لم يترك زعيم البترونا وشقيق الرئيس الفرصة تمر، ففي جنازة المجاهد رضا مالك وأمام قبره ظهر التحالف الحميم والعشق المدفون بين الرجلين وكانت الرسالة واضحة وجلية مما عجل وأكد شيئا واحدا للجميع أن أيام تبون أصبحت معدودة.
أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا تفيد بأن الرئيس بوتفليقة أقال الوزير الأول وخلفه بصاحب المهام القذرة أحمد أويحيى الذي لا ينفك يغمس يديه ولا يرفض للرئيس طلبا، يظن البعض أن مثل هذه الأعمال والخدمات المجانية لأويحيى ناتجة عن قوة شخصيته وثقة الرئيس به، لكن أظن أن للمؤرخين وعلماء النفس في المستقبل كلام آخر يكتبونه عنهم والملفت للانتباه أن النظام الجزائري أصبح لا يولي أهمية كبيرة لرأي الشعب الجزائري وخاصة فئة الشباب التي لم تخف غضبها من هذه الفوضى العارمة في اتخاذ القرارات التي تأتي تباعا متناقضة وغير مدروسة مما يوحي لنا بأنها غير مدروسة.
إن الصمت بداعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي يلتزمه الشعب الجزائري يتم استغلاله من طرف البارونات للسيطرة على الحكم في الجزائر، وهو ما يؤكد فرضية انتقال الحكم من النظام العسكري إلى النظام الإمبريالي.
كما لا نهمل الولاء الجشع للأغلبية الساحقة من أشباه الساسة الموالين للنظام الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية البحتة التي تتمثل في الامتيازات الممنوحة لهم مقابل التطبيل والتصفيق، وحتى لا نكون مجحفين في حق البعض من الصحافيين الوطنيين مثل حفيظ دراجي وقادة بن عمار وغيرهم من الغيورين على الجزائر، حيث إنهم انتقدوا بشدة هذه التصرفات والخزعبلات التي إن دلت على شيء وإنما تدل على تغول المال على مؤسسات الدولة والذي يضع الجزائر وصورتها دوليا على المحك كما يضعف عمل الحكومة القادمة وقراراتها تجاه البارونات.
إن البارونات اليوم كسبت الرهان وأصبحت قوية سياسيا واقتصاديا للسيطرة على النظام مما يسهل ويبسط الطريق لهم لاستصدار قوانين تخدمهم وتدمر مكتسبات الشعب الجزائري، وخاصة فيما يتعلق بالاجتماعية منها، مما يفتح المجال مجددا أمام مخاوف من تضييق الخناق على المواطن البسيط وخاصة حقه في التعليم والصحة والعمل وحرية التعبير.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.