تحول اليمن إلى أرض محروقة لا رابح في معاركها غير الحاقدين على اليمن وأعدائه، ومن يحلمون باليمن الفارسي أو الإمارة الثامنة كما يحلم بعض الجيران الأشقاء. ولا خاسر في المعركة غير شعب اليمن. |
وليست الأطماع الحوثية القادمة من طهران لوحدها، فقد كانت عيون عربية أخرى على اليمن وثرواته ومينائه، وقد خططت وعذبت وأنشأت سجونا سرية لتصفية الحسابات وتحت غطاء التحالف العربي. تلك إمارات اختارت أن تزيد من جراح صنعاء ومآسي عدن وحسرات تعز التي كانت ما كانت، فأصبحت مدنا لدفن الجنائز والصلاة على الأموات والمستشفيات الممتلئة بالمصابين بأمراض أقساها الحرب.
حديث اليمن اليوم مؤلم جدا، كله مآسي يدفع ثمنها اليمنيون دون ذنب سوى أن شبابا ثارت لتعيش باليمن، فمات الشباب ولم يسمح لليمن بأن تعيش كريمة وعزيزة كما كانت دائما. فإلى متى ستظل اليمن تدفع الثمن؟ اليمن اليوم كله قلبه واحد مجروح بجنوبه وشماله، وسنته وشيعته، يتمنى أن ينتهي هذا الكابوس القاتل الحارق المزعج. وأن يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل أن يوسس الشيطان لإخوة اليمن ولأحد أبنائه أن يملك اليمن. فكان أن حولها إلى أرض محروقة لا رابح في معاركها غير الحاقدين على اليمن وأعداء اليمن، ومن يحلمون باليمن الفارسي أو الإمارة الثامنة كما يحلم بعض الجيران الأشقاء. ولا خاسر في المعركة غير شعب اليمن وأبنائه وأولهم الأطفال المقتولون بغير ذنب، والمتروكون للكوليرا لتفتك بهم، فمن يداوي جراح عدن ويواسي صنعاء في ضحاياها ومن فقدت وهم كثر يعدون بالآلاف!
في بلد كان يوما يلقب باليمن السعيد، فأصبح مدنا لحصد الأرواح والصلوات على الجنائز ومقابر تزداد مساحتها يوميا ومستشفيات تمتلئ كل دقيقة، كم هو قاس وقاهر حديث اليمن وحال اليمن، فليت الزمان يعود يوما فنخبره بما فعل باليمن.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.