شعار قسم مدونات

لماذا نجحت الجزيرة و فشل الإعلام المعادي؟

شبكة الجزيرة الإعلامية
شبكة الجزيرة الإعلامية (الجزيرة)

في نوفمبر عام 1996م ظهرت الجزيرة لتحدث ثورة في الإعلام العربي، لقد كانت أول قناة لا تهتم بأخبار أصحاب الجلالة والفخامة والسمو من حكام العرب وهي أول قناة تحطم المقدسات والتابوهات في الإعلام العربي وتسمعنا أصوات حرمنا من سماعها على يد وزارة الإعلام العربية. لقد كانت الجزيرة قناة ناطقة باسم الشعوب لا باسم الحكام وعبرها فقط عرفنا كيف كان حصار العراق واحتلاله وانتفاضة الأقصى وحرب لبنان وغزة وتابعناها باهتمام لنعرف عبرها أخبار الثورات والانتفاضات التي اجتاحت المنطقة لتهز الأرض من تحت الطواغيت العرب ممن ظنوا أنهم في السلطة خالدين فيها أبدًا.

لقد كان نجاح تجربة الجزيرة ملفتا للأنظار فقد استطاعت منذ نشأتها التربع في صدارة كل استطلاعات الرأي للمشاهدين العرب المهتمين بالأخبار والشأن السياسي وذلك لمهنيتها الإعلامية ابتداءا ولأنها كانت منحازة دائما للقضايا العدالة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

لقد حاولت دول كثيرة في الإقليم تمتلك ثروات مثل تلك الثروات التي تملكها قطر أن تخلق قنوات فضائية منافسة للجزيرة وأنفقت عليها مليارات الدولار واعتمدت على طاقم يحتوي على نخبة من أبرع المذيعين والمذيعات ولكن هذه القنوات فشلت فشلا ذريعا وكانت نسبة مشاهدتها متدنية جدا فهذه الدول لا تملك أي رؤية أو مشروع والقنوات التي قاموا بإنشائها كانت عبارة عن امتداد للتلفزيونات الرسمية وكانت محتواها مقرف جدا حتى أن وزراء إعلام هذه الدول لم يتابعوها بمقدار متابعتهم للجزيرة.

حاولت قطر نفسها قبل فترة أن تخلق قنوات موازية للجزيرة ولكنها لم تنجح فالسر الحقيقي في نجاح الجزيرة هي أنها قناة منحازة وليست قناة محايدة منحازة للحق ولصوت الشعوب والمقهورين والمطاردين والقنوات الموازية للجزيرة لم تكن بمثل قوة الجزيرة ولا عنفوانها

ربما تكون قناة العربية وسكاي نيوز هما المنافسان الوحيدان للجزيرة وتواجه هاتين القناتين مشكلة كبرى في منافستهما للجزيرة وهي أن قناة الجزيرة شبكة عملاقة تمتلك شبكة متنوعة من المراسلين في أنحاء العالم ومراسلين حربيين شجعان مستعدين للموت من أجل إيصال صورة أو فيديو في أكثر المناطق سخونة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ومراسلون آخرون يتوزعون في أنحاء المدن العالمية والقارات الخمس من استراليا وحتى أمريكا الجنوبية بينما قناة العربية وقناة سكاي نيوز عربية هما قناتان محليتان للضرار على الجزيرة وتعتمدان إلى حد كبير في نشرتهما الإخبارية على أخبار من وكالات أنباء رسمية واتصالات تلفونية ومقابلات عبر السكايب ومن داخل الاستديو.

يضاف على ذلك هو أن هذه القنوات هي قنوات لا تملك أي رؤية أو توجه سوى توجه السلطة. لقد كانت مهزلة حقا ما حدث في 2011م عندما كانت قناة العربية المملوكة للسعودية تصور كوبري قصر النيل الخالي من المتظاهرين بدلا من تصوير ميدان التحرير المكتظ بالمتظاهرين في القاهرة وعندما كانت مراسلتها تريد أن تقنع مشاهدي القناة أن ميدان التحرير خالي من أي تظاهرة.

لقد كانت قناة العربية تركز بشكل مفرط على الشأن الإيراني والعراقي واللبناني وقليل من الأخبار عن مصر وتتجاهل نقل أخبار دول المغرب العربي والسودان واليمن بينما لاهم لأختها سكاي نيوز إلا أخبار قطر والإخوان وتركيا وكأن هذه الأمور هي محور الكون.

لقد كان المعيار الأساسي في اختيار المذيعين والمذيعات في قناة العربية وسكاي نيوز هو الجمال والأناقة فقط ولم يتم التطرق إلى مسألة الثقافة والمهنية ولذلك امتلك هاتان القناتان نخبة من أغبى المذيعين وهذا على عكس فرغم أن مذيعي الجزيرة هم أنيقون جدا ومن ذوي الوجه الحسن إلى أن ما يميزهم هو أنهم جميعا من مستويات ثقافية عالية ومدربون بشكل جيد بل إن مذيعي الجزيرة هم أصلا أساتذة إعلام وقد تخرج من تحت أيديهم أعداد هائلة من الصحفيين الشباب من مركز الجزيرة للتدريب.

السر الحقيقي في التفاف الشعوب العربية حول الجزيرة هو قناعة الشعوب العربية بانحيازات الجزيرة للربيع العربي والديمقراطية ولقضية فلسطين فيا قنوات العار العربي اقتدوا بالجزيرة خير لكم

لقد حاولت قطر نفسها قبل فترة أن تخلق قنوات موازية للجزيرة ولكنها لم تنجح فالسر الحقيقي في نجاح الجزيرة هي أنها قناة منحازة وليست قناة محايدة منحازة للحق ولصوت الشعوب والمقهورين والمطاردين والقنوات الموازية للجزيرة لم تكن بمثل قوة الجزيرة ولا عنفوانها ولا جماهيريتها فتلك القنوات كانت قنوات تحاول محاكاة قناة بي بي سي المملة التي كره طريقتها الشعوب العربية فأن تكون منبرا للرأي والرأي الآخر هذا لا يعني بالتأكيد أن تكون قناة بلا هوية ولا عنوان تساوي بين الحق والباطل وبين الضحية والجلاد.

لو لم تكن الجزيرة موجودة لصدق العالم أن المتظاهرين في بنغازي في 17 فبراير كانوا إرهابيين وأن متظاهري درعا وباب عمرو سلفيين ولكان كتب التاريخ في العالم تكتب أسخف نكتة في التاريخ عن 33 مليون نزلوا ميدان التحرير في 30 يونيو 2013م وأن السيسي البطل الهمام انحاز لهم وواجه الإرهاب المحتمل.

الشعوب العربية تشاهد بأعينها اليوم الأقصى مغلق بأمر الاحتلال الصهيوني وإعلام العار مشغول عنه بنقل تقارير الإفك عن قطر وتمويلها للتطرف والإرهاب وأخبار إيفانكا ترمب ووالدها المجنون. إن السر الحقيقي في التفاف الشعوب العربية حول الجزيرة هو قناعة الشعوب العربية بانحيازات الجزيرة للربيع العربي والديمقراطية ولقضية فلسطين فيا قنوات العار العربي اقتدوا بالجزيرة خير لكم.