوراء، ووقوفك في مكانك يعني نهايتك، وأنا أُمَنِّي نفسي بأن أقرأ مئة صفحةٍ في الأسبوع وجدتُ أخرى تقرأ 10000 صفحة في الأسبوع، غبطة تصيبك تُحسرك على نفسك وتشعرك أنك في الخلف، ما العمل؟! أبحث في منهاج أصبوحة عن كتاب لأغير به نفسي فأختار كتاباً للتخطيط لأنظم حياتي وأتمكن من تطوير ذاتي.

أكتب عن أصبوحة لإحساسي بمدى امتناني أنني فردُ في مجتمعها، أكتُب عسى أحدهم يقرأ فتتسع دائرة شباب أمة اقرأ، أصبوحة ليست حكراً على الشباب فقط بل هنالك قراء لم تتجاوز أعمارهم الـ 10 أعوام وفي أصبوحة يوجد منهج خاص بهم، يوجد منهج للأبلاء والأمهات لينشئوا نشئاً قويماً، أكتب عن منارتي في بحر الحياة عسى غيري يهتدي إليها فالقراءة ليست حكراً على المثقفين "القراءة ضرورة، فاجعلها منهاج حياتك".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.