يوجد الكثير من المبررات التي يمكن أن نستخدمها لنبرر كيف تخلينا عن سوريا في هذه الحرب الدموية التي لاقى حتفه فيها ما يزيد عن مئتين وتسعون ألف سوري، هذه الحرب التي دمرت كل ما كان يقف في طريقها. |
رفقا بنا يا سوريا، ماذا كنت تتوقعين منا نحن كعرب منقسمين ومنفصلين؟ نحن كشعوب مسلوبة الإرادة والحضور. كيف سوف نسعفك يا سوريا؟ نحن الذين لا نحتمل ما نراه في أخبار الثامنة من جرائم ترتكب بحقك، نحن الذين لا نتخيل أن يحصل معنا ما يحصل مع أبطالك، وعندما نسمع قصص الذين لجؤوا إلينا يتملكنا الخوف وننسى تعريفنا للحياة. صدقيني لقد حاولنا لكن سفينة "الأمن والأمان" لا تتسع للجميع ونحن خفنا أن نغرق سوية.
لا تنسي أنك أنت التي اخترت ظل الحق والحرية، وقد كنت متسرعة في هذا القرار، فكيف لحياة مثل هذه أن تحتوي مثل هذا القرار، ربما في حياة أخرى، لا تستطعي لومنا، دوامة الحياة هذه هي أكبر منا وهي التي تحددنا وتحدد مصيرنا. هذه ليست انهزامية لكن هذا هو واقعنا ونحن مدركون تماما لهذا الواقع، كان يجب عليك أن تتخلي عن تلك الأحلام، أرض الحرية بعيدة جدا حتى نكاد لا نراها.
يوجد الكثير من المبررات التي يمكن أن نستخدمها لنبرر كيف تخلينا عن سوريا في هذه الحرب الدموية التي لاقى حتفه فيها ما يزيد عن مئتين وتسعون ألف سوري، هذه الحرب التي دمرت كل ما كان يقف في طريقها، هذه الحرب التي مارسوا فيها أبشع وسائل القتل والتعذيب التي كانت وما زالت منافية لأي قيم إنسانية. هذه الحرب التي خالفوا فيها جميع القوانين والأعراف الدولية، لكن هذ المبررات هي فقط لكي نتمكن من النوم ليلا دون أن يبقينا ضميرنا الحاضر الغائب مستيقظين نادمين على كل لحظة تخلينا فيها عن سوريا.