واليوم مع انفلات الأمن واختلاط الأوراق في الجنوب الليبي بين الجنرال الأسير المحرر حفتر من جهة، وحكومة السراج من جهة أخرى، بدأت الأمور تختلط فيها الأوراق وتتداخل فيها المصالح الدولية والإقليمية، وبدأت تسمع طبول الحرب على تخوم الصحراء والواحات التشادية مجددا، ولكن هذه المرة حضرت دول الحصار الخليجي بشكل سافر عبر الإمارات ومصر السيسي، وليبيا حفتر، وبدأت ألسنة الحرب تتصاعد ولكن هذه المرة يشتم منها المال الخليجي بالذات الإماراتي، إمبراطورية أبناء زايد التي تشتري الذمم والدول، والتي يدفعها الجشع والأطماع التوسعية من الخليج إلى أدغال أفريقيا!

الحكومة التشادية تقرر طرد الطاقم الدبلوماسي القطري من أنجمينا، عشية عقدها لقاء مع رؤساء عشائر ليبية، في الوقت الذي تتحدث المعارضة التشادية المسلحة عن خوض حرب مع النظام التشادي في منطقة أونينقا كبير في الشمال التشادي، وهي الحرب التي يتهم فيها نظام ديبي قطر بزعزعة الأمن في تشاد!
النظام في أنجمينا يعاني غليانا داخليا، وتمردا مسلحا في الشمال والجنوب، وذلك بعد فشله في إدارة البلاد وقيادة المجتمع المدني في حوار بناء يغلب المصلحة العامة، ولا سيما بعد الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الحكومة التشادية، التي فشلت فيها في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للمواطن التشادي طوال سبع وعشرين سنة جدباء!
في الوقت الذي تزج الحكومة رؤساء جمعيات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان في السجون، فإنها تعترف بعجزها الواضح في تحقيق السلام الاجتماعي.. فالعاصمة تعاني من انهيار تام في البنية التحتية والصرف الصحي، وتضرب الأمراض بشكل وبائي مناطق كثيرة نتيجة العجز في الخدمات الصحية، والتعليم يصارع الموت، إضرابات في الجامعات، وفشل في النظام التربوي بشكل كارثي، وتفشي المحسوبية والقبلية، وسيطرة المنطق القبلي في المؤسسات المدنية وتشنجات مع المعارضة السياسية كل هذه المؤشرات لا تبشر بالخير.
الحكومة التشادية تعاني عجزا ماديا في موازنتها لهذا العام2017 م، بفجوة تقدر بـ937097 مليار فرنك سيفا! !ودول الحصار (الخليج) تمتلك المال وبالتالي سيتم بيع الكثير من المواقف وستتحول الصحراء إلى ساحة حرب بالوكالة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.