إذا اعتبر المغرب بمثابة دولة مستعمرة، فإنه بإمكان الأمم المتحدة أو غيرها أن تسهر على تطبيق نظام الحكم الذاتي الدولي، الذي سيمكن الأقاليم من الاستقلال الذاتي عن السلطة المركزية. |
كما ذهب عديد الفقهاء إلى اعتبار الحكم الذاتي عبارة عن: "نظرية أو قاعدة تعبر عن الفكرة التي تكمن وراء أي نظام لا مركزي يسعى إلى تحقيق نوع من الاستقلال، وهو بذلك أساس وعنصر من اللامركزية أيا كان شكلها ونظامها القانوني، باعتباره يفضح عن ميل واتجاه نحو تقليص السلطات المركزية في الدولة، وتوسيع السلطات الإقليمية المتهمة بالشؤون المحلية أو الذاتية".
وحسب فقهاء القانون العام الذين يعتبرون الحكم الذاتي بأنه "ممارسة شعب الإقليم سلطته الداخلية بأنفسهم، وخاصة فيما يتعلق بالشؤون التشريعية والتنفيذية والقضائية". وقد وضع الفقيه جينينا ثلاثة أوصاف للحكم الذاتي، وهي كالآتي:
1- الحكم الذاتي التقريري: وهو استقلال الأحكام التي تصدرها هيئات الحكم الذاتي، وعدم ارتباطها بغيرها.
2- الحكم الذاتي المالي: وهو أن تكون لدى الهيئة التي تتمتع بالحكم الذاتي موارد مالية تكفي لسد حاجات وتصريف أعمالها.
3- الحكم الذاتي الإداري: أن يكون توجيه السلوك الذاتي للهيئة الإدارية اللامركزي نابع من اختيار ذاتي.
ويضاف إلى هذه الأوصاف الثلاثة، وصفان آخران (الدولي والداخلي) يبينان طبيعة الحكم الذاتي. فالحكم الذاتي الدولي يحتفظ فيه الإقليم بسلطات داخلية دون رقابة عليا، كالتي نلاحظها في النظم اللامركزية. وعموما يكن تعريفه بأنه: "كيان قانوني وسياسي يقوم على أساس وجود إقليم منفصل وشعب مميز وحكومة ذاتية". بمعنى آخر؛ أن الحكم الذاتي في إطار السياسة الدولية هو عبارة عن: "صبغة قانونية لمفهوم سياسي يتضمن منح نوع جديد من الاستقلال الذاتي للأقاليم المستعمرة، لأنها أصبحت من الوجهتين السياسية والاقتصادية جديرة بأن تقف وحدها مع ممارسة الدولة المستعمرة للسيادة عليها".
أما إذا اعتبر المغرب بمثابة دولة مستعمرة لهذه الأقاليم، فإنه بإمكان المنتظم الدولي في شخص الأمم المتحدة أو غيرها أن تسهر على تطبيق نظام الحكم الذاتي الدولي، الذي سيمكن هذه الأقاليم من الاستقلال الذاتي عن السلطة المركزية ـ حسب منطوق التعريف الأول ــ، ناهيك عن الحل الثالث الذي قد تفكر فيه الأطراف المستفيدة؛ ألا وهو السعي إلى زيادة دولة جديدة للدول المغاربية تحت أي اسم كان، وهو ما سيزيد من توسيع الهوة بين جل هذه الدول، من خلال زيادة ترسيم الحدود التي ورث الاستعمار بها الدول، بالإضافة إلى تشتيت الجهود والحول دون القدرة على تحقيق الحلم النائم المتمثل في بناء اتحاد المغرب العربي، وتمتين الروابط الاقتصادية والسياسية.. بين دول المنطقة التي ما زالت الدول الغربية تعتبرها سوقا استهلاكية بامتياز، كما كان حالها قبل وبعد الاستقلال.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.