المشروع لا يقوم على فضل الأوقات ولا فتات المجهود، بل يقوم على البذل المطلق، فلا جهد يدخر ولا دعم شحيح، ومن الواجب الآن الإسراع في الانطلاق بهذا المشروع. |
في الحقيقة إن ما نحتاج إليه الآن هو مشروع جامع تتبناه الأمة بكل مكوناتها، مشروع لا يقيده تنظيم، أو دعنا نقول إننا بحاجة إلى مشروع تدعمه تنظيمات ومؤسسات وتجمعات لا العكس، مشروع لا يحكمه إطار تنظيمي أو جغرافي ولا تحبسه رؤية قاصرة لفئة مستقلة، مشروع قادر على إحداث حالة من التناغم بين المنتمين إليه على اختلاف مشاربهم ومناهلهم، مشروع يستوعب تحت مظلته العربي والفارسي والحبشي والغربي، هكذا يكون مشروع الإسلام الجامع.
والبداية دائماً تكون برواد يمتلكون عقولا ناضجة ومدارك واسعة ونفوساً مطمئنة كما يمتلكون القدرة على التدشين والانطلاق وإنتاج وحدة فكرية فيما بينهم، ومن ثم ينطلق كل منهم في صعيده يوقظ من غلبه النوم أو استهوته أفكار أو استقطبه تيار منحرف أو أغرقته الدنيا في تفاصيلها، ومن ثم يهرع الجميع إلى الانتساب لهذا المشروع والعمل على تمكينه ومن ثم يعاد الأمر إلى سيرته الأولى.
أتانا من الله شرع مبين *** وهَديٌ أضاء الليالي شهابا
وها اليوم يأتيكُمُ الحقُّ فتحا *** كما البدر نوراً يحثُّ الرّكابا
أخيراً.. أود أن أشير إلى أن هذا المشروع لا يقوم على فضل الأوقات ولا فتات المجهود ولا صدقات الأموال بل يقوم على البذل المطلق غير المحدود، فلا جهد يدخر ولا دعم شحيح، وأصبح من الواجب الآن الإسراع في الانطلاق بهذا المشروع لأن المشهد متجدد ومنعدم الديمومة والاحتياج كبير والطريق طويل والوقت لا يعرف الانتظار وأعمارنا تتلاشى، وفي النهاية كل منا سيقف أمام الله ويسأل، ووقتها لن نجد باباً مفتوحاً للعودة.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.