شعار قسم مدونات

حديث مع الله

blogs الدعاء

ربّنا.. ترانا وتسمعنا.. أنت أعلم بنا منّا.. أنت ربّ المستضعفين وربنّا.. أنت الخالق المصور الرازق المدبر.. ليس لنا من إله سواك.. تباركت وتعاليت.

 

لا نجد في نفوسنا إلا الحمد لك على كل شيء.. على ما أعطيت، وما منعت، وما أبديت، وما أخفيت.. على الرخاء والدّعة.. وعلى الشدّة والكرب.

 

ولقد عرفت نفسي يا إلهي أول ما عرفتها بالتوجه إليك، ورأيت نورك فيها لمّا سعت إلى رحابك.. ودارت في ملكوتك.. فلا تذرني مع التائهين.. ولا تتركني لهواها وسوء تدبيرها فأضل وأشقى.

 

إلهنا..  يا من ترانا وتسمعنا.. فينا المحرومون.. والمستضعفون.. والمكلومون.. والفقراء المساكين..  والضحايا المظاليم.. لا نملك لهم سوى دعاء مخنوق.. وصوت موؤود.. وبضع كلمات.. وربما قروش تخرج اليوم ولا تخرج غداً.

 

ونحن وهم خلائقك.. نسعى في هذه الحياة تحت عينك.. عزاؤنا فيها أنك أنت الله.. أنك موجود.. أنك العليم.. الذي لا يخفى عليه شيء.. ستنصفنا وتنصفهم.. سيأتي يوم وسنقف أمامك.. وستسأل الظالمين.. من تجرأ على خلقي وزاحمني في أمري.. وستضع الميزان.

 

نعوذ بك ألّا نكون مع أوليائك.. نعوذ بك أن نكون مع الظالمين.. نعوذ بك أن تقتص منّا.. أن ينزل علينا سخطك.. أو يصيبنا غضبك.

 

أفلا نستحي ونحن العقلاء من جميع خلقك.. فضلتنا بالاختيار.. وأعطيتنا حرية القرار.. أصابنا العُجب.. وضللنا طريقنا إليك.. ننظر في جميل صنعك ونمجد عيوننا التي ترى.. لا عظيم قدرتك التي صنعت..

وأي موقف هذا.. الذين نجد أنفسنا فيه.. بين الجموع المستدعاة.. بعد النشور والبعث الكبير.. أعداء لجلالك.. أو متحدِّين لجبروتك.. قاهرين لعبادرك الذين كرّمت.. آكلين للحقوق التي عيّنت.. متكبّرين بالمال.. متجبّرين بطول اليدّ.. من نحن يا إلهي حتى نقف هذا الموقف؟ خبنا وخسرنا وهلكنا ومن نوالي سواك.

 

فاللهم اجعلنا من أهل الحق.. واجعلنا من أهل الصدق.. واجعلنا من أهل العدل.. اجعلنا ممن يستظل بظلك.. يقف في حماك.. يتدثّر بولايتك.. يتمسك بتلابيب رحمتك.. من يجد رفعته في التذلل إليك.. ومجده في خدمة خلقك.. وخير عمله التزام صراطك المستقيم.

 

نعوذ بك أن تغشانا سطوة القوة.. وتعمي أعيننا وفرة النعم.. وأن نتوسل بعبيدك من دونك.. نعوذ بك يا مالك الملك.. يا حقّ يا عدل يا منتقم.

 

أفلا نستحي ونحن العقلاء من جميع خلقك.. فضلتنا بالاختيار.. وأعطيتنا حرية القرار.. أصابنا العُجب.. وضللنا طريقنا إليك.. ننظر في جميل صنعك ونمجد عيوننا التي ترى.. لا عظيم قدرتك التي صنعت.. تتبدى لنا نواميس الكون فنقدس أذهاننا التي تنبهت.. لا سعة علمك التي أبدعت.. نتسابق في كثرة المال والعيال فتبهرنا قواتنا التي اكتسبت.. لا خزائنك التي لا تنفذ.

 

نعوذ بك أن ننسب إليك ما ليس فيك.. وأن ننسب لأنفسنا ما هو لك.. نعوذ بك أن نتأله كبراً وكفراً بنعمائك على كثير من خلقك.. نعوذ بك أن نظن في نفوسنا قدرة على اتقاء غضبك أو دفع سخطك.. نعوذ بك من غفلة تطمس بها على قلوبنا.. وكثرة زلل يورثنا سوء المآل.

 

ربنّا.. إن من خقلك من يبعدون عبادك عنك بكثرة الظلم.. يشككونهم فيك بغياب العدل.. يقولون: أين ربكم؟ أفلا ينظر إليكم بعين الرحمة؟ ينسبون إليك ما صنعت أيديهم.. فإن كان يا رب قدرك أن تمهلهم إلى أجل مسمى.. فاحفظ علينا اليقين.. واهدنا إلى خير العمل.. وباعد بيننا وبين الفتن.. واجعلنا ممن يرّقعون الثوب.. ويسدون الخلل.. ويعودون إليك بعد كل زلل.

 

منك الرحمة.. ولك الشكر.. وعليك المتّكَل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.