جاء الفيلم ليذكرنا بغبائنا السياسي وحلم كان يوماً بين يدينا فتركناه يضيع في مهب الريح، تاركاً لنا خوفٌ عشش في النفوس، الخوف من المجهول والتغيير، الخوف من التفكير حتى في إمكانية التغيير. والآن وبعد ست سنوات من الثورة الضائعة بأحداث الثالث من يوليو أين نحن؟! نحن شباب ضائع ما بين الخوف والاستبداد، نرى شبابنا تُقيد حريته ولا نستطيع فعل شيء، نري البلاد تنتهك وتُباع ومن يصرخ يُكمم فمه وتكسر يده ويلقى حبيساً.
إن الثورة كانت بمثابة نقطة الأمل لكثير من الناس كما جسدها أحمد الفيشاوي بدراميته الصامتة في مقطع شباك. شباب كثير كانوا لا يعرفون للحياة طريقا؛ جاءت الثورة لتغيرهم وتنزع عنهم غبار اليأس وتقول لهم هناك أمل. |
وهنا يطرأ في الذهن سؤال من ماذا يخاف هؤلاء؟! من عدم إيجاد اللقمة أم من خراب البلد أم من الظلم أم التعذيب.. كل هذا حادث ولكن ما في الأمر أنه حتى الآن لم يأتي دورك فقط. أم أنهم يحبون السلطة فعلياً وأن كلمات مثل الحرية والعدالة ليست في قواميسهم من الأساس. أم أنهم صُدر لهم فكرة المؤامرة حتى عششت في العقول، وأن أي تغيير إنما هو بأيدي أعدائنا، وأن الحرية انحلال وأن السلطة دائماً علي حق، وأننا لا نعرف مصلحتنا، أساطير تُصدر من جيل لجيل أصبحوا ممسوخين من كثرة الخوف والتفكير بعدم منطقية، خاضعين لسلطان السلطة غير عابئين بشيء. أم أننا وصلنا لهنا بسبب غباؤنا السياسي، فلا العلمانيين جعلوها مدنية ولا الإسلاميين جعلوها خلافة كلٌ منهم كان يخاف من الآخر، تسيطر الأوهام علي الأدمغة، لا نعرف كيف نجلس علي طرابيزة المفاوضات ونتحاور، لا نعرف ماذا تعني السياسة ولا كيفية ممارستها، إنما عندما أردنا أن نزيل خوفنا فتعاملنا بغباء كما تعامل حلمي مع خوفه بارتدائه بدلة الشرطة وسط الثورة.
نحن نحلم بالثورة كما حلم بها من قبلنا، نحلم بالعدل والحرية، نحلم برفع الظلم ومساواة الناس، نحلم بأيام كأيام الميدان، نحلم بغناء الناس وفرحهم، نحن نحلم بلحظة كلحظة رحيل مبارك رغم سذاجتها. |
إن الثورة كانت بمثابة نقطة الأمل لكثير من الناس كما جسدها أحمد الفيشاوي بدراميته الصامتة في مقطع شباك. شباب كثير كانوا لا يعرفون للحياة طريقا؛ جاءت الثورة لتغيرهم وتنزع عنهم غبار اليأس وتقول لهم هناك أمل، هناك ما يسمى حرية، هناك إمكانية أن تتعاملوا بآدامية، هناك مستقبل ونور كان محجوب عنك بأيدي القمع والآن زال هكذا اعتقدنا وسيرنا مؤمنين بالثورة. وأيضاً حكاية ناهد السباعي التي جسدت فيها فتاة فقيرة تلتقي عيناها بالشاب الثوري في المظاهرات كإسقاط يجسد مصر بالفتاة الفقيرة وأن الشاب هو الثورة وكأنها تطلب منه أن ينتشلها من براثم الخوف والمرض والفقر.
كل هذا كان بمثابة ضوء وسط الظلام ولكن السجان أبى أن يتم الحرية علي الشعب فقيده وقتله مثلما قُتل عمرو واكد في مقطع 1919، وما زال يُقتل الحلم ويُقمع؛ ولكن ومع مرور تلك الأحداث فإنما نحن نحلم بالثورة كما حلم بها من قبلنا، نحلم بالعدل والحرية، نحلم برفع الظلم ومساواة الناس، نحلم بأيام كأيام الميدان، نحلم بغناء الناس وفرحهم، نحن نحلم بلحظة كلحظة رحيل مبارك رغم سذاجتها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.