ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺩﺣﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ؛ ﺣﺮّﻑ بعض ﺍﻟﺴﻠﻔيين ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮين ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻭﺟﻠﻌﻮﻩ ﺗﺎﺑﻌﺎ لأﻫﻮﺍﺀ أﻭﻟﻴﺎﺀ الأﻣﻮﺭ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻗﻤﻌﺖ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ الإﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭالإﺻﻼﺡ. ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ﺩﺍﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ الأﻣﺔ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ الإﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﻩ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭالاﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ أﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ، ﺑﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﺸﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻛﺎﺷﻌﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﺩﻭﻧﻤﺎ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ الإﺻﻼﺡ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺗﺒﻨﻲ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭالاﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻠﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻒ ﺿﺪﻫﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭأﺑﺪﺍ. ﻭالأﻓﻈﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻷﺷﺪ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﺗﻘﺮﺑﺎ ﻟﺬﻭﻱ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﻁ. ﻳﻘﻮﻝ الأﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ: "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﺮﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻳﺒﺰﻍ ﺍﻟﺼﻨﻢ".

ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ الإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ، ﻭﻟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﺇﺳﻼﻣﻴﺎ ﺷﺎﺳﻌﺎ ﻣﻤﺎ أﺩﻯ إلى اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ أﻭﺟﺪﻭﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﺑﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭأﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺛﻤﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ، ﻭﺣﺮﻓﻮﺍ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺑﺎﻋﻮﺍ ﻋﻬﺪﻫﻢ ﺑﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺒﺎﺗﻮﺍ ﻳﺆﺻﻠﻮﻥ للاﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻣﻤﺎ أﺳﻤﻮﻩ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪﻭﺍ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﻧﺤﺘﺖ ﻧﺤﺘﺎ ﻟﺘﻼﺋﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ الإﺳﻼﻣﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺿﺪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ أﺻﻼ إلا إﻗﺎﻣﺔ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ أﻭ ﻛﻔﺎﺭﺍ، ﻭﺫﻟﻚ ﺟﻠﻲ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎ ﺭُﺳُﻠَﻨَﺎ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﻣَﻌَﻬُﻢُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ﻟِﻴَﻘُﻮﻡَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﺎﻟْﻘِﺴْﻂِ ۖﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪَ ﻓِﻴﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣَﻨَﺎﻓِﻊُ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ۚﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﻮِﻱٌّ ﻋَﺰِﻳﺰ" ‏( ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ 25 ‏)، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ لإﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳأﺗﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻴﺒﻴﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩﻫﻢ ﻭﺇﺫﻻﻟﻬﻢ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﺼﻖ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، أﻳﻌﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ؟! ﻗﺪ ﻳﻌﻘﻞ ﻧﻌﻢ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻭﺱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺬﺝ.

ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﺑﻌﺾ السلفيين ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎ ﺿﺨﻤﺎ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻟﻲ أﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻟﺘﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﻮﻫﻢ أﻭﻟﻴﺎﺀ الأﻣﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺍﺳﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭأﺫﻟﻮﻫﺎ ﻭﺟﻬﻠﻮﻫﺎ. ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻣﻘالأ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ "ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺣﺮﺓ"، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻟﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻳﻘﺎرﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻳﻘﻮﻝ: "ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺧﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ، ﺣﻠﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﻣﻊ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻃﺒﻌﺎ، ﻓﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺧﺘﺰﻟﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﺑﺤﺜﻮﺍ ﻟﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻠﻒ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺳﻠﻒ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﺳﻔﺎﺡ".

ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻮﻝ ﻭﻧﻜﺮﺭ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﺇﻥ أﺯﻣﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻻ ﻳﻤﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ، ﻓﻬﻢ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺻﻼ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭأﺭﻛﺎﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻓﻲ الأﻃﺮ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ، أﻣﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ أﻭﺻﻠﺖ الأﻣﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ الاﻧﺤﻄﺎﻁ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻟﻤﻜﺎﺑﺶ ﻭﻣﺒﺎﻃﺶ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﺑﺮيء.