في أحدث حالة صادمة صدمت كل من سمعها كانت تصريح الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون الذي قال إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أن بلاده لم تعد تعتبر رحيل الأسد شرطاً لحل الصراع المستمر منذ ست سنوات |
وفيما يخص بعض الدول المجاورة لحدود الدولة السورية التي كانت مؤيدة لقرار رحيل الأسد وتحملت عناء استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها، ولم تتلق الدعم اللازم من المجتمع الدولي في تحمل تبعات اللجوء السوري نيابةً عنه، ها هي اليوم تقف بين مطرقة الجماعات الإرهابية المعارضة للنظام على حدودها وبين سنديان المليشيات الطائفية المتحالفة مع الأسد في حال سيطرتها على المناطق الحدودية، وبالتالي فقد ترتب على هذه الدول التي كانت مؤيدة لقرار رحيل نظام الأسد أن تفضل اليوم وجود قوات نظام الأسد على حدودها على وجود الجماعات الإرهابية والطائفية في ظل تخاذل المجتمع الدولي.
وإذا أردنا التكلم عن أسباب تغير دائرة اهتماماتنا وتركيزنا على أمور أخرى بعيداً عن مستقبل الأسد فنحن نتكلم عن تغير مصالح اللاعبين الأساسيين فيما يخص مستقبل الثورة السورية، فالقوى العظمى المتمثلة بالدول الغربية تتغير مصالحها من لحظة لأخرى فبعد أن كانت أميركا ودول حلف شمال الأطلسي تقف في موقف العدو أمام نظام الأسد وتتحدى بذلك نفوذ منافستها الأولى على الأرض السورية ألا وهي روسيا، أصبحنا نرى ونسمع تحول وتبدل في مطالبات أميركا وحلفائها.
فترمب أثناء فترة تحضيره لحملته الانتخابية كان قال في مقابلة صحفية "إن الأسد رجل سيئ لكنه يجيد قتل الإرهابيين" وشبه الحالة السورية في حال زوال نظام الأسد بالحالة العراقية فيما بعد نظام صدام حسين، ومن المعروف أن ترمب من الأشخاص الذين كانوا ينتقدون فكرة الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 والذي ساهم في انتشار الإرهاب في المنطقة العربية ووصول تبعاته لداخل المجتمعات الغربية. وفيما يخص الرأي البريطاني الحديث فإن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كان قال في إحدى المقابلات الصحفية إنه يفضل أن يحكمه طاغية على عدم وجود حاكم، في إشارة للرئيس بشار الأسد في الحالة السورية.
وفي أحدث حالة صادمة صدمت كل من سمعها كانت تصريح الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون الذي قال إنه لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أن بلاده لم تعد تعتبر رحيل الأسد شرطاً لحل الصراع المستمر منذ ست سنوات، أضاف ماكرون قائلاً "إن الأسد عدو للشعب السوري، لكن ليس عدواً لفرنسا، وأن أولوية باريس هي الالتزام التام بمحاربة الجماعات الإرهابية". فهل أصبح الرئيس السوري الذي تسبب بمقتل ما يزيد عن 300 ألف سوري صمام أمان الغرب؟! وهل أصبح دم المواطن السوري الترياق الذي يضمن حياة المواطن في الغرب؟! فإذا كانت فعلاً هذه آراء بعض القوى العظمى فأبشر بطول بقاء يا طاغية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.